التاكسي وسيلة مواصلات عالمية، و تعتبر الوسيلة الأفضل لذوي الدخول المحدودة، أو لمن يحتاجون للأمن والزمن.. لكن ولفترة طويلة ظلَّت هذه المملكة تعيش الضعف والوهن، وبالطبع هذا يعود لأسباب كثيرة: أولها امتلاك معظم رواد التاكسي لسيارات، وذلك للتسهيلات التي خلقتها الظروف الاقتصادية ومكنتهم من امتلاك السيارات.. لكن هذا ليس السبب الوحيد، بل أن هناك أسباباً أخرى وهي اقتصادية للطرفين- الزبون وصاحب التاكسي- فالزبون يحتاج للتاكسي، لكن دخله المحدود قد يجعله يفكر كثيراً قبل الإقدام على هذه الخطوة..لأنه وباختصار صاحب التاكسي ظروفه أيضاً صعبة، وهو يعتمد عليه في تسيير أمور حياته، لذا أصبح يبالغ في السعر حتى هرب منه الزبائن.. وصدقوني كلا الطرفين غير مذنب، فالظروف الاقتصادية أصبحت ضاغطة والجميع يحسبها بالمليم.. وقد لاحظت في الفترة الأخيرة عودة التاكسي للانتعاش مرة أخرى، وبحثت عن السبب ولم أجد تفسيراً.. لكن على «التكَّاسا» أن يعلموا أنهم لم يعودوا الوسيلة الوحيدة للنقل، فالأمجاد والركشة تقف لهم بالمرصاد.. وقد دخلت في نقاش مستفيض مع عبد الله أحمد، وهو سائق تاكسي منذ زمن بعيد، وقد كان يتجول بسيارته بحثاً عن الرزق، لكن أصابه ما أصاب كل أصحاب التاكسي الذين يتبارون في اختيار الشجرة الكبيرة والظليلة ليقفوا تحتها في انتظار زبون يتمنون فيه، لأنه جاء بينما أحجم الجميع، فيكون السعر خرافياً وغير منطقي، وإذا تركته واتجهت لتاكسي آخر من الذين يقفون معه لا يتغير الأمر، فهم لا يتحركون لمشاوير قريبة وذات «قيمة» قليلة.. بينما الأمر يختلف إذا أوقفت تاكسي يسير في الشارع العام، فالقيمة التي يقولها تختلف تماماً.. «وقد قلت لسائق التاكسي إنه نوع من «الطغى».. فقال لي إن الأمر ليس كذلك، لكن البنزين والاسبيرات قد أرهقت جيوبنا، لذا يلجأ بعضنا لانتظار الزبون بدلاً من «اللف» في الشوارع.. فقلت له إن غيركم يتجولون دون أن يكلوا أو يملوا وهم شركاؤكم في المهنة وفي الطريق.. ويجب أن يحافظوا على رزقهم و رزق أبنائهم.