الطريق إلى مشروع سكر النيل الأبيض ليس طويلاً، فالمشروع يقع على بعد 150 كيلومتراً جنوبالخرطوم من أمام مقر الشركة بالطائف، تحركنا العاشرة صباحاً نشكل وفداً إعلامياً شمل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة بدعوة كريمة من إدارة شركة النيل الأبيض للوقوف على آخر الاستعدادات لبداية عملية الإنتاج للمصنع، وفي داخل كل منا سؤال عن الإضافة الحقيقية لهذا المصنع وإمكانية حله لمشكلة وفرة سلعة السكر في السودان وتذبذب أسعاره. البص السياحي لم يستغرق وقتاً طويلاً في الوصول بعد أن وفرت الإدارة قائد موتسكل من إدارة المرور ليتيح لنا فرصة السير حتى خرجنا من ولاية الخرطوم لنكون في حضن الخضرة والنيل الأبيض وندخل إلى المساحات الخضراء المميزة على مد البصر، ويعلن منسق الرحلة بأننا داخل مشروع سكر النيل الأبيض العملاق وعلى مشارف المحطة المائية الأولى «البيارة» التي تمد المشروع بالمياه، حيث حدثنا المهندس التني عن المحطة المزودة بعدد 15 مضخة بطاقة ضخ كلية 65 متراً مكعباً في الثانية وشبكة مصارف تغطي كل المشروع وتعمل على أحدث طرق الري وهي استخدام قنوات الري المقفولة المصنوعة من الأنابيب البلاستيكية ومن ثم تحولنا عبر الطرق المرصوفة نحو مباني المصنع الذي بدا عملاقاً من بعيد، حيث احتوتنا هياكله الحديدية الضخمة ورحابة مدير الشركة المهندس حسن عبد الرحمن ساتي ومكتبه الهندسي بينما العاملون في مهامهم في حركة دؤوبة كالنمل وسط الكتل الحديدية الإنشائية وبعد أن اخذنا عدة السلامة المهنية من خوذات وتحذيرات بدأت جولتنا الإعلامية وسط المصنع العملاق الذي قال عنه المهندس حسن ساتي بأنه من أكبر المصانع في السودان وأفريقيا من حيث احدث التصميمات الهندسية والتقنيات في صناعة السكر، قائلاً إن نسبة الإنجاز بالمشروع بلغت 90% وأن البلاد موعودة بأن يغطي المصنع نسبة 40% من احتياجات السوق المحلي بالإضافة إلى أن المصنع سيوفر الطاقة الكهربائية بحيث ينتج 50% طاقة كهربائية للمصنع و50% للشبكة القومية، وأن المرحلة التجريبية الأولى ستبدأ بإنتاج 150 ألف طن وسيدخل دائرة الإنتاج مطلع يناير المقبل. المهندس يوسف أبوستة تطرق إلى عملية التشغيل في المصنع واعتماد الكفاءات السودانية وعملية الإنتاج من الحقل إلى مرحلة العصر واستخلاص السكر من التقنية الحديثة والاستفادة من التجارب السابقة في صناعة السكر وانعكاس ذلك على أهل الولاية، وإحداث التنمية الاجتماعية بها وإشراكهم في المشروع وتطوير الزراعة من مطرية إلى ري دائم وإحداث النقلة الحضارية.. رجعنا وفي خاطرنا هذا الكم من المعلومات الدقيقة والحماس الوطني ليكون هذا المصنع إضافة حقيقية لصناعة السكر في السودان.