عرفت الكثير من المناطق السودانية بأسماء قاطنيها الأوائل من المؤسّسين، مثالاً لذلك عاصمة ولاية الجزيرة «ود مدني» التي تحمل اسم الشيخ الجليل مدني السنيّ، وكذلك منطقة الفادني، والجنيد، ورفاعة، والحاج يوسف، أحد أبرز أحياء الخرطوم بحري الواسعة. (آخر لحظة) قامت بجولة ميدانية بمنطقة الحاج يوسف، التي تضم عدداً كبيراً من المربعات والأحياء؛ بهدف التعرّف على تاريخ المنطقة، وأسرار التسمية، وأسبابها، وحقيقة الحاج يوسف، ذلك الرجل الذي صار اسمه مدينة!! * الحاج يوسف النشأة والميلاد أجيال عديدة تداولت سيرة الشيخ الحاج يوسف، الذي ولد بقرية ود نايل، ريفي الحصاحيصا، بولاية الجزيرة، وحفظ القرآن الكريم، على يد الشيخ الفادني بالحصاحيصا، وفي العام 1320ه، جاء الشيخ الحاج يوسف الدهايشي، إلى منطقة «المايقوما الترعة» وبدأ في تأسيس خلاوي القرآن، والمسجد العتيق، وقبل ذلك شرع في حفر آبار المياه، حيث التفّ حوله عشرات الطلاب من تلاميذ الفقه والقرآن الكريم، وكانت تربطه علاقات واسعة مع مشائخ الطرق الصوفية، والعلماء، مما ساعده في جمع عدد من الطلاب حوله. * استمرت خلافته حتى العام 1956م وخلفه ابنه يوسف عندما رحل الشيخ الجليل الحاج يوسف إلى الدار الاخرة تاركاً عدداً من التلاميذ والمريدين خلفه ابنه يوسف، عام 1956م، وهو الملقّب بالشيخ السني لأنّه درس القرآن على يد الشيخ السنّي، بمسيد أم ضواً بان، وفي العام 1982م تقلّد الخلافة أحمد ود السني، وقال الخليفة أحمد: إن عمر منطقة الحاج يوسف تجاوز الآن (250) سنة، وقد مرت على تاريخها مناسبات وطنية واجتماعية كثيرة، وظلت متماسكة ومتجانسة، وهي تضم كافة سحنات البشر، فيما قال الشيخ السر مصطفى علي الحاج يوسف: إنّ الشيخ الحاج يوسف كان لا يصافح النساء، وله العديد من الكرامات والمواقف المشهودة، وكان يأمر المقربين منه بفعل ثلاثة أشياء، هي: قتل الكلاب، وحرق الرهط، وكسر قلة المريسة!! ويعمل أحفاده الآن في التوثيق لمسيرة المنطقة الاجتماعية، والدينية، والثقافية، باعتبارها جزءاً من تاريخ السودان.