قبل عدة سنوات وقف صاحبكم العبد لله في تضاريس شارع الشانزليزيه ليلة رأس السنةمع بعض أصدقائه كنا في تلك اللحظات نمسح ببصرنا مئات الالوف من البشر وهم يهنئون بعضهم بحلول السنة الجديدة ، المعايدة الباريسية ليست بالمصافحة وإنما بالقبلات فكل من يدخل في خضم الشانزليزيه ليلة رأس السنه يمكنه ان يقبل أي شخص يجده امامه ، طبعا لم ندخل في ذلك الغمار لان مسالة القبلات من أمرأة حسناء أوشخص لا نعرفة حكاية بالنسبة لنا من سابع المستحيلات وقفنا نتفرج في ذلك السيناريو حتى مطلع الفجر ومغادرة الحشود الشانزليزيه وهي تترنح من فرط الابتهاج ، استعدت مشاهد وطرقعة القبلات في صاحبنا القديم الشانزليزيه والعام الميلادي الجديد يقدم اوراقه الرسمية ، هنا سؤال مغسول بماء التوجس عما اذا كانت السنة الجديدة ستكون مغسولة بالقبلات ، قبلات على جبين الوطن وترابه أم أن ايامه ستمضي مليئة بركام الحزن وفي نهاية المطاف نجد انفسنا نحرث في البحر وان كافة الروزنامات فارغة ، حسنا في الماضي كان واحدا من اصدقاء الزمن الجميل يلقي في مسامعي مع اطلالة كل رأس سنه بيتا من الشعر لم اعد اذكره لان ذاكرة صاحبكم اصبحت مثل غربال الزمن ، في الراهن يمضي هذا الرجل أيامه بعيدا في مجاهل الغربة ، وحيدا مغسولا بالبرد والمطر ، أأأأأأيه تحاول أن توقف خيولك تحت شرفات مضيئة وتستدعى من اقاصى الزمن نتفاً من الماضي ولى زمآآآآن , يخذلك الزمن وربما يخرج لك لسانه فتمضي في رحلة التوهان باحثا عن قمر يغسل صباحاتك الهاربة ، فمنذ ان سكنتك جرثومة السفر وانت ، هارب في بستان آخر ، تدرك تماما انك ادمنت الغربة وتفاصيل حياة ناعمة ولكنها معلبة ، حياة تبحث فيها عن وجهك القديم دون جدوى ، تتذكر القرى المنسية في البر الشمالي هناك حيث تركت ارث العمر وسرقتك الاضواء والطموحات ، تتذكر في لحظات الصفاء والعام الميلادي الجديدقدم أوراقه وركل عام مضى ملامح منزل قديم في أحدأحياء الخرطوم ، كانت احتفالاتنا برأس السنة في ذلك المنزل برسم العفوية ، اذكر من رفاق الامس ابناء عمومتي عبد الله دار كجوك وفريد وعصمت كجوك وحمد السيد وعابدين علوب وصلاح توري وعلى يوسف كجوك وباكر محمد خير كجوك والراحلين يحى عبد الحميدعمركجوكوصلاح كجوك ، تستعيد مشاهد هربت من نفاج العمر فالجميع تفرقت بهم السبل و أدمنوا الغربة وأصبح الهاتف وسيلة وحيةللقاء ء وتقديم التهاني في المناسبات كل عام والوطن بخيرمن وين يجي الخير من وين يا وطن .