يختتم ملتقى اهل دارفور اعماله غداً بالعاصمة القطرية الدوحة والذى يهدف الى اشراك منظمات المجتمع المدنى فى العملية السلمية فى الاقليم ودفع مفاوضات السلام الحالية ، و أكد احمد بن عبد الله آل محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية القطرى، حرص بلاده على مشاركة المجتمع المدني فى عملية السلام الجارية، من اجل انهاء النزاع في دارفور وتحقيق الاستقرار والتنمية في الاقليم. مشدداً على ان الوساطة على قناعة راسخة بأن قضية دارفور قضية سياسية ولابد ان تعالج عبر الحوار الصريح والشفاف والموضوعي، وأنه لا مجال مطلقا لأية معالجات عسكرية.وقال آل محمود فى افتتاح مؤتمر الدوحة الثاني للمجتمع المدني الدارفوري، الذي بدأ مساء امس الاول بفندق ريتز كارلتون، بمشاركة 344 شخص وحضور ابراهيم جمباري رئيس بعثة الاتحاد الافريقي ورئيس بعثة اليوناميد وسمير حسني ممثل الامين العام للجامعة العربية والحبيب كعباشي ممثل الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي والدكتور ادريس يوسف ممثل المجتمع المدني الدارفوري والدكتور غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني مسؤول ملف دارفور والدكتور التيجاني السيسي رئيس حركة التحرير والعدالة وموسى فكي محمد وزير العلاقات الخارجية بجمهورية تشاد واعضاء اللجنة الوزارية العربية الافريقية وممثلي المجتمع المدني وممثلي النازحين واللاجئين. قال ان اتفاقيات السلام التي وقعت في الماضي كشفت اهمية البعد الشعبي والجماهيري في انفاذ هذه الاتفاقيات. والجمهور العريض من اهل دارفور الذين لم يحملوا السلاح كانوا هدفا مباشرا لكل ويلات الحرب وما تبعها من نزوح ولجوء لكنهم مع ذلك كانوا الأكثر صمتا. أضاف (لقد حاولت الأغلبية الصامتة في مرات عديدة اسماع صوتها لمختلف المحافل داخل السودان وخارجه وقد تجاوبت الوساطة ممثلة في دولة قطر و باسولى وفى إطار اللجنة الوزارية العربية الافريقية مع تلك الرغبة فكان ذلك اللقاء الاول الذى احتضنته الدوحة فى نوفمبر من العام الماضى تحت مسمى ملتقى الدوحة التشاوري لممثلى المجتمع المدنى الدارفورى). واكد أن هذا الاجتماع اكتسب اهمية كبيرة لعدة اسباب اهمها ان الوساطة وفرت له قدرا معتبرا من التوازن والحيدة والاستقلال والموضوعية وشارك فيه ممثلون لقوى المجتمع المدنى كافة بما فيها قطاعات الادارة الاهلية والتجمعات والمنابر السياسية وقطاعات المرأة والشباب والطلاب والتنظيمات المهنية وتنظيمات النازحين كما روعي فيه اشراك ألوان الطيف القبلي كافة وجاء الجميع بقضية واحدة هى قضية دارفور وقد تناغمت اصواتهم حول أمل واحد هو سلام دارفور. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية إن ذلك الملتقى عبَّر عن مواقفه تجاه القضايا الجوهرية فى أزمة دارفور فى الوثيقة التي صدرت عن ذلك الاجتماع تحت مسمى (اعلان الدوحة) الذى اجيز فى نوفمبر الماضى. وأكد أن الوساطة على قناعة راسخة بأن قضية دارفور قضية سياسية ولابد أن تعالج عبر الحوار الصريح والشفاف والموضوعي (ولا مجال مطلقا لأية معالجات عسكرية ولذا فإننا في الوساطة نسعى إلى اقناع الجميع بالرجوع عن العنف واعتماد الحوار سبيلا إلى تحقيق المطالب وتلمس الوسائل التي تحول دون انفجار المواجهات العسكرية ). وشدَّد على أن رفع المعاناة عن أهل دارفور