منذ ان اعلن سعد الحريري موقفه الواضح والصريح من احداث سورية في بيانه الاخير قبل اسبوعين، يكون اخذ قرار الحرب ضد الدولة التي للبنان علاقات مميزة معها وفق اتفاق الطائف، وتجاوز معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق، هذا ما تخلص اليه قيادات حزبية وسياسية حليفة لسورية في لبنان، وتجاهر به ،وتؤكد ان سعد الحريري الذي صمت هو شخصيا اشهرا كي لا يحسب عليه اي موقف ضد سورية ونظامها، فإنه في بيانه الذي في مضمونه ادانة لما حصل في حماه من (مجزرة)، وفق ما صدر عن المكتب الاعلامي للحريري.، لكنه تزامن وترابط مع مواقف دولية واقليمية وعربية رفعت من سقف ضغوطها وانتقاداتها ضد سورية، التي استطاعت ان تنجز خطتها الامنية والعسكرية في محاصرة بؤر التخريب، وفق اوساط حزبية حليفة لسورية، التي تعتبر ان تصعيد سعد الحريري وفريقه السياسي وحلفائه ضد الرئيس السوري بشار الاسد، انما هو امر عمليات لتحريك الساحة اللبنانية ضد سورية، واستخدامها منصة للتحريض على النظام فيها، وهذا ما كشفته التقارير الامنية والاعلامية والديبلوماسية عن تورط(تيار المستقبل)، او مسؤولين فيه في نقل السلاح الى سورية، وفق ما تنقل الاوساط الحليفة لسورية والتي تستند الى توقيف اشخاص من قبل مخابرات الجيش اللبناني لهم علاقة بإرسال سلاح الى المتمردين على النظام والمخلين بالامن والسلم الاهلي في سورية، فالفريق الذي كان يتحدث عن ضرورة ان يكون قرار الحرب والسلم في يد الدولة اللبنانية بما يخص «اسرائيل» على خلفية وجود مقاومة حررت الارض وردعت«اسرائيل» في عدوانها صيف العام 2006، فإن هؤلاء اصحاب النظرية من قوى 14( اذار مارس )، يتخلون عن شعارهم الذي طالما رددوه الى اعلان الحرب على سورية، كما تقول الاوساط الحزبية الحليفة لسورية في الوقت الذي تعلن الدولة من اعلى الهرم فيها رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان ، ورئيس مجلس النواب نبيه بري ، والحكومة ورئيسها نجيب ميقاتي ، انهم مع الاستقرار في سورية ومسيرة الاصلاح فيها وضد التدخل في شؤونها،فقرار الحرب ضد «اسرائيل» اخذته منذ نشوئها الدولة العبرية ضد الشعب الفلسطيني، اولا باقتلاعه من ارضه واغتصابها ،ثم بالأطماع الصهيونية التي احتلت اراض في سورية ولبنان، وان من وقعت ارضهم تحت الاحتلال تحولوا الى مقاومة، وهذا ما قام به اللبنانيون الوطنيون لتحرير ارضهم في وقت كان لبنانيون متصهينون يصفون (بيهود الداخل) يشاركون «اسرائيل» بقرار الحرب على لبنان، وفق توصيف الاوساط الحزبية الحليفة لسورية، التي لم يفاجئها ان تقوم قوى( 14 اذار مارس ) بإعلان الحرب على سورية طالما صنفها رئيس (القوات اللبنانية) الدكتور سمير جعجع بالعدو في خطاب له شهير، وطالما التعبئة ضد سورية قائمة منذ عقود، وقد كتبت شعارات ان السوري هو العدو في كثير من المناطق التي كانت تحت سيطرة القوات في اثناء الحرب، وفي اعتقاد هذه الاوساط ان رفع سقف المواجهة مع سورية، وتحت عنوان تأييد شعبها ،دون تحديد من هو هذا الشعب، فإن قوى(14 اذار مارس )، قررت اسقاط ما كانت تعلنه عن حيادية لبنان ، وهو فقط في الصراع مع «اسرائيل» ليس الا، وان لا يكون لبنان في اي محور من المحاور في وقت تحاول هذه المجموعة او هي وضعت نفسها في المحور الاميركي الغربي التركي العربي المعتدل المناهض لسورية، والذي ينحاز الى جانب المعارضين ،وقد اعلن صراحة السفير الاميركي في سورية روبرت فورد انحياز بلاده الى جانب ما يسمى المعارضة السورية ،وزار حماه لهذه الغاية واشعل النار فيها، لتكون المنطقة المحررة من اي وجود رسمي للنظام ،واعتبارها نقطة انطلاق لاعلان حكومة سورية انتقالية، او مجلس وطني انتقالي، بعد ان اعلنت الادارة الاميركية ان الرئيس بشار الاسد فقد شرعيته، وهكذا تعامل سعد الحريري وفريقه وحلفاؤه مع احداث حماه على انها بداية النهاية للنظام السوري، وان وقت سقوطه قد حان، ولا بدّ من استعجال صعود القطار، الذي تعطل مع نجاح قوات الامن السورية من تطهير حماه ،كما مناطق سورية اخرى من ما يطلق عليهم الارهابيون وفق ما تقول الاوساط الحليفة لسورية التي تؤكد ان الاحداث شارفت على نهايتها وان البؤر التخريبية قد تم القضاء عليها وان الامن خط احمر، والاستقرار سيعود تدريجيا، ولا بدّ من وقت حتى تستتب الاوضاع مع تحقيق الاصلاحات التي اخذت طابعها القانوني والدستوري. اذن ، هي سورية التي انتصرت في معركة الاصلاح في الداخل ، وتصدت لعملاء التخريب والفتنة والقتل بكل بسالة وقوة ، دفعت القوى الأمنية والجيش العربي السوري ثمنها غاليا من دماء وأرواح شهدائها آلام جرحاها ودموع أيتامها وثكلاها.