لعل البعض يتساءل عن سر خروج الطلاب أثناء فترة تناول وجبة الإفطار خارج أسوار المدرسة، والاستعانة بما هو متاح خارجاً، سواء من البقالة أو الكافتيريا أو حتى المطاعم، ولكن ياترى لماذا هذا التمرد، وداخل حرم أي مدرسة يوجد (بوفيه) هل لقلة الكمية، أم عجز تلك البوفيهات عن توفير السندوتشات لكافة طلاب المدرسة، أم لنوعية ما تقدمه من وجبات أم لأسباب أخرى ياترى؟. طرحنا هذه الأسئلة على أصحاب الشأن فقالوا لنا إن الأسباب كثيرة فمعاً نطالع ما قالوه: جاء على لسان الأستاذ عبد الله أحمد خليفة الأستاذ بمرحلة الأساس أن السبب وراء لجوء طلاب مرحلة الأساس خاصة الصف السابع والثامن لتناول وجبة الفطور خارجاً، هو تواجدهم بالمدرسة حتى الساعة الثانية والثالثة ظهراً، وهو وقت متأخر، كما أنهم كبار في السن، ويحتاجون لأكثر من رغيفة، لذلك نجدهم يأكلون خارج المدرسة نسبة إلى أن حجم الرغيفة (السندوتش) داخل بوفيه المدرسة صغير جداً، ولا يشبع، لذلك فهم يلجأون إلى أكل البوش والفول.. حيث نصيب الطالب الواحد ما بين ثلاث إلى أربع رغيفات.. وأضاف .أ. عبد الله قائلاً: نحن كتربويين لا نقبل تسرب الطلاب خارجاً، وتناولهم وجبة الفطور بالدكاكين، ولكن في نفس الوقت ندين البوفيهات بالمدارس، ونطالب بتحسين الوجبة وزيادتها. فيما يرى الأستاذ النوراني الخبير التربوي.. أن الأسباب ترجع إلى عدم جاذبية المواد، واختفاء عدد كبير من المناشط بالمدارس، كالألعاب والموسيقى، وحصة المكتبة، والمطالعة وغيرها من المواد، التي كانت تجذب الطالب للمدرسة، ويتمنى عدم إنتهاء اليوم الدراسي، وأكد النوراني أن المناهج أصبحت غير شيقة، كما أن قلة تدريب الأساتذة ساهمت بصورة فاعلة، باستنجاد الطلاب بفترة أو فسحة الفطور في الخروج من المدرسة كنوع من كسر الرتابة. وذكر الأستاذ عبد الإله مدير الإدارة العامة للنشاط الطلابي بمحلية الخرطوم، أنهم- كإدارة- لا يأخذون أي أجر من أصحاب البوفيهات بالمدارس، ولكن هناك بعض المدارس تأخذ رسوماً وتوظفها في دعم الطلاب الفقراء بالمدرسة، إلى جانب الاستعانة بهذه الرسوم في دعم وجبة المعلمين، وبعضها تستخدم في تيسير دعم النشاط بالمدرسة، وأضاف قائلاً: نحن فقط نشارك في صيغة العقد الذي تبرمه المدرسة مع أصحاب البوفيه، وذلك على أن تكون الوجبة بمواصفات صحية.. وقال من الوجبات التي تقدم (فول- طعمية- طحنية- بوش) مؤكداً أنهم لا يسمحون لأي بوفيه داخل حرم المدرسة أن يكون لديه شباك مطل على الشارع، كما أن هناك مشرف صحة، ومشرف نشاط طلابي في كل مدرسة. وهاجم عبد الإله الباعة الذين يبيعون حول وأمام المدارس، وتأسف قائلاً: هؤلاء ليس لدينا عليهم كنترول، وهذه مسألة أرهقتنا جداً، ولكن النظام العام وصحة البيئة بالمحلية تقوم بعمل (كشات) من حين لآخر.. وأكد عبد الإله أن جميع البوفيهات الموجودة بالمدارس تتبع لإدارة النشاط الطلابي.