قال النجم التونسي اللامع ماهر الكنزاري في تصريحات لصحيفة الصدى بالأمس ان السودان أصبح بعد دول الخليج مباشرة في عقد الصفقات المجنونة لإستقدام لاعبين لا يساوون تلك المبالغ! وبذات الصحيفة أبدى نجم الكرة المصرية السابق مجدي عبد الغني إستغرابه الكبير من المبالغ الخرافية التي تدفعها الإندية السودانية ويعني المريخ والهلال من أجل إستقدام لاعبين أفارقة! الحديث يأتي من طرفين..تونس ومصر ..وهما من الدول التي تقدم لاعبين أفارقة على أعلى مستوى، حيث يبرعون تماما في إستقدام اللاعبين وأكتشافهم ومن ثم تقديمهم للكرة الأفريقية والعربية وربما الخليجية كأفضل ما يكون! أبعد من ذلك ...كثيرا ما نجحت الأندية التونسية والمصرية..والجزائرية في إهداء تلك الدول لاعبين صاروا نجوما لمنتخباتها على مدى التأريخ الكبير لها مع كرة القدم. والراسخ هناك ..في تلك الدول..هو البحث عن المواهب الأفريقية التي تتمتع بالقدرات الكبيرة، والطموحات العالية، والمبالغ الزهيدة، والمعقولة أحيانا! لا مجال للمباهاة هناك ..ولا مجال للبحث عن بطولات شخصية زائفة عن طريق عقد صفقات مجنونة كما وصفها ماهر الكنزاري في تصريحاته لصحيفة الصدى! هنا..وعندما دخل الأخوين جمال الوالي وصلاح أحمد إدريس ساحة العمل التنفيذي بالناديين الكبيرين ..المريخ والهلال ..كان الطموح المشترك هو الخروج من المحلية، وأرتياد آفاق البطولات الأفريقية! وكان من ضمن الطرق التي سلكها الثنائي هي إستقدام اللاعبين الأفارقة من مختلف الدول الأفريقية، وكان التركيز بداية على اللاعبين النيجريين، وهي تجربة قدمت نماذج متباينه ..منها المتميز..ومنها دون ذاك ومن ثم تباينت التجربة وتعددت الجنسيات! نجحت مساعي الرجلين في إعادة صياغة الكرة السودانية عبر النتائج التي تحققت بفضل مجهوداتهما ودعمهما غير المحدود للناديين الكبيرين خاصة فيما يخص إستقدام اللاعبين الأجانب أصحاب القدرات الجيدة! وقد كانت النفقات في بداية الأمر تبدو أقرب إلى العادية..حيث لم تكلف صفقات اللاعبين النيجريين بداية تلك المبالغ التي يتحدث عنها الكنزاري ومجدي عبد الغني. وما لفت الأنظار حقيقة إلى الصفقات التي يبرهما طرفا القمة السودانية، هي حقيقة صفقة النجم النيجري الشاب إستيفن وارغو ..فهي الصفقة الأعلى حتى الآن في تأريخ الكرة السودانية! وما زاد من قيمة تلك الصفقة ..الرغبة المحمومة للأندية الأفريقية في إستقدام اللاعب الذي كان يومها بطل أفريقيا الأول رفقة فريقه إنيمبا ولم يكن أمام رئيس المريخ غير رفع الصفقة إلى ذلك المبلغ الكبير. وأتت الآن صفقة الكاميروني ..أتوبونج والتي عقدها الهلال مع الإتحاد السكندري المصري..لتدير الرؤوس مرة أخرى ناحية الأندية السودانية وهو ما جعل ماهر الكنزاري يضعها في المرتبة الثانية من حيث الصرف على اللاعبين بعد دول الخليج. الشاهد في الأمر ..أن هناك نضج غير ملموس أصاب التجربة السودانية مع الأحتراف وإستقدام اللاعبين الأجانب ..حيث تحولت الصفقات إلى الهدوء النسبي .. والدليل على ذلك الصفقات التي عقدها رئيس نادي المريخ الأخ جمال الوالي الذي بات اليوم أشهر إسم بأفريقيا ..ويعرفه تقريبا كل وكلاء اللاعبين والنجوم البارزة في الفترة الأخيرة حيث تلاحظ الهدوء والمعقولية في التعاقدات التي أبرمها مؤخرا! ونأمل أن يأتي اليوم ونتحدث بذات اللهجة التي يتحدث بها الثنائي ماهر الكنزاري، ومجدي عبد الغني وتكون تجربتنا شبيهه بالتجارب هناك بمصر وتونس والجزائر ..من حيث الإفادة الفنية ..والقيمة المالية!