السيد فيصل يسن إن الدم قدم قد تجمد في عروقنا، فماذا يضير هذا الشعب إذا ما جمدت العام، والله كلامك حلو وطرحك جميل، لكن أنا عندي ملاحظة تتعلق بالاسم، يعني لو عندك اسم زيادة يكون أحسن، بمعنى أكون جدك لأبوك أو لابو أبوك يكون مثلاً (جار النبي) عشان يقولوا: وقال جار النبي لأنه اسمك ده شويه تقيل على القنوات الفضائية ووكالات الأنباء والصحف، ودي مشكلة ستواجهك في المستقبل.. المهم أنا عن نفسي ما فارق معاي ومؤيدك 100% ولا أستطيع أن أصف لك شعوري عندما طالعت برنامجك الذي تطلب فيه تجميد عام، وهو بالحساب لا يساوي شيئاً من عمر الشعوب، فقبلك أضاع هذا الشعب أكثر من نصف قرن فشلت فيه جميع الخطط والبرامج والدراسات، والموجهات، وكل التجارب والاجتهادات، وأساليب التنظير، التي كلفت البلاد الوقت والمال، لتظل الحصيلة حتى هذه اللحظة (صفر) لماذا!! لأن الهدف الأساسي منصب فقط في السلطة، وللسلطة معايير وقوانين وثوابت تحكمها حسب منطوق المادة رقم واحد (جوع كلبك يتبعك)، هذه هي النظرية العلمانية التي أثبتت نجاحاً منقطع النظير في حكم هذا البلد المتهم بتطبيق الشريعة الإسلامية، كما وأثبتنا للعالم بأنه برئ من هذه التهمة طمعاً في إعفاء الديون الواجبة السداد.. وأصبحت الثورات عندنا هي القهر والظلم والفساد لتصبح البندقية هي الحارس الأمين للنظام والحاسمة لكل خارج عن الطوع. ماذا تعرف عن شعار أحسبه من أصدق الشعارات التي سمعتها في حياتي(من لا يملك قوته لا يملك قراره) فتخيل ياسيدي كم يبلغ عدد الذين لا يملكون قوتهم في بلد مساحته أكثر من سبعمائة ميل مربع، ربما يدهشك الرقم الخرافي الذي يفوق حد تصورك، وتفاجأ بالناتج البالغ 98% من جملة العدد الكلي لهذا الشعب لا يملكون قرارهم وهذا هو المطلوب. أما أن تأتي أنت رئيساً لجمهورية السودان وبجعبتك هذا الفهم، وهذه الأفكار النيرة، وبهذا الطرح الحضاري المنطقي والواقعي، فأنت لا محالة تعرض نفسك للتهلكة والخطر.. ومصيرك أن تنطبق عليك المادة (51) من القانون الجنائي الوفاة في ظروف غامضة.. والمشرحة هي التي تحدد سبب الوفاة، وتقيد روحك الطاهرة ضد مجهول نحن نعرفه ولكن شيطاننا أخرس. سيدي يسن: لقد باتت الزراعة حلمنا وملاذنا ودافعنا ومنقذنا، وكم تمنيت أن يصدق حلمك وحلمي وحلم هذا الشعب الصابر المحتسب عند الله بؤسه وشقاءه وعذابه، وأقسم لك وإن طال الزمن فما من مخرج غير الزراعة الثروة الحقيقية التي ينبني عليها اقتصادنا الوطني، ولا بديل للزراعة إلا الزراعة، وبها نستطيع أن نمتلك قرارنا إن أرادت لنا الإنقاذ ذلك، ونحن مع تجميد العام وإلا فالشعب يريد... قائد قائد ياسين.. بالروح بالدم نفيدك يايسن ولا نامت أعين الجبناء.