نشيد الرزيقي !! - تأسرني الطريقة الندية والعميقة التي يكتب بها الأستاذ الصادق الرزيقي زاويته الأسبوعية(ومنّا النشيد) بأخيرة الانتباهة كل جمعة .. أحرص على مطالعة هذه الزاوية لأن الأستاذ الصادق يكتبها من دواخله .. ويسكب فيها عطر الذكرى ويستدعي الصور الجميلة في مراحل ومحطات حياته المختلفة برسم ولغة لا تتوفر إلا لهذا الصحفي العميق والرصين في لغته وطريقة كتابته .. استوقفتني كلماته عن الجزيرة أبا وهو يكتب بمداد الوفاء والمحبة عن الشهيد بشرى أبكر والزاهد العابد أبو حوا .. وانتزع من مقلتي دمعة وهو يُعيدني الى أيام ستبقى ما حيينا زاداً لنا في رحلة الحياة المتقلبة في وحل الطين وزخرف الحياة الكاذب !! - آمل أن تستفيد الأجيال الصحفية الصاعدة من (استايل) الرزيقي الأسبوعي في الكتابة .. إنه درس عملي في الصحافة الشاملة .. وتجربة ثرة في أهمية القراءة المتعمقة في حياة الكاتب الذي يبحث عن مكان له في قلوب القراء قبل أعينهم والصفحات !! .. ومن ناحية أخرى يجدد لنا الرزيقي في هذه الزاوية الأسبوعية أهمية البحث المستمر عن المفردة الأنيقة والعبارة الآسرة وهي(منح) لا تتأتى إلا لمن وطن نفسه على القراءة العميقة والإطلاع المنتظم .. والرزيقي من جيل توفرت له فرصة الحياة في وسط يقرأ ويتعلم في حركاته وسكناته وهي ميزة لا تتوفر لجيل اليوم من الصحافيين والسياسيين !! - قدمت اقتراحًا من قبل للأستاذ الرزيقي بأن يجمع (أناشيده)هذه في كتاب يحمل عنوان الزاوية ذاته .. وبقليل من الترتيب والتبويب سيضيف الرزيقي للمكتبة العربية كتاباً سيحتل مكانه في مقدمة الكتب الأعلي مبيعاً وتوزيعاً وتاثيرًا .. نعم إنها الحقيقة .. فالصادق (أفضل مليون مرة) من تجار الكتب وهواة طباعتها وتوزيعها بغرض الربح والتجارة دون أن تكون لأوراقهم رائحة أو لون أو طعم .. أو مذاق !! .. الرزيقي يكتب بطعم ونكهة(العصيدة بالتقلية) .. وليته يترك الكسل ويُغادر محطة إعادة أناشيده من وقت لآخر .. فالنص الصحفي المشوق لا يحتمل التعليب والتبريد !! بالتوفيق يا أستاذ - سعدت أيما سعادة بزيارة أستاذي حسين خوجلي في مقر حلمه الذي اقترب من التحليق في فضاء القنوات .. جملت أمسية يوم الأربعاء بزيارة لأبس ملاذ في مكتبه بقناة أم درمان بالرياض .. أحرص دائماً على زيارة أستاذ حسين في الأمسيات حيث تجده بكامل حضوره الذهني والنفسي والوجداني !! .. هذا فضلاً عن أناقته المدهشة وطلته المتميزة ببصمتها التي صارت ماركة مسجلة بالجلباب الأنيق والعمة والشال وهي حزمة أزياء لا تتكرر .. نادراً ما تجد حسين خوجلي بذات الطلة التي قابلك بها خلال يوم من أيام الأسبوع .. وليت المهتمين بزوايا المنوعات يبحثون عن الرقم الحقيقي لعمم وجلاليب صاحب ألوان .. الرقم الإعلامي حسين خوجلي !! -هذا من حيث المظهر .. أما من حيث الجوهر فحسين هو حسين .. بحضوره وترحابه وبشاشته .. وقدرته الهائلة على الإمساك بدفة(الونسة) والسؤال والبحث عن مدخل للحديث معك و(السولاف) طال الليل أو قصر !! .. مع فرح داخلي تعيشه وأنت تضحك من سويداء القلب لنكتة أو طرفة يهديها لك الرجل بطريقته (المختلفة) في السرد والحكي !!.. ومن منكم دخل مكتب حسين أو منزله وغادر قبل أن يتناول شيئاً من شهي الطعام ودافئ الشراب وبارده الحلال في طبق من كرم الحسين ابن الأصول والأكرمين !! - كانت زيارتي للتّحية والمجاملة.. ولضيق الوقت ومشاغله بين كتابة زاويته لألوان والتزاماته الإدارية والتخطيطية لانطلاق مشروعه الجديد ،لكل هذا لم نجد وقتاً لنستمع لرؤيته وخطته لدخول هذه التجربة الكبيرة والخطيرة .. آمل أن أجد متسعًا من الوقت للعودة والتعرّف عن قرب على هذا المشروع الكبير.. أمنياتي القلبية الصادقة لأستاذي حسين وشباب قناته الجديدة بالتوفيق .. ومن أسي حاجزين مقاعدنا للمشاهدة يا أستاذ !!