أصبح ضرورة ملحة( لذا فقد حرصنا في دولة قطر في إطار المساهمة في رفعها أن يكون موضوع التنمية في دارفور في مقدمة أولوياتنا قبل وبعد تحقيق السلام، فقد أعلنت الدولة مبادرات بإنشاء المؤسسات التنموية وأرسلت القوافل الاغاثية حتى قبل توقيع اتفاقيات السلام إيمانا منها بأهمية إعادة التأهيل والاستقرار)، وكذلك نسعى بالتنسيق التام مع باسولي إجراء حوارات مختلفة مع الحركات التي لم تنضم بعد إلى منبر الدوحة او تلك التي أبدت مواقفها تجاه المنبر ونتوقع أن تسفر تلك الحوارات عن نتائج طيبة في القريب العاجل. د.غازى يجدد التزام الحكومة وجدد د.غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية ومسؤول ملف دارفور، التزام الحكومة بالانخراط في عملية السلام القائمة من اجل حل سياسي لأزمة دارفور. وقال ان الحكومة تعتز بهذا اللقاء لما فيه من ثقل في دارفور (لا سيما وأننا نقول انه لحل أزمة دارفور لا بد وأن نتنزل إلى قواعدها على أسس المشورة والديمقراطية. ومن هذا المنطلق كان لنا موقف فيما يتعلق بتيسير قدوم وفود المجتمع المدني بالتعاون مع اليوناميد والوسيط المشترك حيث ظللنا نتمسك بمنبر الدوحة الذي يحظى بمشروعية، ويجب أن ندفع جميعا في هذا الإطار حتى نتوصل إلى اتفاقية شاملة في وقت قريب). وقال( نؤيد المنهج القائل بأنه إذا أردنا سلاما مستداما في دارفور علينا أن نستنطق الإرادة الجماهيرية في دارفور، ومن هذا المنطلق نزن أي موقف تفاوضي يتم التعبير عنه بميزان الاختبار الديمقراطي داخل مجتمع دارفور، فما يتم الاتفاق عليه داخل مجتمع دارفور وولاياته عبر الاجراءات الديمقراطية المعتمدة والمعترف بها ستكون موقفا مقبولا بالنسبة لنا). اضاف اننا نواجه تطورات مصيرية في السودان منها اختبار الوحدة والانفصال ودور السودان في المنطقة خلال الأشهر المقبلة، الأمر الذي يحثنا على تسريع الخطى من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي. وقال ان (أي مقترحات للتواصل مع قيادة الدولة محل ترحيب وأي اقتراح بإضافة بنود للتفاوض هو محل ترحيبنا، فنحن نشيد بالجهود التشاورية ونؤيد هذا المنحى. وندعم هذا اللقاء لا سيما وأنه يسير في الاتجاه السليم ونتطلع إلى أن نلتقي في وقت قريب في هذه القاعة تحديدا لتوقيع اتفاق نهائي). كي مون يشيد واشاد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة فى كلمته بالعملية السلمية القائمة في الدوحة حالياً وتوجه مون بالشكر الجزيل إلى حكومة قطر لاستضافتها المنتدى والمفاوضات ومواصلة تقديمها الدعم. واعتبر مون في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه باسولي ان المؤتمر يعبر عن الالتزام العميق من جانب الوساطة للدور المهم الذي يلعبه المجتمع المدني في العملية السلمية، وتوجه إلى المجتمع المدني قائلا: (عليكم ان تسهموا في دعم دارفور وتساهموا في إرساء دعائم السلام في أراضيكم وإن التزامكم بالعملية وحماسكم يعد من الأمور الجوهرية التي تساعدنا في أن نتناول الأسباب الكامنة وراء هذا الصراع). واكد بان كي مون أن تنوع المجتمع المدني يقابل اجتماعهم على قضية واحدة وهي التوصل إلى سلام عادل وشامل في دارفور. واعتبر أن شعب دارفور يشترك في وحدة الدين واللغة والتاريخ في إقليم واحد، ودعاهم إلى دعم النقاط المشتركة بينهم. وحث مون جميع الاطراف على أن توقف اطلاق النار والتفاوض في الدوحة للتوصل إلى تسوية دائمة وشاملة في دارفور. من جهته توجه ابراهيم قمبارى بالشكر إلى حكومة قطر لاستضافتها مرة أخرى هذا المنتدى .