نظمت وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والري بولاية الخرطوم جولة تفقدية أمس الأول واسعة لعدد من الصحفيين للوقوف على الطبيعة على تجربة مشروع السليت الزراعي، والذي يعتبر من أقدم وأهم المشاريع المروية التي تساهم في تأمين الغذاء لمواطن الخرطوم، وبدأت الجولة من رئاسة المشروع بالسليت الجنوبي. وقدم السيد أحمد إبراهيم مدير المشروع نبذة تعريفية للمشروع والذي تم تأسيسه في العام 1970 وتبلغ مساحته 265000 فدان، ويهدف لتأمين الغذاء النباتي والحيواني. وكان يدار بواسطة الشركات، وبعد ذلك آل للوزارة التي قامت بتأهيله وفق فلسفة معينة تقوم على نظام المزارع المختلطة مع الاهتمام بالتقانات الحديثة، وتم تأهيل الطلمبات الرئيسية وإدخال أنظمة الري الإنسيابي والمحوري، كما تم توقيع عقد مع إحدى الشركات لإدخال المعمل النسيجي، وتهدف الخطة لزراعة 5 مليون نخلة. ويواصل المدير حديثه ويقدم شرحاً لدور المشرع في فتح أبواب الاستثمار في مجالات الألبان والدواجن والاستزراع السمكي وتجربة البيوت المحمية، وقال إن المشروع يضم مزارعين متميزين منهم أساتذة جامعات، الأمر الذي سهل إدخال التقانات وقدر عددهم ب(2100) مزارع، وتتراوح الحيازات ما بين «5-9» فدان، ويملك المزارع شهادة بحث يتم تجديدها كل 20 عاماً حتى يتحقق الاستقرار في الأراضي، ويمكن بيعها ورهنها والتصرف فيها بحرية، والمزارع حر في أن يزرع ما يشاء في وجود برنامج إرشادي زراعي ووقاية نباتات وتأمين، وقال إن المشروع يستهدف الصادر مثل الشمام والبامية الملساء والمحاصيل البستانية وتصدير البرسيم والنباتات الطبية. تجربة رائدة ثم توجه الوفد للوقوف على تجربة رائدة وهي مركز تطوير زراعة النخيل وإنتاج التمور بالتعاون مع حاج بشير محمد المعروف في هذا المجال، حيث بدأت تجربته كما قال قبل قبل سنوات طويلة بمزرعته المعروفة في الجريف غرب، عمنا حاج بشير وجدناه وسط مزرعة مترامية الأطراف تتمدد في مساحة 24 فدان بها 1500 نخلة، وهناك 27 صنفاً مستورداً و10 أصناف محلية، ويستهدف المركز تحديد الأصناف من النخيل الذي يزرع في الخرطوم وتطبيق التقانات وتوفير الشتول. ثم تواصلت الجولة ووقفنا عند أكبر مجمعات الألبان، حيث توجد داخله أكثر من 320 حظيرة ويتم تأجيرها لمدة 10 سنوات، وتعمل بنظام معين وتوفر أنظمة التطعيم والإرشاد البيطري والتلقيح الاصطناعي. ويقول د.يعقوب حران إن المجمع تتوفر به خدمات الطرق والكهرباء وتنحصر مهمته في صحة الحيوان الخالي من الأمراض، فالحيوانات قبل دخولها يتم تطعيمها بشكل دوري وسنوي، وأن يكون حاصلاً على شهادة من إدارة صحة الحيوان ومكافحة الأوبئة بحلة كوكو، وتتوفر بالمجمع كل الخدمات البيطرية والصيدلية والأعلاف. ملك الزهور وبعد ذلك بدأت جولة أخرى في الجزء الشمالي من المشروع، حيث وقف الصحفيون على التجارب الناجحة للاستثمار الزراعي، ومنها مشروع نضار الذي يملكه الحاج محمد صالح ملك الزهور، وقدم شرحاً لآفاق تجربته، والتي قال إنها كانت متواضعة.. فأنا لا أملك شبراً من الأرض، وكنت أعمل من داخل منزل في أمبدة وكتب عني الأستاذ علي نايل مقالاً في أخبار اليوم وناداني د.فيصل حسن وزير الزراعة بولاية الخرطوم ومنحني 9 فدان مجاناً، الآن أملك 43 فدان بها عدد كبير من الشتول في مختلف مجالات الزهور والورود وأشجار النخيل ومتى ما وجدت الكهرباء فأنا على استعداد للتصدير. مع تاج الدين وفي مزرعة باسقات والتي تضم منتزهاً ومزارع وقاعة افراح وحديقة حيوانات ويمتلكها الأستاذ إبراهيم عبد الحفيظ دار حوار مفتوح مع د. تاج الدين سعيد عثمان مدير عام وزارة الزراعة بولاية الخرطوم، تحدث فيه عن آفاق العمل في المشروع حاضراً ومستقبلاً، وأجاب على عدد من الأسئلة والملاحظات، وقال في بداية حديثه إن الخرطوم لها خصوصية في كل المجالات خاصة في مجال الزراعة، حيث تم تطوير فكرة العمل الزراعي بالخرطوم وآلينا على أنفسنا قيادة التطور الزراعي ونحن لسنا بديلاً عن الإنتاج الزراعي في السودان، ولكننا نسعى للتطوير من خلال إدخال التقنيات الحديثة في مجالات إنتاج البذور والزراعة المحسنة والنسيجية والاستزراع السمكي وإدخال تقنيات صناعة الألبان والدواجن الحديثة ونقلها للكوار وقال إن مشروع السليت واحد من 8 مشاريع في الولاية كلها تستهدف إدخال الزراعة في منظومة النشاط الاقتصادي إنتاجاً وتوفيراً للغذاء ومساهمة في حركة الصادر، وتحدث عن الامتيازات المقدمة للمزارعين وعن آفاق صناعة الألبان ومشكلاتها ومعوقاتها وخطة الوزارة في سد الفجوة ووصولها للمستهلك بصورة سليمة وصحيحة، وقال بعد سنوات ستتحول الخرطوم إلى بستان كبير ونابض وستحقق هذه المشاريع الزراعية الكبيرة الأهداف الكلية في توفير الغذاء النباتي والحيواني لسكان الولاية وبقية ولايات السودان.