قتل د. خليل إبراهيم بعد تصاعد الاشتباكات خلال اليومين الماضيين بين القوات المسلحة وحركة العدل والمساواة بولاية شمال كردفان محلية (ود بندة) بعد محاصرة الحركة بالمنطقة، حين هددت الحركة في الأسبوع الماضي بأنّها ستهاجم الخرطوم مثلما فعلت في مايو 2008م وقالت: قواتنا تحركت من دارفور باتجاه الشرق ووصلت قرب مدينة النهود في شمال كردفان في طريقها للعاصمة الخرطوم، وتجدد الهجوم صباح أمس الأول على مناطق «الزرنخ وود بحر» الواقعة بمحلية ود بندة إلا أن المفاجأة كانت بإعلان القوات المسلحة فجر أمس مقتل د. خليل إبراهيم على يد قواتها... كيف تنظر فعاليات وقيادات دارفور إلى مقتل د. خليل؟!! وماهو مستقبل الحركة بعد وفاة قائدها!؟ أشاد دكتور عبد الحميد موسى كاشا والي جنوب دارفور بالدور الذي قامت به القوات المسلحة وقال إن القوات المسلحة ستصد أي هجوم أو عدوان يروع المواطنين سواء كان من حركة العدل والمساواة أو غيرها، وأكد كاشا أن مقتل خليل دليل على نجاح ومثابرة القوات المسلحة وأن الحكومة اجتهدت وقدمت عدة دعوات لدكتور خليل بالجلوس للتفاوض والخضوع للسلام إلا أنه تغطرس بالرغم من رغبة كل أهل دارفور الذين عانوا من الحرب والدمار والنزوح والتشرد، لكن النظام الليبي كان الداعم الأساسي للحركة وبانهياره أصبحت الحركة مكشوفة (الظهر) كما أن مستقبلها مظلم وأنها انتهت وليس لها مستقبل سياسي أو عسكري، وقال كاشا من جانبنا نقف ونساند كل من أراد السلام من الحركات الرافضة ومن يأبى سنواجهه بكل إمكانياتنا لحماية أرضنا ومواطنيها. وأكد الأستاذ أحمد فضل الناطق الرسمي باسم التحرير والعدالة أن همهم الوحيد هو السلام في دارفور وأن نبأ مقتل د. خليل أعلنته القوات المسلحة لكن دون أدلة. وقال فضل نجدد دعوتنا للحركات الرافضة بأن يلحقوا باتفاق الدوحة لأن هذه رغبة أهل دارفور، وأنه من السابق لآوانه التحدث عن مستقبل حركة العدل والمساواة، لكن كما ذكرت فإن السلام هو الأهم وإن أي نزاع مسلح لابد أن ينتهي والحرب ليس بها رابح، والمطلوب إرادة سياسية قوية تدفع إلى طاولة المفاوضات. وقال القائد مبارك حامد دربين الأمين العام للسلطة الانتقالية لدارفور إن مقتل خليل بداية لانهيار اتفاق كاودا وفي نفس الوقت بداية لتعزيز الأمن في دارفور وأؤكد أن خيار السلام هو الوحيد وأن التركيز في المرحلة القادمة على القيادات العسكرية الموجودة بتوفيق أوضاعها حتى تكون قبلة لأبناء دارفور وعلى الحكومة أن تقود الحوار الجاد مع القيادات العسكرية التابعة للعدل والمساواة، وأكد دربين أن نهاية خليل تعني نهاية بقية الحركات غير الموقعة على اتفاق الدوحة. وقال محمد عبد الله ود أبوك نائب رئيس كتلة نواب دارفور سابقاً إن مقتل د. خليل يعتبر ضربة كبيرة للعدل والمساواة، لأنها فقدت الملاذ الآمن وهو ليبيا، والحقيقة التي كان يعلمها د. خليل أن وجوده في دارفور غير آمن ولن يستطيع الرجوع إلى الوراء لأن المخاطر تهدده، وأشار ود أبوك الى أن خروج خليل كان محاولة لدخول الجنوب وليس الخرطوم كما أدعى، بدليل المعارك التي دارت أخيراً وعدم أهمية هذه المناطق، إذا أراد دخول الخرطوم كان سيختار مناطق أخرى. وأكد ود أبوك أن موت خليل سيكون له انعكاس على الحركة في قوتها وتماسكها، وستمر الحركة بمرحلة صعبة وخطيرة، في المرحلة المقبلة للحركة خيارات إما أن تتشتت وتنتهي وإما أن تعيد وترتب أوضاعها باختيار قيادة بديلة، لأن بالحركة قيادات وكوادر تتميز بكفاءة أكثر من خليل. وفي تقديري أن حركة العدل والمساواة هي الأكثر في الترتيب والتنظيم بخلاف الحركات الأخرى ولا أتوقع أن تموت لمجرد موت قائدها. وقال د. يوسف بخيت حاكم دارفور السابق وخبير الأممالمتحدة في الشؤون الإنسانية والحركات المسلحة إننا نترحم على د. خليل إذا تم موته وإن هذا ثمن النضال. ود. خليل لم ينتبه لاجتماع الولاة الخمسة الذي كان الهدف منه محاصرته، وفي تقديري أن الحكومة قدمت لخليل فرصاً كثيرة ليلحق إلا أنه رفض وبموته «ستهبط» الحركة ولن تكون بنفس القوة والمستوى، الآن يجب على حركة العدل والمساواة أن تتعظ مما حدث، أما بالنسبة لمستقبل الحركة أرى أن أخاه جبريل إبراهيم جيّد لكن لن يكون مثل د. خليل في القيادة لذلك على الحركة أن تجتهد وتتعاون مع الحكومة في تفاوض جاد، وعلى الحكومة أن تهدأ وأن تبحث عن التوافق القومي من أجل مصلحة الإقليم. وقال الأستاذ عبد الله آدم خاطر الخبير الإعلامي أحد أبناء دارفور إن حركة العدل والمساواة لم تؤكد مقتل قائدها حتى الآن وما نسمعه إفادات من الطرف الحكومي وهذا يدعو إلى القول إنه ستكون هناك مشاكل تواجه المؤتمر الوطني إذا لم تعترف حركة العدل رسمياً بمقتل خليل، وبالتأكيد أن مستقبل الحركة إما أن تتشتت وهذا خطير أو أن تتحمل إعادة تنظيمها، وعلى المؤتمر الوطني أن لا ينظر إلى مقتل خليل على أنه انتصار للوطن لأن البديل يمكن أن يسبب فوضى عارمة تصل إلى الخرطوم.