أكتب اليوم عن شاعرتين هما فدوى طوقان - الأردن- فلسطين- ونازك الملائكة- العراق.. وعندما عرفنا هاتين الشاعرتين لم نكن نميز أو نكتب القطر العربي أو المهجري، فكنا ولا نزال نقول الشاعر العربي والشاعرة العربية.. على امتداد الوطن العربي.. واللغة العربية والوجدان العربي من تونس الخضراء ، أبو القاسم الشابي، إلى البحرين، أحمد محمد الخليفة.. ومن الخرطوم محمد أحمد محجوب ومحمد المهدي مجذوب.. ومحي الدين فارس ومحمد الفيتوري.. إلى القاهرة صالح جودت وكامل الشناوي إلى سوريا عمر أبو ريشه وألفت الأولبي حتى نحط على شاطئ لبنان فنلتقي الأخطل الصغير وأبو بثينة وأحمد علي سعيد «أدونيس».. أما رجال المهجر ورواده فحدث ولا حرج ميخائيل نعيمة وجبران وأيليا أبو ماضي في أمريكا الشمالية.. والياس فرحات وآل المعلوف.. بين ساو باولو ومدن أمريكا اللاتينية. ü كان زمانهم جميعاً زمان المهجريين وزمان المقيمين زمان الروائع.. وطن النجوم وسنابل راعوث.. ونشيد البيدر.. وتذكار الماضي وتبر وتراب.. قمم من الإبداع توحدها حتى في مجال النشر في الوطن العربي مجلة واحدة قد تكون الرسالة.. وقد تكون الثقافة وقد تكون الآداب «سهيل إدريس» أو الأديب «البير أديب» تنشر هذا الإبداع الرائع من المحيط إلى الخليج، ومن فاس إلى مانهاتن، ومن الخرطوم إلى بغداد. وبغداد والخرطوم لحنان إنما شرابي لحون الصدق لا ابنة الكرم والحديث يحلو ويطول.. وتبدأه دائماً فدوى طوقان وهي تشدو: ما علينا.. إن تكن مرت كظل الطير خطفاً فهي ذخر لرؤانا عالم من عالم نجهله أشهى وأحلى من دنانا ماعلينا.. إن تكن مرت كظل الطير خطفاً. ü أما حديثنا عن نازك الملائكة فيطول، وهي الرائدة في مجال قصيدة التفعيلة وهي المجددة في مجال الشعر العربي ورائده أبناء جيلها حتى رحيلها منذ أعوام، منذ أن كانت طفلة تحبو في رحاب والدها الذي رعاها زهرة يانعة، المثقف الواعي صادق الملائكة، وهذا حديث يطول.. ويطول نعيمنا بالولوج في أبوابه الواسعة.