أتاحت لنا الشرطة فرصة .. لا تتكرر بدعوتنا.. لاحتفالها بتكريم السيد رئيس الجمهورية والعنوان للأحتفال قد يبدو روتينياً ومكرراً وربما ماسخاً.. لكن الصباح الندي وزخات الغيث والغمام و«الهرع» وهو السحاب الخفيف سريع الحركة.. ويسمى أيضاً في العامية العفرت.. قال المادح يصف سرعة الجمل الذي سافر به إلى الحج .. «كيف عفرت الصعيد».. «والضحوي» وهي المطر الذي يهطل ساعة الضحى.. والحماس المتدفق من قوات الشرطة بأداراتها وأزيائها المتناسقة وموسيقاها التي «تقوم شعرة الجلد» وخفة دم البرنامج جلعت من صباح الاحتفال مهرجاناً فريداً ورائعاً ورائقاً ومروِّقاً. دخل السيد الرئيس أرض الطابور وهو يرتدي زي الشرطة ولعل هذه أول مرة في تاريخ الشرطة يحمل زيها «رتبة المشير شرطة».. والسيد الرئيس هو القائد الأعلى لقوات الشرطة ومن حقه أن يرتدي زيها المشِّرف والذي تشرًّف بإرتداء المشير له.. وقد أصدر السيد الرئيس قراراته بمنح قوات الشرطة وسام الإنجاز العسكري.. ومنح الفريق أول شرطة هاشم عثمان الحسن المدير العام لقوات الشرطة نجمة الإنجاز.. واللواء شرطة عبدالرحمن حسن عبدالرحمن «حطبة» قائد شرطة الاحتياطي المركزي وسام الجدارة.. ولأن مقر الاحتفال كان في قيادة شرطة الاحتياطي المركزي فان صيحات «بوليس أبو طيره» لقب شرطة الاحتياطي المركزي ورمزه النسر- كانت عالية عند إعلان تكريم قائدهم «حطبه» وهو فعلاً ناشف زي الحطبه مربط ومكرب الجسم يؤدي التحية العسكرية بطريقته الخاصة.. ولا يعرف له أسم منذ دخوله كلية الشرطة إلا «حطبه» وقد قلده السيد الرئيس وسام الجدارة.. وقبله قلد السيد الرئيس الفريق أول شرطة هاشم عثمان نجمة الإنجاز بعدما سلمه وسام الإنجاز العسكري للشرطة السودانية. السيد الرئيس في كلمته أشاد بانجازات الشرطة.. وضرب مثلاً بتامين الانتخابات والذي أعجز كل المتربصين والمتأخرين الذين كانوا يراهنون على فشل الشرطة السودانية في تأمين الانتخابات وبالتالي انهيار الفكرة.. وليس بعيداً عن الأذهان تصريح نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن اليهودي الصهيوني الهوي والهوية والذي تحدث عن الاستفتاء موجهاً كلامه للجنوبيين قائلاً «لا نريد دولة فاشلة أخرى بالمنطقة» وأخرى هذه هي بيت القصيد لأن الحديث عن فشل الدولة السودانية متداول في الأوساط المريبة رد الله كيدهم في نحرهم.. والقمت الشرطة الأعداء حجراً وأكملت تأمين العملية الانتخابية بمهنية عالية بلا ترهيب ولا تخويف.. قال السيد الرئيس إن مئات المراقبين وأرتال الاعلاميين ماجاءوا إلا ليسجلوا الحوادث المميتة والاقتتال وفشل الانتخابات ،حزموا أمتعتهم ورحلوا ولم يفتح الله عليهم بكلمة حق واحدة!! ü وأعلن السيد الرئيس عن عزمه باخلاء السودان من الاسلحة إلا في يد الجيش والشرطة والأمن وقال أبدوا من الخرطوم لا نريد فيها مليشيات ولا حراسة خاصة فالشرطة لكل أهل السودان وواجبها المقدس حماية الأرواح والممتلكات ومنع الجريمة قبل وقوعها.. والشرطة كفيلة بحماية أي شخص مهما كان موقعه ومكانته متى ما كان هناك خطراً يتهدد حياته أو ممتلكاته.. وأشاد السيد الرئيس بدور الشرطة في كشف غموض أي جريمة وضبط مرتكبيها وجمع الأدلة الجنائية وتقديمهم للمحاكمة العادلة.. وفي هذا ثناء واضح للمباحث الجنائية أهنئ نفسي به واللواء عابدين الطاهر وكل منسوبي المباحث والتي تعتبر بلا أدنى شك من أقوى وأقدر الأجهزة الأمنية في بلادنا يزينها تاريخها المجيد وخبرتها الطويلة ومر السيد الرئيس على كل إدارات الشرطة بثنائه المستحق لهم.. ولم ينسى «بوليس أبو طيره البفك الحيره» والذي قدم خمسة وأربعين ضابطاً وتسعمائه صف وجندي شهداء في سبيل الله ثم الوطن.. وليسعد إبراهيم محمود المهندس المهذب وزير الداخلية بثقة السيد الرئيس.. ولينصب الفريق أول شرطة هاشم كل النصب في تنفيذ أوامر السيد الرئيس بإخلاء بلادنا من السلاح إذ لا راحة لمؤمن حتى يلقى الله.. ولتهنأ شرطتنا بهذا التكريم والذي يعني مزيداً من الجهد والتجويد.. وليشقى المخالفون للقانون بشرطة لا يهدأ لها بال حتى تعيد الأمور إلى نصابها. على مائدة الإفطار «الطاعمة» تناولنا وجبة كاربة وكان يجاورني في المقعد «صديقي عبدالله شول» السوداني الأصيل الذي قال لي «الجنوبيين يحبون البشير وهو أبوهم في نظرهم أدونا فرصة معاكم في البشير.. إنفصال بتاع الساعة كم يعني نخلي ليكم الباسطة والسمك والايسكريم ونرجع تاني الغابة.. يا سلام شوفوا غيرها..» وهذا هو المفروض..