أشعر بالضعف مثل الكثيرين من عباد الله تجاه الايسكريم خصوصا (باسكن روبن) بنكهة التوفي مع جوز البقّان ، وكلما تذكرت ان مبتكر الوصفة السحرية لهذا النوع من الأيسكريم مات وهو في شرخ شبابه بسبب ادمانه على الايسكريم ، افرمل عربة رغبتي المجنونة وأحاول مداره جنوني بالتهام أكبر كمية من الجزر ، لكن زميلي وصديقي اللئيم عادل باصقر أكد بعضمة لسانه ان هذه الطريقة ربما تحولني إلى أرنب عدييل كده لا يهش ولا ينش ، المهم الرغبة الجنونية للإيسكريم تداهمني هذه الأيام خصوصا بعد ان وصلت درجة الحرارة في بعض المدن في الخليج إلى 50 درجة مئوية ، ولا زلت حائرا بين التمادي في عشق الايسكريم أو الاستسلام لحرارة الصيف القاتلة ، حينما يتلذذ الإنسان بقمع أو كاسة الايسكريم لا يفكر ابدا كيف صنع هذا المنتج وهل هو من حليب الكانغرو أو لبن الضباع ، الآن قررت مقاطعة الايسكريم بكافة انواعه وماركاته عقب إعلان مصنع ايطالي عن إنتاج ايسكريم من حليب الحمير ، لكن بعد ان دققت في الموضوع اكتشفت أن اهلنا في شمال السودان سبقوا الإيطاليين في إستخدام حليب الحمير حيث يقال ان الشفع المصابين باالسعال الديكي في السنين الخوالي في القرى الشمالية كانوا يجبرون على تناول كميات كبيرة من لبن الحمير لعلاج السعال اللعين ، المهم احمد الله إنني لم اتناول لبن الحمير في حياتي ، لانني اذا كنت تناولت ولو جرعات بسيطة من هذا اللبن المعتبر لكنت الآن من ذوات الحوافر ارفس كل من يهوب ناحيتي ، المهم الطليان اكتشفوا مؤخرا ان لبن الحمير يمكن إستخدامه في اعداد ايسكريم فائق النكهة ، وادعي المصنعون الطليان انهم يريدون الاستفادة من المواد الطبيعية في بلادهم ، وإذا كان الأمر كذلك علينا من الآن فصاعدا العمل على إنتاج ايسكريم من حليب الحمير السودانية ، وإذا تفتقت ذهنية رجل إعمال سوداني مغامر عن إنتاج وتسويق هذا المنتج الحميري ربما يقبل عليه ملايين السودانيين بكافة طبقاتهم وانا اولهم ، قد يسأل زول قرفان من العبد لله ليه ايسكريم الحمير بالذات أو ( بالزات ) ، كما ننطقها نحن السودانيين أقول ان اعتمادنا على ايسكريم الحمير ربما نتعلم الصبر في هذا الزمن الرمادي الذي أصبحت فيه كل الأشياء تحتاج إلي الصبر فالبحث عن وظيفة يحتاج إلى صبر أكبر من صبر الحمير ، والشاب الذي يريد دخول القفص الحديدي قصدي الذهبي عليه ان يصبر صبر الحمار الضكر ، كما ان الصبر مطلب ضروري بين الحكومة والحركات المسلحة في دارفور فاذا إستطعنا إنتاج وتسويق ايسكريم الحمير ربما نكتسب صفة الصبر من الحمير ونقاوم كافة الازمات المتلتلة في حياتنا لكن أخشى ان تجدوا العبد لله في الغد أصبح ( مهنقاً ) من الطراز الاول لانه أول من سوف يتذوق ايسكريم الحمير .