تميز اتحاد الصحفيين السودانيين بالقيام بأنشطة مفيدة لا يستهدف بها فقط الأعضاء من قبيلة الصحافيين ولكنه يتجاوزها خدمة للمجتمع كله، ولقد كانت ندوة السبت الماضي والتي عقدت بقاعة الاتحاد الأنيقة، كانت قبلة لكل المهتمين بشأن توطيد عرى الصداقة والمحبة بين الشعوب، وقد نظم الاتحاد ندوة بعنوان(العلاقات الاقتصادية والثقافية بين السودان واندونيسيا).. أدار الندوة باقتدار وتمكن الأستاذ الفاتح السيد الإعلامي المخضرم، واشترك فيها الأساتذة أحمد عبد الرحمن الشيخ، ويوسف الخليفة أبوبكر، والسيد السفير حسن جاد كريم، وكان المتحدث الرئيسي في الندوة تحدث باستفاضة حول تاريخ العلاقات السودانية الاندونيسية عبر القرن الماضي،، فجاء حديثه حديث العارف المتمكن لا سيما وأنه عمل سفيراً للسودان في تلك المنطقة شهد له معاصروه أنه كان رقماً مميزاً شرف السودان، شأنه كشأن أبناء السودان المخلصين، فأرسى دعائم قوية لعلاقات راسخة سبقه اليها- كما ذكر- الشخصية السودانية المعروفة وهو الشيخ أحمد سوركتي، الذي كان له السبق في ارتياد اندونيسيا في بداية القرن الماضي، بتكليف من ملك السعودية عندما كان الشيخ أحمد سوركتي مقيماً بها ويعمل في مجال نشر الدعوة والعلم، فكان أن شد الرحال الى اندونيسا، ولم يكن فيها ما يجذب اليها الناس من مال وثروة، وجاء ولكنه قصدها بنية نشر العلم والمعرفة في ربوع بلد مسلم مسالم، يجاهد للتخلص من نير الاستعمار والاستعباد، فكان له ما أراد بقوة العزيمة واخلاص النية، وتوفيق من المولى سبحانه وتعالى، فتخرج على يديه أجيال من العلماء، وأسس مدارس دينية انتفع بها الناس في كل ربوع آسيا. ثم واصل العمل من بعده رجال وضعوا بصماتهم الواضحة على العلاقات السودانية الأندونيسية داخل السودان، واذكر منهم على سبيل المثال الدور العظيم الذي قامت به جامعة ام درمان الإسلامية ومنذ فترة بداية السبعينيات من القرن الماضي، وقد كنت شاهداً على تلك الفترة إبان تولي البروفيسور كامل الباقر رحمه الله إدارة الجامعة، وبتنسيق مع الأخوة السعوديين كان أن تم استيعاب أعداد مقدرة من طلاب البعثات كان معظمهم من الطلاب الاندونيسيين والتايلانديين لظروفهم الاجتماعية والسياسية، فتعلموا العلم النافع، وانتشروا في أنحاء العالم، ومنهم من عاد الى بلاده خير سفير وشاهد على أخلاق أهل السودان. ورد في الندوة الكثير المفيد من معلومات عن اندونيسيا الدولة الحبيبة الى أهل السودان، وسوف اتطرق الى دورهم في مساندة السودان، بداية بمساندتهم لوفد السودان عام 1955 لمؤتمر باندونق بقيادة الأزهري.