العافية أعزّ أماني الناس وخير دعائهم لأنفسهم، وهي أمنيتنا للقاريء الكريم، والعافية تاجعلى هامات الأصحاء لايراه إلا المرضى والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال ما معناه: من أصبح آمناً في سربه، معافى في بدنه، يملك قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها. صحيفتكم (آخر لحظة) بهذه الصفحة المتخصصة تتبع الأمنيات بالإسهام وإسداء النصح العلمي لكل قرائنا الأعزاء والوقاية خير من العلاج. الأصباغ - لقد انتشرت في الآونة الأخيرة استعمال صبغات الشعر من الجنسين نساء خاصة.. ورجلاً لعدة أغراض، منها صبغ الشعر بالإضافة لأغراض الحناء المختلفة، وأيضاً الوشم، بالإضافة للاستعمال غير المشروع بتاتاً «الانتحار». - وكلنا يعلم أن هناك العديد من الصالونات للتصفيف وصبغ الشعر، بالإضافة لكوافير الحناء، والكارثة أن هذه الأصباغ تباع في بعض المناطق مع الأطعمة في البقالات ومحلات الكريمات والمساحيق المختلفة. - والصبغة المعروفة عند الجميع منذ القدم هي صبغة الحجر السوداء، وهي موجودة حتى الآن، بالإضافة للأنواع المتعددة الأخرى التي تتباين في مدة بقائها في الشعر والجسم ولونها، وكذلك المواد الكيميائية المكونة لها. - قد تكون هذه الأصباغ على شكل جل، أو شكل بخاخ ذي رغوة، أو على شكل غسول يوضع على سطح الشعر فقط في حالة الصبغة المؤقتة أو على سطح الشعر وجذوره في حالة الصبغة الدائمة، لأن الشعر هنا يتلون باللون المرغوب فيه حتى يطلع شعر جديد عند الجذور، وتتميز الصبغة الدائمة بألوانها المتعددة. هناك أيضاً صبغات الحناء المختلفة وهي تعطي لوناً بنياً محمراً وهي صبغات نباتية قد تكون مجففة ومطحونة، يضاف إليها الليمون حتى تعطي اللون الأسود وتوضع على الشعر أو الأيدي أو الأرجل على شكل عجينة وتغسل بالماء بعد أن تجف. - أما الصبغة المعروفة بالحجر الأسود: هي أصلاً بودرة وأحجار كيميائية تعطي اللون الشديد السواد عند إضافة الماء إليها خلال خمس دقائق ويصبغ بها الشعر والجلد في حالة النقوش «نقوش الحناء»، وهي تتكون من مادة كيميائية تسمى «بارا فينيلين داي امين» كانت قديماً تستعمل في تلوين الملابس وورق الجدران لدى الفنانين وآلات الطباعة كحبر للآلة، أما الآن فتطحن في شكل بودرة وتوضع على الجلد أو الشعر معطية لوناً أسود لا يزول عند الغسل إلا بعد فترة طويلة وهي طبعاً رخيصة جداً. الوقاية خير من العلاج 1. من الملاحظ أن هناك من يستعمل هذه الأصباغ بدون معرفة خطورتها عليهم، كما أنهم يجهلون كيفية استعمالها ولا يقرأون ما كتب في الوصفات المصاحبة داخل العبوات وخاصة أن تركيبها يحتوي على مواد كيميائية لها تأثيرات خطيرة على جسم الإنسان. 2. الخطورة تكمن في بعض الفئات المستهدفة مثل الأطفال والأمهات الحوامل والمرضعات، فهناك الكثير من القصص التي أودت بحياة الأطفال نتيجة لبلعهم الأصباغ المختلفة وخاصة صبغة الحجر الأسود، وليس بعيداً عن الأذهان الحادثة التي راحت ضحيتها طفلة بعد أن وضعت والدتها صبغة الشعر في فنجان القهوة وقد تعودت الطفلة على شرب ما تبقى في فنجان القهوة بما فيه من سكر، فلم يكن هذه المرة هناك سكر مع القهوة، بل كانت صبغة الشعر «الحجر الأسود» التي أودت بحياتها وببراءتها. 