علينا الاعتراف بان قنواتنا الفضائيه المختلفه عاجزه وتعانى الى حد ما عن استقطاب المشاهدين اليها من خلال ماتقدمه من برامج مختلفه بدليل تربع برنامج موسمى يتم تقديمه فى شهر واحد فى السنه على قمة البرامج التى تقدم عبر كل فضائياتتنا (فى كل السنه) واقصد هنا البرنامج الأشهر (أغانى واغانى) والذى يقدم خلال شهر رمضان الكريم ،ويمكنناأعتبار ان حديث الناس المتواصل عن هذا البرنامج وترقبهم له بهذا الشكل هو فشل يحسب لباقى البرامج التى تقدم عبر كل الفضائيات السودانيه الاخرى قبل ان يكون نجاحاً له،واعتقد ان مشكلة البرامج فى القنوات السودانيه هى تشابهها فى المقام الاول حيث نجد ان الكثير من افكار البرامج متشابهه الى حد كبير،والمشكلة ايضاً لا تكمن فى تشابه الافكار فقط ولكن يمتد هذا التشابه ليشمل طريقة التقديم والاخراج والديكور والفقرات،ومن الغريب ان يكون هنالك غياب للافكار الجديده الخلاقه عن برامجنا رغم وجود عدد مقدر من المبدعين القادرين على تقديم الجديد والمدهش والمختلف عن الاخرين كلياً. -من السهل جداً ملاحظة هذا التشابه بالنظرالى بعض نماذج البرامج ولنأخذ مثلاً برامج المواهب المختلفه التى قدمت وتقدم على فضائتنا مثل(نجوم الغد)و(استديو النجوم)و(سباق المبدعين) و(توب ون) هى برامج متشابهه فى الكثير من التفاصيل وحتى فى طريقة التقديم والمسرح والديكور والاصوات التى تشارك مما لا يعطى المشاهد انطباعاً بتميز احد هذه البرامج على الاًخر،ونفس الحال ينطبق على البرامج الرياضيه مثل(ساعه رياضيه)و(البحث عن هدف) و(عالم الرياضه)،و(الفتره المفتوحه)،(الرشيد والكوره)،ونفس الامر نلحظه فى عدد من البرامج الحواريه والتوثيقيه...الخ، ويمتد هذا التشابه ليبلغ برامج المنوعات،فمثلاً يمكننا بسهوله ملاجظة التشابه فى (مساء جديد) و(اوتار الأصيل)و(بيتنا)،وهذا دليل على غياب الابتكار والتجديد والبحث عن التميز والا فكيف يسيطر هذا التشابه على هذه البرامج المختلفه والتى تقدم عبر فضائيات مختلفه ايضاً،والادهى من ذلك ان السهرات المختلفه (الاسبوعيه) التى تقدمها معظم القنوات هى عباره عن نسخ مكرره فى الافكار،واقرب الى ان تكون تقليديه ويعتمد معظمها على الغناء فى المقام الاول هذا اذا ماتجاوزنا تشابه طريقة تقديم المذيعين والمذيعات لهذه البرامج فى كل شى حتى اللغه التى يتحدثون بها وهذه مشكله اخرى نعانى منها وتتسبب فى هذا التشابه الذى نتحدث عنه ويراه الكثيرون فى برامج قنواتنا الفضائيه. ان هنالك مشكله لا يجب انكارها او تجاوزها فى برامج فضائياتنا سببها الاساسى فقر الافكار و(استسهال) نجاحات الاخرين و يحتاج القائمون على كل الفضائيات وبرامجها الى ان ينتبهوا لها فقد تسببت فى ان ينفض المشاهدون من حول قنواتهم ويبحثون عن القنوات الفضائيه المصريه والعربيه والعالميه والتى يجدون فيها ما يجذبهم من افكار مختلفه وبرامج تقدم بتلقائيه وبعيده عن التكلف وهذا بخلاف مايحدث عندنا حيث ان قنواتنا الفضائيه السودانيه عاجزه عن جذبنا نحن السودانيين فما بالكم بالاخرين فى كل الدنيا ولذلك ترانا نهلل ونتحدث طوال العام عن برامج رمضان التى تأتى مرة واحده فى السنه، وننتظر البرمجه الخاصه لها فى الاعياد المختلفه،وترانا نندهش عندما تقدم احدى القنوات برنامجاً توثيقياً مختلفاً لاحد الفنانين او لقاءً توثيقياً مع احد العمالقه،ونسعد حينما يتم استضافة احدى الشخصيات المعروفه و(الغير مكرره) والتى عادة ماتغيب الثقة فيها عن التقديم والحوار الجاذب فيتجه القائمون على هذه النوعيه من الاستضافات كسر رتابة الحديث من خلال احضار فنان معروف اومغمور للتغنى لضمان متابعة المشاهدين لهذه البرامج وهذا دليل اخر على عجز واضح فى جذب المشاهدين الذين تسعى القنوات الفضائيه لجذبهم من خلال (الغناء) كوسيلة ناجعه لذلك امتلأت فضائياتنا طوال العام بالفنانين والاغنيات واصبح الغناء هو المتحكم فى مشاهدة السودانيين لقنواتهم الفضائيه المختلفه والتى يجب عليها ان تكون مرضيه لكل الاذواق والشرائح حتى الذين لا يحبون الغناء.-اننا عندما نتحدث عن تشابه البرامج فى قنواتنا المختلفه فاننا لانبخس كل القائمين على امر هذه القنوات الفضائيه ومن يعملون بها حقهم،فهنالك اجتهاد واضح، وسعى للتطوير ولكن على الجانب الاَخر هنالك مشاكل (مزمنه) يجب عليهم ان يتجنبوها،ويتغلبوا عليها بتقديم افكار جديده ومتنوعه ترضى جميع الاذواق وشرائح المشاهدين،ولا يجب علي القنوات السودانيه الاعتماد على الغناء كوسيله لجذب المشاهد ولا يجب تجاهل البرامج(الغير غنائيه) وعلي العاملين بقنواتنا الفضائيه انتاج برامج مختلفه بعض الشئ عن مايقدم فى شهر رمضان فى كل عام رغم عدم رضانا على ان يكون التنافس بين هذه القنوات لارضاء المشاهدين تنافس (موسمى) ويرتبط بشهر رمضان فقط وللاسف حتى فى هذا التنافس الموسمى نجد ان التشابه هو سيد الموقف..تحياتى