ومرة أخرى نعود حاملين معنا في فرح عاصف «مسطرة» الدكتور أمين حسن عمر.. وللذين فاتهم شرف ونعيم الاستماع إلى حديث «المسطرة» نوجز.. أن الدكتور أمين حسن عمر.. قد قال عبر الصحف مرة مباهياً ومفاخراً.. سعيداً ومحبوراً.. بأن الإنقاذ تمشي على صراط دين الله القويم.. وتعبر على جسر شرعه المطهر.. للحد الذي أجبر العلمانيين والشيوعيين على محاكمتها بالنصوص الدينية الإسلامية المقدسة وبمسطرة تقيس قربها أو بعدها من الدين والطريق القويم.. وها نحن مرة أخرى نحمل مسطرة الدكتور أمين حسن عمر.. لنقيس بها بعدها أو قربها من حياض الإسلام الصافية العريضة.. العميقة.. نحمل المسطرة فقط مع أنه في حوزتنا «مساطر» تقيس المساحات حتى بالكسر المليوني من «الملي».. مساطر وهبتنا وتهبنا بها يومياً الفضائيات.. والإذاعات والصحف.. تنهمر علينا كما ينهمر وابل المطر و«حكمة الله» كلها تهطل من دول الكفر والاستكبار.. وتلك الملحدة التي لا دين لها وكلها تتحدث عن كيف يدافع أرباب تلك الدول عن المال العام.. نقرأ ونسمع بأن فقط «عشرة آلاف دولار» قد أطاحت بوزير خطير أو مسؤول نحرير.. نقرأ ولا نتعجب ولا ندهش.. فقد صار أمراً عادياً لنا أن نسمع برئيس وزراء «مزرور» «زرة الكلب في الطاحونة» وكيف يحقق معه المحققون في غلظة وقسوة عن هدية تبرع بها ولا تزيد قيمتها عن المائة وخمسين دولاراً إلى زيد من الناس وهي مال من أموال الدولة والذي هو أولاً وأخيراً مال الشعب.. وقبل شهر من الآن ها هي سيدة أمريكا الأولى.. زوجة أوباما محاصرة حصار المقاومة في «تل الزعتر» يتهددها شبح السجن وظلمة الزنازين الرطبة لأنها أهدت لإحداهن «بيانو» هو ملك للبيت الأبيض والذي هو ملك للشعب الأمريكي.. لا.. لن نأتي بتلك «المساطر».. بل نأتي بمسطرة الدكتورحتى ننازله في ميدانه الذي اختاره بنفسه.. وله نقول.. أولاً.. لابد لنا من الإتيان بنص صحيح من بطن السنة المُطهرة.. ولم نجد عناءً ولا مشقة في البحث والتنقيب.. فما زلت غارقاً حتى آخر سبيبة من رأسي هذه الأيام في السفر العظيم والمجلد الرفيع.. البالغ الثراء الواسع المعرفة وهو كتاب «حياة الصحابة».. ولكن دعونا نبدأ بسيد الرسل وخاتم الأنبياء وسيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام.. الحديث: أخرج أحمد بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال «دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حصير قال: فجلست فإذا عليه إزاره وليس عليه غيره وإذا الحصير قد أثر في جنبه وإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع وقرظ «ورق شجر يدبغ به الجلد» في ناحية الغرفة وإذا إهاب معلق فابتدرت عيناي فقال «ما يبكيك يا ابن الخطاب» فقال: يا نبي الله وما لي لا أبكي وهذا الحصير قد أثر في جنبك وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى وذاك كسرى وقيصر في الثمار والأنهار وأنت نبي الله وصفوته هذه خزانتك؟ قال «يا ابن الخطاب أما ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا؟». وقطعاً وطبعاً.. لن أكون مجنوناً أو معتوهاً.. أو غراً غشيماً إن طالبت الأحبة في الإنقاذ بتطبيق تلك الدرجة العالية الشاهقة النبوية الباهرة من التقشف وركل الدنيا.. والطمع في الآخرة.. لن أطلب منهم لبس الخشن والنوم أو الاستلقاء على الحصير.. ولكني أجزم وأتيقن أن بعض القادة من حكامنا الأماجد.. يعيشون الآن ترفاً لم يحلم به كسرى ولا طاف يوماً ولا في الأحلام والأماني بفؤاد قيصر.. المهم سنفصل ذلك بعد أن نورد نصاً آخر هو الذي نراه اليوم عياناً بياناً.. والذي إن لم يتداركه أهل الإنقاذ لذهب بريحهم تواً وفوراً أو بعد وقت وحين.. وهاكم النص: أخرج الشيخان عن عمرو بن عوف الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه إلى البحرين يأتي بجزيتها فقدم بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافق صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف فتعرضوا له فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم ثم قال: «أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين» قالوا: أجل يا رسول الله فقال «ابشروا وأملوا ما يسركم فو الله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم». إلى هنا نتوقف ونلاقيكم الأحد..