أم درمان العراقة والتاريخ وذاكرة الشعب السوداني من قبلها أتى يحمل طينها وترابها ليشكله فخاراً ساحراً التكوين منه «زير الماء» و «زهرية الورد الجميلة» وخزفية الاناء.. انه الفنان فؤاد عبد الكريم قباني الحرفي الماهر.. التقتطته عدسة «آخر لحظة» بمعرض الزهور بالحديقة النباتية وكانت هذه الدردشة: انا فؤاد عبد الكريم قباني «عميد طيان» قال بمرح وسرور ويقصد انه عميد حرفي الفخار مشيراً الى انه يعمل بالمهنة منذ عام 1970م.. وهو متفرغ لهذا العمل الذي يحبه. حدثنا عن الفخار وانواعه؟ - الفخار والاواني الخزفية هي أثر ثقافي لكل شعب ورمز لحضارتهم وهنا في السودان ايضاً هو رمز للحضارات السودانية منذ القدم وفي اشكالها ورسوماتها حياة كاملة لمجتمعات قديمة والفخاريات حافظة لتاريخ الامم بدليل اهتمام علماء الآثار بها.. وهو انواع ومختلف من طين بحر الى نيل الى تراب جبلي وتراب وعادي!! صناعة الفخار كيف تتم؟ - اولاً انا عايز انبه لحاجة ان طين الفخار ليس كلو من طين النيل كما يعتقد بعض الناس فهنا في السودان نستخدم طين الكاوليت من منطقة مروي وهي مادة طينية معروفة علمياً لدى علماء الجيولوجيا وتستخدم في عمل الخزفيات وهي غالية التكاليف الكيلو منها يساوي «3» ألف بسبب الترحيل والمعاملات الخاصة بها من غربلة لعدة مرات لتكون ناعمة تصلح لصناعة الفازات والخزفيات للزينة. وكل هذه العمليات تتم في المعمل لعدة مراحل من خلط وتشيل وادخال فرن وتجفيف وحفظ!! كيف هو السوق الآن وحال المهنة؟ - السوق يمكن القول انه ماشي الحال لاهتمام الناس ببعض منتجاتنا من ازيار واصايص للازهار وفخاريات الزينة والفازات.. اما المهنة فعموماً المهن الحرفية تعاني الكثير واصبحت طاردة نحن كنا «76» صناعي بأم درمان الآن تبقى القليل المنافسة الاجنبية من المستورد اصبحت كبيرة فالحدادين والنجارين يعانون من الابواب المستوردة ونحن نعاني من البلاستيك المستورد رغم جودة فخارنا الطبيعي والمحافظ على البيئة.