وقال (بصفتي رئيس اليوناميد لدي انطباع جيد ان أرى هذا العدد الضخم يشارك في المنتدى، وأهنىء المجتمع المدني على ما توصلوا إليه في المؤتمر الأول والخروج بإعلان الدوحة الذي استطاع أن يحصل على موافقة أهل دارفور).وأضاف (ادعوكم أن تنحوا جانباً كل الاعتبارات عدا تلك التي تخدم مصلحتكم ومصلحة بلادكم وان تكونوا متفقين في طموحاتكم وهو السبيل الوحيد لكي تبنوا ثقة الحاضرين هنا ولتحصلوا على الدعم الدولي ودعم قطر). وأثنى على جهود الوسيط المشترك وحكومة قطر في تنظيم المنتدى المهم. وأكد ان يوناميد تواصل تقديمها للدعم في دارفور كما تعمل على تيسير الحصول على السلام الدائم والعادل في أقرب وقت ممكن. ودعا جمباري كافة الأطراف ذات الصلة لا سيما حركة العدل والمساواة وغيرها أن تعمل على إرساء السلام ورحب ببيان الدوحة الأول مشددا على أهمية مشاركة جميع الأطراف الفاعلة من أجل سلام دائم ومستقر ومنصف في دارفور. وتوجه إلى ممثلي المجتمع المدني وقال (إن وجودكم من شأنه أن يحدث فرقاً جوهرياً في مفاوضات الدوحة ويكون بمثابة معادل للأطراف الأخرى بما في ذلك الحكومة للتوصل إلى اتفاق لمواجهة التحديات) ودعاهم إلى استغلال الفرصة فى الوجود بالدوحة لتحقيق السلام الذي سيؤدي إلى ازدهار دارفور. وقال جبريل باسولي ان منتدى المجتمع المدني يحظى بدلالة خاصة كونه يأتي في إطار البحث عن حلول ملائمة لأسباب وعوائق أزمة دارفور، وان المنتدى يقوم على الضرورة الملحة لإعطاء الكلمة لسكان دارفور حتى يشاركوا بفعالية في عملية السلام فيعبروا بأصواتهم عما يقلقهم. واضاف( إن وجودكم في الدوحة إلى جانب حركة التحرير والعدالة والوفد الحكومي المفاوض سيسمح بالتعبير عن احتياجات الآلاف من النساء والرجال والأطفال الذين يتألمون من عواقب العمليات المسلحة التي تشهدها دارفور)، مضيفا انه منذ الملتقى الأول الذي انعقد في الدوحة في نوفمبر 2009 تم إحراز تقدم كبير في إطار عملية السلام حتى وإن كان هناك الكثير الذي يجب عمله. وقال: إن الاتفاق الإطاري بين حركة التحرير والعدالة والخرطوم يشير إلى أهمية دور المجتمع المدني في مفاوضات الدوحة والوساطة ستقوم ما بوسعها لتتمكن أعمالكم من التوصل إلى سلام نهائي. واكد باسولي ان التوصل إلى سلام دائم في دارفور يفرض ترجمة 3 أمور ملحة تفرض نفسها حاليا وهي:أولا: الوقف التام لكافة أشكال العنف في دارفور والأعمال المسلحة بين الحكومة وحركة العدل والمساواة والصراعات بين المجموعات السكانية المختلفة في الإقليم.ثانيا: الحل العادل للنزاعات المتعلقة باحتلال الأراضي والتعويضات وإعادة الاندماج الاقتصادي والاجتماعي للنازحين ثالثا: احترام التنفيذ الفعال لكافة أحكام اتفاق السلام العادل القادم والارتقاء بثقافة حقيقية للسلام. ودعا باسولي الوزير أمين حسن عمر والتيجاني السيسي إلى إيلاء أكبر اهتمام للمحادثات، وقال إن مشاركة المجتمع المدني مع الأطراف المتناحرة هو عنصر أساسي من اجل إرساء سلام عادل في دارفور ويستحق دعمنا وان الأيام المقبلة ستكون مهمة، داعيا الى انتهاز هذه الفرصة لاحراز تقدم في عملية السلام والاستمرار في المصالحة.