كغيره من شباب اثيوبيا إبان فترة الكفاح المسلح خرج الشاب تاديوس بلطي مع الكثيرين إلى السودان، بهدف إيجاد ملاذ آمن خلال خوض الثورة الاثيوبية غمار الحرب ضد نظام منقستو هيلا ماريام آنذاك، تاديوس كان ذكياً واجتماعياً استطاع أن يتأقلم مع حياته الجديدة في السبعينيات، وآثر أن يعمل ويجتهد لتوفير قوت يومه، وصولاً إلى الهدف الذي رسمه جيداً و أن يحقق لنفسه ولبلده أثيوبيا مكانة متميزة وعبر مشاريعه السياحية «منتجعات» حول بحيرات اثيوبيا المختلفة في شرق «دبرزيت» والغرب «بحر دار» حولها إلى صور وتحف جميلة يقصدها الآلاف من السواح في كل عام، والسودان واحد من الدول التي خصها تيريوس بلطي، ربما أراد أن يحفظ ذاك الود والترحاب الذي استقبل به، حينما عبر إلى الغرب بالسودان، ومن يجلس مع صاحب منتجعات كرفتو يلاحظ من الوهلة الأولى التواضع الذي يتميز به، وحب السودان والسودانيين، وكل ما له انتماء للسودان فهو يعتبره وطنه الثاني بعد اثيوبيا، ويأمل من خلال مشاركته في مهرجان واحتفالات الفرق الفنية الاثيوبية خلال الاسبوع المنصرم، أن تجد بلاده حظاً وفيراً من السواح السودانيين، وخاصة الأسر عبر الطريق البري الرابط بين البلدين وخص زوار المنتجعات بتخفيض نسبة 50% للسودانيين فقط دون غيرهم، وللرجل قصة كفاح بطعم ولون مختلف، رسمَ وخططَ ووضعَ هدفاً ووصل اليه في نهاية المطاف، بعد غربة دامت لأكثر من 30 عاماً.