تعلقت الأبصار بالطائرة التي كانت تحلق صباح أمس في مطار الخرطوم قرابة (3) ساعات في محاولة للهبوط دون خسائر في الأرواح حيث حدث هلع وسط المواطنين الموجودين في المطار. الا ان من تابع هذا الحدث أكد أن الكابتين الذي كان يقود الطائرة (الفوكرز 50) قد تصرف بحكمة وثبات ورباطة جأش.. (آخر لحظة) سارعت إلى منزله الكائن بضاحية شمبات وأجرت معه حواراً قصيراً حول الحادثة... البطاقة الشخصية كابتن ياسر محمد الصفي تخرجت في الكلية الملكية الاردنية في العام 2004م والتحقت بشركة ميدر لاين في العام 2005م وفي العام 2008م التحقت بالخطوط الجوية السودانية. حدثنا عن بداية الرحلة؟ الرحلة بدأت من الخرطوم في الساعة الثامنة الا ربع متوجهة إلى ملكال وعند الاقتراب من ملكال رفض دولاب الاطار الشمال الاستجابة لأمر الانزال وبعدها قررت العودة إلى الخرطوم بعد إجراء الاتصالات ببرج المراقبة لتجهيز المطار. لماذا قررت العودة إلى مطار الخرطوم ولم تجر مناورات في مطار ملكال؟ لأن هنالك بعض المناورات التي يجب ان نجريها ومطار ملكال غير مجهز لمثل هذه المناورات وفضلنا أن نجريها في مطار الخرطوم وبعدها كان لابد ان نأخذ وقتاً كي ينفد الوقود حتى اذا حدث ارتطام لا يحدث حريق. ماذا حدث بعد ذلك؟ حلقنا في مطار الخرطوم (3) ساعات وبعدها وقفنا لنضع الطائرة في الوسط وبما ان المطار كان قد تم تجهيزه بصب الرغوة حتى لا يحدث احتكاك وعند الهبوط احتك الجناح بالرغوة وبدأت الطائرة تفقد سرعتها تدريجياً إلى أن توقفت. وبدأنا في إخلاء الطائرة بسرعة قصوى تحسباً لأي طاريء. وأطمأننت على الركاب فرداً فرداً في صالة الوصول. ماهو رد فعلك لما حدث؟ في مثل هذه الحالات لابد من برود الأعصاب فنحن ناخذ دورات تدريبية كل (6) أشهر في طيران تشبيهي تحسباً لأي طاريء لذا لم نحس بالخوف ولكن كان هنالك نوع من الاضطراب وحاولنا تهدئة الركاب ووفقنا الله أن نصل بالسلامة. هل الطائرة جاهزة للرحلة بما فيه الكفاية؟ الطائرة لها كتيب عليه امضاء بأنها مجهزة ومراجعة وما حدث كان أمراً مفاجئاً. والدة الكابتن ياسر الحاجة نجاة عبد العزيز توجهنا اليها بسؤال كيف تلقيت الخبر؟ قالت اتصلت بي ابنتي نانسي التي اخبرتها صديقتها بأن ياسر حدث له عطل في الطائرة في الجو ولكن هبط بسلام. اذا كنت علمت بالخبر وهو لازال عالقاً كيف كان سيكون احساسك؟ أنا متأكدة من شجاعة ياسر وثباته من صغره وهذا السبب الذي أدخله كلية الطيران. وكل الاتصالات التي تلقيتها تؤكد أن الركاب نزلوا بسلام وهو آخر من نزل من الطائرة.