قالت شهرزاد السودانية وشبح إبتسامة بيضاء يسيل من فمها العذب ، بلغني ايها الرجل اللئيم ، ان أغنية سودانية فازت في مهرجان الأغنية العربية للفنانين الشباب في القاهرة ، في تلك اللحظة اعتدل الرجل اللئيم في جلستة وبرم شنباته وهرش بقايا الشعيرات المتبقية في رأسه الاصلع الضخم وقال بصوت ممطوط متحشرج من أثر السهر ، شيء جميل أن نغزو الاخوة العرب في ديارهم ونسحب البساط من تحت حناجرهم وألحانهم ولكن هل بهذه الطريقة يمكن ان تنجح الأغنية السودانية في تكريس وجودها لدى الآخر ، وهنا أدرك شهرزاد النعاس ونامت عن الكلام والوسواس ، وبعدها فتح الرجل اللئيم جرابه المليء بالاسرار عن الأغنية السودانية المتوفاة دماغيا منذ ان خرجت من رحم أمها ، يقول عبد العال عفا الله عنه ومتعه بالصحة والعافية أن فوز أغنية أو أغنيات سودانية في مثل هكذا مهرجانات مجرد تحصيل حاصل ، أقول قولي لان هناك الكثير من الأغنيات السودانية سبق وان فازت في مثل هكذا مهرجانات ايوه مثل هكذا مهرجانات ولكن للأسف هل استطعنا بواسطة هذه الاغاني أو المهرجانات ملامسة الذائقة العربية البعيدة عن ( شنباتنا ) المنتفه ، فقد سبق وان فاز عماد احمد الطيب بنص لصديقنا الإعلامي الجميل عبد الوهاب هلاوي وسبق وان فاز المطرب عمر إحساس في مهرجان سابق وسبق وان فازت مطربة سودانية لا اعرف إسمها بجائزة في مهرجان سابق لكن أين كل هذا الزخم يا جماعة الخير ؟ ، ابصم بالعشرة والعشرين أن المهرجانات القادمة سوف تشهد فوز المطرب الفلاني والملحن الفلتكاني بالجائزة البلاتينية وشيك متواضع نتيجة جهودهما ، لكن صدقوني كل الفوز الذي حصلنا عليه والفوز المقرر ان نحصل عليه في مثل هكذا مهرجانات مجرد زوبعة في فنجان كبير ، مثل هذه المهرجانات ليس المحك الحقيقي لتقديم فنان يهز ويرز وانما هي مهرجانات ( فالصو ) لا تودي ولا تجيب ، وحتى اكون صادقا مع نفسي ومع القراء أقولها بالفم المليان أن المحك الحقيقي لأي فنان سوداني يريد ان يضع بصماته على الخارطة العربية يكون بإشتراكه في المهرجانات العربية التي هي بمثابة اختبار حقيقي لنا مثل مهرجان جرش في الاردن ومهرجان الدوحة للأغنية ومهرجان مسقط ومهرجان بيت الدين في لبنان ومهرجان المحبة في سوريا ومهرجان هلا فبراير في الكويت وفي مثل هكذا مهرجانات يظهر مدى صلابة المغني واستحوازه على مشاعر المتلقين ، لا زلت أصر ان المطرب السوداني غير ( بياع ) لذا فان الفضائيات العربية تستبعده من حساباتها ، وإذا كنا نريد الخروج من عنق الزجاجة السودانية والتحليق في فضاءات الآخر لا بد ان يشارك الفنانون السودانيون اولا في المهرجانات الحية وبعدها فان شركات الانتاج الفني والهوامير من منظمي الحفلات الجماهيرية سوف يركضون خلفهم ، للأسف نجد أن 99% في المائة من الفنانين السودانيين يعملون بطريقة عشوائية لانهم عشوائيون.. فالمطرب من المفترض ان يكون له مدير إعمال ( مدردح) يعني رجل علاقات من الطراز الاول لديه ميزانية مفتوحة وقادر على الانتقال من بلد لآخر لتدعيم علاقة الفنان بالفضائيات والمهرجانات الخارجية ، واعتقد ان الفنان طه سليمان هو الوحيد المهتم بهذه الناحية عبر وكيل اعماله الشاعر خالد الوزير والمجموعة العاملة معه ، قال مهرجانات قال ، ضحكتيني يا شهرذاد الله يقطع إبليسك .. وبس .