3. لكم أن تعلموا أن هذه المركبات يحصل لها امتصاص بسهولة وسريع من خلال مسامات الجلد «في حالة الحناء والوشم»، وبصيلات الشعر في حالة صبغة الشعر، كما أن الآثار الجانبية الضارة تدوم لعشرات السنين مما قد تؤدي لحدوث الفشل الكلوي والوفاة. 4. أيضاً هناك بعض الأشخاص لديهم حساسية شديدة لمركبات هذه الأصباغ، وهذا قد يؤدي في أغلب الأحيان إلى حدوث حساسية مفرطة وشدة احمرار وحكة في الوجه «عند صبغ اللحية للرجال»، والرأس قد تؤدي في بعض الأحيان لحدوث تقرحات وتشققات جلدية قد تصاحب بانتفاخات في كامل الجسم وتكون النهاية الفشل الكلوي وضيق التنفس والاختناق حتى الوفاة إذا لم تسعف الحالة سريعاً في قسم الطواريء بالمستشفى. 5. ومن الفئات المستهدفة أيضاً المرضى النفسيون، والكل يعلم أن ضغط الحياة القاسي أصبح له أثر كبير في تغيير سلوكيات الفرد، وأريد أن انبه بعض الأسر التي في بيتها مريض نفسي يجب إبعاد مثل هذه الأصباغ وهنا عندنا في السودان خاصة «صبغة الحجر»، لدرء بعض الأفكار الانتحارية التي قد تراود الفرد. 6. كما أن مادة «البارافينيلين داي امين» الموجودة في صبغة الحجر تسبب حساسية لكثير من السيدات وكثيراً ما سمعنا عن العروس التي توفيت بسبب تسمهها بصبغة الحجر، كما أن هناك الكثير من علب الحناء «التي يكتب عليها مروجوها أنها طبيعية 100% وخالية من المواد الكيميائية» فتسبب كوارث وخيمة بعد ذلك. 7. ولكم أن تتخيلوا أن الصبغة التي كانت تستخدم كحبر لآلات الطباعة والنقوش على الجدران، تستعمل على جسم الإنسان! 8. كما أن الأصباغ المختلفة هي في الأساس خليط من عدة صبغيات أو مواد كيميائية مثل الأمونيا أو النشادر قد تؤثر برائحتها النفاذة على مريض الأزمة الصدرية، كما قد تضاف إليها بعض المواد مثل الأنالين وهي مادة مسرطنة، وقد يضاف أيضاً بعض المعادن السامة مثل الرصاص لتثبيت الصبغة ولبقائها أطول فترة ممكنة، وكذلك مادة الزرنيخ السامة ومادة الفورملين التي تستخدم في تحنيط الجثث، وكذلك مركبات الكبريت السامة، وهذه المعادن قد تسبب الإعاقة للجنين عند المرأة الحامل أو الطفل عند الرضاعة، كما أن الزرنيخ قد يسبب سرطان الجلد، وتسمم الرصاص يؤدي لارتفاع ضغط الدم وهشاشة العظام، هذه في حالة الاستخدام لفترة طويلة. 9. وقد لوحظ أيضاً أن استخدام صبغات الشعر لفترات طويلة قد يسبب سرطان الغدد اللمفاوية وسرطان الدم الحاد، لأن البعض يضيف البنزين والجازولين للحناء مما يؤثر سلباً على إنتاج خلايا الدم. 10. وأخيراً، لا تصدقوا كل ما يقال عن هذه الأصباغ، وحتى إذا كتب على العلبة أو في النشرة الداخلية يجب توخي الحذر حتى نتجنب الآثار السيئة التي قد تحدث ولا نستطيع تداركها، فإذا كان لابد من استعمال هذه الأصباغ.. يا حبذا لو عملنا اختباراً بسيطاً على جزء من الجلد من أجسامنا ونراقبه حتى نتأكد من عدم وجود الحساسية لأحد مركبات هذه الصبغة وخاصة عند الحناء! 11. وليس كل ما هو ملائم لشخص بالضروري يكون ملائماً مع الشخص الآخر، وإذا أصبت بحساسية فيجب عدم رمي العلبة وعرضها على الطبيب المختص حتى يستطيع أن يعرف المادة المسببة للحساسية.. ويا لطيف ألطف.