في كل يوم يخرج السوق ببدائل جديدة، فالمثل يقول إن «الحاجة أم الاختراع»، فبعد أن كان العتالي أو الحمالي يتجول في الأسواق للبحث عن مصدر رزق له، فهم كانوا يحملون عن الناس مشترواتهم في رحلة تجوالهم في الأسواق لشراء احتياجاتهم، ومع تطور الزمن ظهرت «الدرداقة» لتحل محل «الكارو» أو ظهر الدواب، وعملت لفترة حتى أصبحت تجارتها رائجة فتحولت بعد ذلك إلى آلة للبيع، وغالباً ما يستعملها البائعون المتجولون.. «آخر لحظة» استطلعت بعضاً من الذين يبيعون بضائعهم في الدرداقة ويتجولون بها في الأحياء والمناطق المتفرقة.. فبعضهم يستخدمها لبيع الفواكه وآخر لبيع البقوليات والبصل ول«عيش الريف».. وكان لقاؤنا الأول مع حامد هارون الذي يبيع الفواكه، حيث قال إن الدرداقة أفضل من البيع في منطقة واحدة، وإنها أراحته من عناء الكشات والتصاديق المحلية والرسوم التي لا يستطيع دفعها، فهو يتجول بها في الطرقات ويقف في المناطق الإستراتيجية.. أما أمير زين العابدين الذي يبيع «عيش الريف»، فهو يقول إن الدرداقة أراحته كثيراً من عناء البحث عن مكان ثابت للبيع، وأن زبائنه من الموظفين والطلاب، وقال إن الدرداقة تسهل عليه الحركة من مكان لآخر متى ما أراد. أما حسين آدم هو رجل مسن يحمل في داخل الدرداقة حفاظات مشروبات بلدية وماء مثلجاً، قال إنه كان في السابق يبيع مشروباته داخل السوق العربي لكن الآن وبعد أن بدأ يحمل في هذه الدرداقة، أصبح يتجول بها خارج السوق العربي وقد تحسن دخله وكثر عدد زبائنه. واستدرك العم حسين قائلاً إنه كان يريد أن يعمل بها ك«حمالي» لكن بعد شرائها وجد أن يواصل بها بيع مرطباته، فكسبها مضمون.