في البداية تحدث الشاعر الكبير السر قدور قائلاً: يعد الراحل الفاضل سعيد صاحب موهبة عبقرية وممثلاً جيد جداً، بجانب أنه الممثل الفكاهي الأول في المسرح السوداني، وهو ممثل ومؤلف وله قدرة على توظيف أفكاره في عمل التمثيل وخلق جماهيرية كبيرة، لأنه قدم ما يستمتع به الناس.. ونجد أنه خلال مشواره تضاعفت أعداد جماهيرية المسرح بطريقة هائلة، وهذا كله بموهبته وفكره في توظيف المسرح في المجتمع، وبفقدانه نستطيع أن نقول المسرح قد خسر خسارة كبيرة نسبة لبصماته الواضحة على الحركة التمثيلية في السودان. ويضيف شيخ النقاد الفنيين الأستاذ ميرغني البكري.. أن الفاضل سعيد ليس كوميديان فقط، وإنما هو ممثل بارع وكاتب دراسي كوميدي متمكن، وفوق ذلك شاعر ويعتبر من رواد فن التمثيل، وهو من جيل ودفعة أحمد عاطف عميد الخشبة وحسن عبد الحميد وأبو العباس محمد طاهر وعبد الوهاب الجعفري وأبو دليبة ومحمد سراج (أبو قبورة)، كل هؤلاء قد اجتمعوا في قهوة جورج.. وكان راعي هذه المجموعة أول مخرج إذاعي وهو عثمان علي حسن الشهير (باللورد)، ويعتبر صاحب الفضل الأول في تجميع المسرحيين كما يعود له الفضل في إنشاء المسرح القومي في العام 1959م، وكذلك له الفضل في إدخال المادة الدرامية في البرامج الإذاعية، فوق كل هذا نجد الراحل قد عاش في هذا الجو وتشبع فيه وظهرت عبقريته الفذة وأصبح اليوم يعادل النجم عادل إمام في مصر، وأنا سعيد جداً لأن أغلب الفضائيات قد احتفلت بذكراه الثالثة بتقديم نبذة عن مسيرته المسرحية، بجانب تقديم نماذج لبعض مسرحياته التي تعتبر من إرثنا المسرحي الخالد ومسرحياته (بت قضيم والعجب)، وإن رحل عنا بجسده فستظل ذكراه خالدة بيننا إلى أن نلحق به. أما دكتور فيصل أحمد سعد قال نعم مرت ثلاث سنوات على رحيل عملاق المسرح السوداني الفاضل سعيد، حيث كنت من المشيعينه لمثواه الأخير بمقابر البكري، وهذا الرجل قام على أكتافه عدد كبير من الأعمال المسرحية، وخرّج عدداً من الممثلين الذين يعملون في الساحة الآن، وهو متفرد وكاتب ومخرج وممثل.. ونجده قد طاف كل أرجاء السودان ولن يترك أي مدينة أو قرية إلا وزارها، لذلك تظل ذكراه على كل لسان أهل السودان من خلال مسرحياته الفكاهية التي قدمها، وهذا الرجل على مدار الأربعين عاماً التي قضاها في المسرح استطاع أن ينشيء مدرسة مسرحية قائمة بذاتها، وأسس دعامات للمسرح السوداني كما نجده استطاع أن ينقل التجربة السودانية إلى خارج السودان، ونجد أن جميع أعماله الدرامية كانت تعالج قضايا أساسية ومسرحياته مرآة للجميع وقدم العديد من القضايا الاجتماعية والثقافية العميقة التي استطاعت أن تخرج مواضيع سياسية واجتماعية بطريقة مبتكرة، فنجده قد دخل كل قلب السودان بأعماله المسرحية خاصة بت قضيم والعجب، فبالجودة والأداء استطاع أن يميزها ويوظفها.. نسأل الله له الرحمة والمغفرة. أما المخرج التلفزيوني شكر الله خلف الله ذكر لنا أن الراحل الفاضل سعيد هو مدرسة قائمة بذاتها ويجب أن يكرم على المستوى الشعبي والرسمي، ويخلد بشكل أكبر، وأن يهتموا بمسرحه لأنه يعتبر أطروحة في مشروعه الدرامي، ونتمنى من أولاده وكل القائمين بالنشاط الثقافي أن يهتموا بذكراه. أما الممثلة الشابة تهاني الباشا قالت إن الراحل الفاضل سعيد مدرسة قائمة بذاتها، وذلك من خلال وضعه البصمات على المسرح السوداني ونجد أن كل مسرح قدم فيه مسرحية وجدت القبول والجماهير، وهو تجربة يجب أن تجد طريقها للدراسة للأجيال القادمة.