هذا ليس تكفيراً، وإنما تذكيروتساؤل، وهو إسلام لا يتعلق بحدود الشهادتين والأركان، فهذه يزعمها حتى العلمانيون،فالذي أعنيه اذاً هو إسلام الوجه لله وحده، وهذه هي الملة الحنيفية السمحاء التي أمرنا الله تعالى ان نموت عليها(قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين). فاذا كان كبار الحزب الحاكم كذلك مسلمون، ويشهد لهم الناس ، فكيف تقرّ لهم عين ويهدأ بالهم اذاً وهم يعلمون أن ثمة محلية بطولها وعرضها ليس بها مسجد واحد فقط كأي مسجد في هذه الإحياء الفقيرة؟ من يصدق هذا؟ محلية كاملة ما بها جامع وأهلها مسلمون وفي عهد المشروع الحضاري التمكيني الإسلامي هذا لا غيره ؟!. نعم. هل تذكر عزيزي القارئ كيف كبّر قادة الحزب المتمكن يوم سقطت الكرمك وقيسان بأيدي الحركة الشعبية فقرع الناس الطبول وتعالت العقيرة بلا اله الا الله وجمعوا الأموال وقالوا وي دنسوا مسجد الكرمك ومزقوا مصاحفه الشريفة ، هل تذكر كيف روج الاعلام الرسمي لانتهاك حرمة الاسلام والمسلمين هنالك ودعوا للجهاد والثأر تلبية لنداء وامعتصماه ؟ أتذكر هذا كله عزيزي القارئ ؟ تذكر اذاً الخطب الرصينة والقصائد العصماء التي دبجت في(غلاوة وحلاوة الكرمك وقيسان) وانهما تشكلان شرف وضمير الأمة المسلمة المستهدفة في إيمان دينها ؟ كل هذا حصل؟ طيب ، صلوا على النبي. لقد استردت الكرمك وقيسان منذ 2005 م بموجب نيفاشا ، ومنذ ذلك الحين لم يطف أي من الآتية اسماؤهم بهاتين البلدتين المسلمتين الغاليتين ، لم يزرهما د. نافع ولا بروف ابراهيم احمد عمر ولا كمال عبيد ولا غازي صلاح الدين ولا كرتي ولا عوض الجاز ولا وزير المالية ولا أمينة المرأة ولا رئيس المجلس الوطني ولا نائبته .. ولنقل زاروهما فماذا فعلوا من اجل رد شرف الغاليتين إياهما!؟ ليس لديهم وقت ولا مال يكفي، ولكنهم تغنوا بهما ووضعوهما في سويداء الفؤاد وبؤبؤ العين والله أكبر ولا اله الا الله .. وبس! أما إذا قامت الحرب هنالك فسيهتمون . وسيطالبون الجيش بقتل أولئك المسلمين الخونة الذين ليست فيهم فائدة. وللحق فلقد زارهما الرئيس البشير مرة واحدة وللانتخابات وفوزوه ، وعلي عثمان زار الكرمك مرة لساعات . مشكورين، ولكن هل جلبت تلك الزيارتان ما انتظره المساكين أعمارا ؟ هل أعطوهم بعد الاستقرار والسلام معشار ما اضطروا لإعطائه لأهل دارفور حتى اثناء الحرب؟ دعونا عن هذا الحرج. ولنعد لحكاية المساجد.. هل هذا معقول؟ محلية كاملة تشتمل على عشرات القرى ليس فيها مسجد واحد يشتمل على مئذنة وحمامات وماء للطهور، وكل ما هنالك هو أن السكان المسلمين الذين تبلغ نسبتهم 98% لا يصلون الجمعة الا في الرواكيب والكرانك وفي احسن الأحوال ، كحالة مدينة الكرمك، يصلون في غرفة قديمة واحددة في كل المدينة وبمساحة الصالون مسقوفاً بالزنك المهترئ منذ زمان الانجليز ولا يسع ربع المصلين . هذا في أحسن الأحول، ولكن للأمانة فلابد لي أن اذكر مسجدا بالمواصفات التقليدية للمساجد يقع في قرية(شالي الفيل) بنته منظمة حيث السكان غير مسلمين !! وهو مهجور طبعاً !. يحدث هذا وقادة المؤتمر الوطني يلومون الحركة الشعبية لأنها تفتح باب التنصير في مناطق التماس أو أنها تسعى للانفصال والالتحاق بالجنوب ، فكيف لا تتغير هويات الناس ياترى وهم يجدون مستقبلهم في العراء وانتم تتعاملون مع قضايا خطيرة كهذه بهكذا استخفاف واعذار. دحين ابنوا لله بيتاً واحداً محترماً يا عباد الله في محلية الكرمك . اتقوا الله عز وجل القائل(الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر)، والا تفعلوا فوالله لأشكونكم الى ربي ، ولا أقول انني اول من ينبئكم بهذا ، فأنتم تعلمونه قبل هذا، ولديكم قادة يمثلونكم في ولاية النيل الأزرق مسلمون ، وهم بالذات من سيضيع هذه الولاية لقلة حيلتهم وضعف شخصياتهم ومعاناتهم من الانانية والطعن في خيارهم بالدسائس. أنا لم احدثكم عن عطش اهل الكرمك وقيسان ولا عن خوفهم من لمبة النور، ولكنني حدثتكم عن بيوت اذن الله أن يذكر فيها اسمه ، وسط امة يحيط بها الظلام والضياع من كل جانب. وان تولية من يقبل بهذه الحال ويسكت في تلك المناطق لهي جريمة في حدّ ذاتها ، تحاسبون عليها يوم لا ينفع حزب ولا ولاءات ، وهاهم ينتظرون بلهاث مناصب 9/7 وكأنهم قدموا لأهلهم قطرة ماء عبر عشرات السنين التي اخذوا فيها ما لا يستحقون، وأما مساجد الله في الارض فلا نسألهم عنها الا بين يدي الرحمن، ووالله لا استثني أحدا، بدءاً من الرئيس حتى آخر اعضاء المجلس التشريعي بالولاية. ووالله فان محبتي للبشير ومساندتي إياه سوف لن تحول دون الاختصام بهذا الشأن الجلل ، يوم تطاير الصحف ،لأنه شأن مساجد ومنارات هدى ولات ساعة أعذار، كيف لا يعيرونها اهتماما ، في مناطق هي اشد بقاع الارض حاجة للرعاية والأخذ باليد تذكير الناس بربهم والله أكبر.