أصاب بحالة من الارتباك الجميل حينما تفيض مشاعري بتقاسيم اغنية «عز المزار » لمصطفى سيد احمد ، لي مع هذه الاغنية ذكريات ملونة مثل زهرة طازجة ما زالت مرمية على عتبة القلب ، حينما يريد صاحبكم العبد لله استعادة ذكرياته يلجأ إلى هذه الاغنية ، يتنفس من خلالها عبق الايام ، يسافر مع بحة الصوت الآسر ، يرسم صور لاماكن الذكرى ، اماكن الله اعلم اين اصبحت في فورة الزمن وبنايات الاسفلت ؟ ، الاغاني مرتبطة بالذكريات ومن خلالها يستعيد الانسان وهج الايام الهاربة من العمر ، في واحدة من تسجيلات هذه الاغنية بمصاحبة العود فقط ، يتجلى سيد الغناء مصطفى سيد احمد يرحمه الله ويشهق لحد حدود البكاء ويزعزع المشاعر ويسبب الارتباك الجميل ، يمارس الحزن الجميل ويعصر سلاف رمانة القلب في كوب من الاثير ، اذكر في مرة كان الوقت ذات شتاء ساحلي ناعم ، لا برد ولا يحزنون ، ثمة موجة من الطراوة تعتريك كمسافر على صهوة الغيم ، كنت خارجا من دوام العمل في مهنة المتاعب وافكر في كيفية قضاء عطلة نهاية الاسبوع مع اسرتي ، ادرات مفتاح السيارة وفي لحظات تسلل الصوت الآسر وهو يغسل الوجدان بالمزار ، اداء في بعض المقاطع لايمتلك معها الانسان سوى البكاء ، ومع الطقس الناعم وتقاسيم العود ودفقات الشجن ، اخذت صاحبكم الهاشمية واستبدت به تفاصيل الطرب الحزين ، غير ان خبطات زول سوداني على زجاج العربية نصف المفتوح ايقظتني من التهويمات ، في البداية اعتقدت ان الزول يريد الاستفسار عن صندوق رسائل الاجابات لمسابقة عكاظ المليونية فحاولت ارشاد صاحبنا الى موقع الصندوق ، غير ان الرجل وقف في محله يشاركني في جلسة الطرب الحزين وهو يردد مع المغني «وبقيت أعاين في الوجوه » ، « ما نحنا بينا الامنيات والتضحيه » ، الرجل بعد انتهاء الاغنية سألني ان كنت أعرف شاعرها ، قلت له لا أعرفه ، سألته عن دواعي معرفته بصاحبنا الشاعر التعيس ، فقال بعفوية انه مدمن على تصفح المواقع الإلكترونية ولديه تسجيلات كثيرة للاغنية بالموسيقى والعود ، وحاول من خلال هذه المواقع معرفة اسم شاعرها لكن في كل مرة يجد اسما مغايرا ، ما علينا المهم من يزور المواقع السودانية على شبكة الانترنت يطالع العجب العجاب ، الكثير من المتصفحين نعم المتصفحين ، يجيرون نصوصاً أصحابها أحياء يرزقون لصالحهم وتهطل عليهم عبارات الاعجاب والاطراء ، من الهتيفة وأنصاف المعجبين ، للأسف قد تجد ثمة نصوص دخلت في سياق الحراك الغنائي ويكتبها بعض رواد المواقع الأكترونية وتهطل عليهم عبارات « يا سلام كتبتها كيف دي » الله يخرب عقول شياطين أهاليكم يا ولاد الأبالسه ، عفوا .. من يريد ان يري العجب العجاب يبحر قليلا أقول قليلا في المواقع السودانية أقول قليلا حتى لا يصاب بوجع القلب .الشيء المؤسف انه لا يوجد قانون بحق وحقيق لتجريم قراصنة المواقع الالكترونية ، العالم اصبح قرية كونية صغيرة والامور جايطه ، وسلمولي على مزار وآآآآآآآآآآآه يا مزار .