1 حب السودانيين لغناء الحقيبة هو جزء من حبهم للأصالة في تراثهم الثقافي وإقترابهم من منابع الدين واللغة العربية والصدق الفني، ولدي مكتبة متواضعة من الدواوين الحقيبية مقروءة وألكترونية والتقط الكثير من مكتبة الإذاعة ضمن رسالة حضارية تقوم بها عبر موقعها الإلكتروني الجميل من مغنييها الشباب، يؤدونها بنفس موسيقى متجدد وملهم ومغنيها القدامى، إعترافا بأن الوله بهذه الأغنيات ليس إنكفاء على الماضي وترك ما دونه، وإنما إعترافاً بأن أغنية الحقيبة بها الكثير من معايير الجودة الغنائية لأمتنا، وتلك معايير أراها شاربة من قيمنا السمحة وعاداتنا وطقوس عشقنا ومعاناة هوانا، وعذاباتنا فيه، وقوة وجزالة الكلمة الغنائية المعطرة بأريج اللغة العربية وفراديسها الجميلة.. وكباحث ومهتم بالشأن الفني والثقافي، فلم أجد في أغنياتنا العربية المجاورة مثل هذا التجاورالشفيف بين العامية والفصحى كما هو في أغنية الحقيبة. 2 وإذ أرفع قبعة صادقة بالمحبة والعرفان«ليست كقبعة سلفاكير»، تحية وإجلالاً لإذاعتنا العظيمة وربانها القدير معتصم فضل، على مكتبتهم الفنية الجميلة، لأجدد دعوة سابقة أطلقتها عبر بعض الصحف لإنشاء ناد قومي للحقيبة... ليس نادياً إفتراضياً Virtual, أو معلقاً في فضاء الله الألكتروني، ولكنه بناء فخم يقوم بتصميمه أمهر مهندسينا بطريقة موحية، وينشأ في أم درمان رائدة هذا الفن، ولا بأس من أن يكون له فروع ومراسلون وباحثون عبر العالم، مهمة هذا النادي هي تدوين وتحقيق فن الحقيبة وسير شعرائها ومغنييها، وليس ذلك بعسير على الأمم الراقية في عصر المدن الإعلامية، وقد بلغني أن العم الجليل الأستاذ إدريس البنا عضو مجلس رأس الدولة الأسبق (أعاد الله علينا مثل هذا المجلس)، كان يهتم بترجمة أشعارالحقيبة، ولي وداد مع شقيقه الزميل عمر البنا إذ عملنا سابقاً في الخطوط السعودية، فيا عمر لو كنت حياً أوصلني الى معالى أخيك تنل ثواباً.. إنني في مقامي الحقائبي هذا لأود التعبير عن حزن يعتصرني طالعته في إحدى صحفنا، أنه ولبعض أغراض التوسع الحضري في مدينة كرن الأريترية فسوف يطال الجرف قبر الراحل سرور مغنينا البديع، ولو أن رؤيتي هذه لإقامة نادي الحقيبة القومي رأت النور لخفف ذلك الكثير من الحزن. 3 وأمضي قدماً في اقتراحي هذا لأضيف الى أعمال نادي الحقيبة ترجمة أغاني الحقيبة وسير شعرائها ومغنييها، واستخدام أرقى تقنية ممكنة للتسجيل والحفظ.. وهنا ألحظ بعين الإعجاب رغم أن شهادتي في حق أخي الشاعر والمترجم المتميز الأستاذ إبراهيم الكامل -مجروحة أن ديوان «مدارات ومعابر » وهو ديوان للأستاذ إبراهيم في الترجمة الشعرية قد ضم جهداً مقدراً لترجمة نماذج من أشعارنا القومية والرصينة بطريقة فنية حاذقة، تراعي الذهنية الثقافية للمتلقي في اللغة الأجنبية المستهدفة، إنني أرشح الأستاذ إبراهيم الكامل لبدء هذا الجهد وله أن يتحاور مع جماعة «النقرزان» التي ترفع ألوية مماثلة من الإهتمام بهذا الفن، وله أن يصطحب معه في هذا الفن الأخ الكريم الدكتور أحمد«طراوة» في الولاياتالمتحدة، وكذلك الأستاذ عوض بابكر، والأستاذ الدكتور محمد عبد الله الريح، والأستاذ عاصم البنا، والجقر وغيرهم من المهتمين. فكرة النادي القومي للحقيبة لست أنا بمبتدعها، وإنما من المبادرين للمناداة بإحيائها، خاصة وأن لجمعيات أصدقاء الحقيبة في بلادنا جذور ربما ترجع الى الثلاثينيات في مختلف مديريات السودان. خاتمة (1) قلبي أنا المحسور الوشيم كهربائي وسلكو الرشيم خاتمة (2) يا كهرباء الحب رفقا إنما هذي الأنابيب الضعاف عظام