الداخل إلى قاعة ميرلاند بري صبيحة الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام الثاني لحزب المؤتمر الشعبي ولاية الخرطوم تملأ أذنيه هتافات الحشد الكبير الذي ظل يردد شعارات الحركة الإسلامية الأولى «هي لله لا للسلطة ولا للجاه» والشعب يريد التغيير و«اشتعلي يا خرطوم» وسط حضور كبير لقوى المعارضة وقياداتها يتقدمهم الدكتور الشيخ حسن عبدالله الترابي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي ومكتبه التنفيذي ورؤساء القطاعات واللجان بالخرطوموبالولايات الذين اكتظت بهم القاعة وسط حضور إعلامي كبير وخطوات تنظيم لحزب يعيد أوراقه من جديد!! كلمات قيادات المعارضة خاطبت قيادات المعارضة والأحزاب التي لبت الدعوة الحاضرين مجمعين على أنه لابد من تغيير نظام الحكم بالطرق السلمية ووضع حد لأزمة السودان التي لخصوها في فشل الحكومة الحالية في حل كل قضايا السودان من اقتصاد وسياسية وخسارة السودان لجزء كبير من أراضيه وعدم توقف الحرب في النيل الأزرق وجنوب كردفان وسياسية القمع والعزل السياسي واحتكار السلطة واصفين المرحلة السياسية السودانية بالدقيقة والحرجة ولابد لكل القوي السياسية أن تحدد في جبهة واحدة عريضة لإسقاط النظام والبدء منذ الآن في إعداد خطط بديلة لقيادة البلاد لمرحلة ما بعد التغيير مشيرين إلى ضرورة تكوين حكومة وطنية قوية على أسس ديمقراطية وأن ذلك لا يتأتي إلا بثورة ديمقراطية على غرار الربيع العربي في البلاد العربية من جانبه أكد مكي بلايل رئيس حزب العدالة والتنمية أنه لم يغادر الصف وأن مبادرته وقيمة للوطن وأن حزبه يعمل من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة بينما أكد الأستاذ وجدي صالح عن حزب البعث على الوحدة القومية لكل الأحزاب وفي ذات السياق قال الأستاذ ساطع الحاج المحامي «الحزب الناصري» إن الوقت قد حان للتغيير وأنهم كمعاضة لا يحتاجون لدعوة المؤتمر الوطني لأنهم أصحاب حق وقضية. ومن جانبه أكد الأستاذ فاروق أبو عيسى على تواثق قوى التحالف الوطني على إعداد وثيقة وخارطة طريق لحكم السودان وعن عقد مؤتمر جامع لكل القوى السياسية لوضع دستور جديد ديمقراطي.. الترابي لم أقل كلمتي بعد ووسط الهتاف والتهليل والتكبير اعتلى د. الترابي منصة المؤتمر وخاطب الحشود بقوله يريدون أن أكون صامتاً لكن سأقول كلمتي وأنا حي أرزق لم أمت بعد رغم الشائعات التي سرت اليوم فالأعمار بيد الله - مشيراً إلى أن الثورة أصبحت فريضة واجبة وعاجلة داعياً الجميع للخروج في وقت واحد لأن هذه المرة لن تكون الثورة في الخرطوم بل في كل السودان واصفاً إياها بالطويلة والصعبة ودعا الترابي إلى الحريات والديمقراطية وضرورة العمل من أجل ذلك واصفاً النظام بالمأزوم وأن الوطن يتمزق تحت وطأة الحروب في النيل الأزرق وجنوب كردفان محذراً من انتقال الحرب إلى كردفان والشمالية في إشارة إلى احتجاجات المناصير واعلن عن دعمه لقضيتهم من جهة أخرى أعرب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي عن شكره وتقديره لقواعد الحزب لإعدادها هذا المؤتمر الذي قال إنه سوف يقول فيه كلمته الضافية والقوية في الجلسة الختامية مشيداً بالأوراق التي ستقدم في إطار وضع برنامج وطني لمعالجة كافة القضايا المعلقة وإيقاف الحرب في البلاد والوصول إلى صيغ حكم يتراضى عليها الجميع.. وتناول في حديثة الثورات العربية وأثرها في إحداث التغيرات الجذرية للواقع العربي وقال إن السودان ليس ببعيد عن تلك الثورات وأن الظرف مشابه لتلك الثورات واصفاً الخرطوم بأنها قلعة النضال الشعبي والسوداني وأن التغيير سيأتي منها وينداح إلى كل الولايات وأن الثورة ستكون طويلة وليست قصيرة وأن الدماء تسيل من أجل الوطن منوهاً القوى السياسية بأن تتوحد وأن تصمد في وجه النظام من أجل التغيير القادم. وانتقد القرارات الأخيرة للحكومة بأن تمثل في رئاسة الدولة من ليس لديهم الخبرة السياسية واعتبرها مصيبة سياسية!! وأثنى على التنظيم وأنهم حققوا في مؤتمرهم هذا مفهوم الديمقراطية والشورى مع قواعدهم وأن هؤلاء جاءوا بالترشيح عبر الأعضاء من المراكز المختلفة وقال إنهم يمثلون المجتمع السوداني كله وأن الرجاء فيهم الآن.. وأشار إلى أن الخرطوم أصبحت الآن قومية فلابد إذن للثورة أن تكون قومية وحذر من أن الثورة ستكون طويلة وقد يدخلها عامل السلاح لانتشاره في كل مكان بفعل النظام والحروب القائمة الآن الأوراق والتوصيات المؤتمر الثاني للمؤتمر الشعبي بولاية الخرطوم ستقدم فيه خلال يومين عدة أوراق وهي: الورقة السياسية لمستقبل دولة السودان تحت عنوان المجتمع الذي نريد وكذلك الورقة التنظيمية لتطوير منهج وخطاب المؤتمر الشعبي ومقترح التعديلات في نظامه العام وسيخرج المؤتمر بتوصيات في ختام جلسته مساء اليوم واعتماد أعضاء لمجلس الشورى وأعضاء للمصعدين للمؤتمر العام.. وشاركت في المؤتمر بعض قيادات الأحزاب منهم يوسف الكودة من حزب الوسط ونجاة كبيدة الحركة الشعبية وصديق أحمد الحزب الشيوعي وصبري صالح حزب البعث القومي ويوسف محمد زين الاتحادي الوطني ومحمد المهدي حسين عن حزب الأمة القومي وهالة عبد الحليم حزب حق والمستشار عبد الرحمن حسين ممثل مجلس شؤون الأحزاب ومحمد يعقوب شداد رئيس الحزب الديمقراطي مع غياب ممثل لحزب المؤتمر الوطني..!!