وأين أنت أيها البديع البهي الجميل.. محجوب سراج.. فقد كنا نتيه ونزهو ونزدهي وأنت ترسل أشواقنا وأرواحنا.. عبر أشعارك البديعة إلى المحبوبة.. وها هي الإنقاذ ومن كراماتها ومعجزاتها.. تجعلنا نمضغ كلماتك ونردد كلماتك.. ليس للحبيبة.. بل للمحبوب الوطن.. وها هو الوطن «يجوط».. بتنا لا ندري ولا نعي ولا نعرف ما يجري من حولنا.. وها أنا أنظر إلى المشهد.. السياسي.. ولا أرى بدراً يضيء.. ولا شمعة.. تشعل نفسها وتنتحر.. ولكن تطوف كما الهلاويس كلماتك الفاتنة.. وطفقت أردد مذهولاً.. مرة أضحك ومرة أبكي ومرة اتحمل أساي.. ومرة أهرب منو وأشكي.. واعتبر كل الذي يدور من حولي مجرد مجرد مسرحية من مسرحيات اللا معقول.. لا بأس ورغم أن حمولي تهد جبال الشيل.. ورغم أني فايت في العتامير ليل.. إلا أني في صفاء ذهن أستاذ بل دكتور.. أضع امتحاناً للأحبة في الإنقاذ.. والأخوة في المعارضة.. ورقة للسادة الذين يتوهطون.. مساحة المتشابهات لأنهم لا هم في الضفة.. القابضة.. ضفة الحكومة ولا الضفة الراجية.. العشمانة المتفائلة.. الحالمة.. الوافدة.. ضفة المعارضة.. فإلى الامتحان.. أولاً.. إن الإجابة إجبارية على كل الأسئلة.. ثانياً أنا واثق إن «ناس» الحكومة لن يجمعوا ورقة واحدة بعد انقضاء زمن الامتحان الرسمي وكذا الأحبة في ضفة المعارضة المؤتلفة.. أما الجالسون في منطقة.. المتشابهات.. سوف يجاوبون.. ويجمعون الورق.. وإن كنت أعلم أنهم لن يكتبوا إجابة صحيحة على سؤال واحد.. وأتحدى من يراهن.. السؤال الأول.. للأحبة في الإنقاذ.. بالله عليكم.. ما هي القدرات الاستثنائية الخارقة.. أو الملكات السياسية الهائلة.. التي يتمتع بها السيد الحبيب عبد الرحمن الصادق المهدي.. ومولانا جعفر الصادق الميرغني. السؤال الثاني.. أيضاً للأحبة في الإنقاذ.. هل كان يمكن لهذين السيدين الحصول على درجة مساعد رئيس الجمهورية لو لم تنتهِ اسماهما إلى المهدي والميرغني «يعني» في بساطة هل كان يمكن أن يكون مساعداً لرئيس الجمهورية ودخول قصر الشعب القصر الجمهوري.. إذا كان اسم حفيد المهدي.. مثلاً عبد الرحمن الصادق قسم السيد.. وهل كان يمكن للمساعد الآخر أن يدخل القصر مساعداً إذا كان اسمه جعفر الصادق حسب الرسول.. ثم.. عندما كان السيد عبد الرحمن الصادق المهدي معارضاً.. كان ينتوي تفجير العاصمة بما فيها ومن فيها حسب رواية من نثق في صدقه.. وهو أقرب إنسان في الوجود إليه وهو السيد الحبيب والده.. السؤال.. كيف لمن تعدى كل الخطوط الحمراء في البلاد.. إدارة شأن نفس البلاد.. وسؤال فرعي.. وهو عن شخصي.. وصحيح أنا لا ينتهي اسمي إلى المهدي أو الميرغني.. ولكني مواطن.. سوداني كامل الأهلية.. والعقل.. وجدي لأبي ترك لي تاريخاً مجيداً.. فقد حصدته مدافع السردار.. شمال أم درمان وهو يتصدى في «ثبات» للجلة والقنابل.. وحتى اليوم لا نعرف له كغيره من الشهداء.. ان كان له قبر أو جمجمة تلعب فيها الريح أسفل جبل كرري.. هل أنا لو نزعت ثياب ألواني.. و«تبت لله والرسول».. وأعلنت أنكم في الإنقاذ من أرسلتكم السماء والعناية الإلهية لإنقاذ السودان.. وأعلنت عبر «آخر لحظة» أني «مؤمن» بالبرنامج والمحاور لحكومة عريضة.. هل يمكن أن أنال شرف معتمد محلية.. نائية في قرى تطمرها الرمال.. وتعوي فيها الريح.. ولا تنبت تربتها شجرة ولا صفقة.. هل يمكن أن تعيني حكومتكم معتمداً ناهيك عن مساعد للسيد رئيس الجمهورية «حتة واحدة».. السؤال الرابع.. للحبيب السيد الصادق.. لماذا لم يعلن حزب الأمة.. عن استقالة أو فصل السيد عبد الرحمن في ذك الحين قبل سنوات وأعلنتموها اليوم؟. سؤال فرعي.. صرح سيادتكم.. بأنكم من منعتم ابنكم المساعد الآن.. من تفجير العاصمة.. ونشكركم على ذلك.. وقد استجاب السيد عبد الرحمن وأطاع أمركم.. إذاً لماذا لم تأمره الآن وتمنعه اليوم من اجتياز عتبات القصر.. وهل تمت نصيحته ولكنه «أبى يسمع كلامكم».. وما زالت ورقة الامتحان حُبلى بالأسئلة.. وما زال الزمن زمن الامتحان طفلاً يحبو.. وما زال المتبقي من الزمن.. ثلاثة أرباعه.. وغداً نواصل المراقبة..