أصبحت أزمة المواصلات في ولاية الخرطوم تمثل شبحاً يتخوف منه المواطنون، حيث يشكون يومياً انعدام وسائل نقل المواطنين، خاصة في المواقف والمحطات الرئيسية، وأن الأزمة تتفاقم يوماً بعد آخر، رغم ولاية الخرطوم وضعت العديد من الحلول لمعالجة تلك الأزمة، وتخفيف التكدس في الكباري والشوارع، واتجهت حكومة الخرطوم لعقد المؤتمرات واللقاءات لتحديد المسارات والخطوط والشوارع، وتعديل اتجاهات بعض منها. وفي هذا الإطار دشنت الولاية (530) بصاً جديداً بحضور نائب رئيس الجمهورية د. الحاج آدم يوسف، ووالي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر، وعدد من الوزراء والمعتمدين، ومدير شركة المواصلات العامة د. علي الخضر، الذي تم نقله بعد إنشاء إدارة خاصة بالنقل والمرور للإستعانة به في ترتيب حركة أسطول شركة المواصلات العامة، في إطار جهوده لحل ضائقة المواصلات، والتوسع في إدخال سعات النقل الكبيرة.. وكشف والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر- بميدان الخليفة- عن ثلاث هدايا للشعب.. الأولى تمليك أصحاب الحافلات 176 بصاً، بحيث يتم سدادها على مدى 4 سنوات، وسيدفع كل من يملك بصاً 10% كمقدم، وهذه النسبة يدفع ثلثها نقداً، وستساهم الولاية بالثلث الثاني، والثلث الأخير سيتم سداده على مدى عام كامل، مؤكداً توسع الولاية في البصات حتى يتخلى أصحاب السيارة من سيارتهم ويستغلون البصات، وبالتالي يحدث تخفيف للزحام المروري، أسوة بالكثيرمن العواصم العالمية.. أما الهدية الثانية هي عدم محاربة أصحاب الحافلات في رزقهم بحل المعوقات التي تواجههم، وترخيص كل السيارات العاملة بالولاية خلال شهر يناير الجاري، والانتقال تدريجياً إلى سعات النقل الكبيرة، لتوفير خدمة مريحة ومتخصصة.. والهدية الثالثة كانت نقل المواطنين في اليوم الأول من الاستقلال مجاناً، ورغم هذا الإعلان خلت المواقف والشوارع تقريباً من البصات.. وفي السياق قطع د.على الخضر مدير شركة المواصلات بأن الأزمة، لها آثار سياسية واقتصادية وإجتماعية.. مشيراً إلى الخدمات المتطورة التي تصاحب البصات، وهناك أنظمة تتبع حركتها عبر الأقمار الصناعية، مؤكداً أن أكبر مشكلة يسعون لحلها هي انضباط حركة البصات في مواعيد محددة، وسيتم هذا العام إنشاء الف مظلة كمحطات للبصات، بالاتفاق مع وزارة التخطيط العمراني.. وقال: إن الشركة نقلت في العام الماضي 24.915.201 مواطن، وتخطط الشركة هذا العام لنقل 200 مليون مواطن، حيث يصل أطولها إلى الف بص، من ماركات عالمية متنوعة، منها ماركة (يوتونق- وتاتا- ومارسيدس- وداوو)، وأن عدد الخطوط التي ستعمل بها البصات سيرتفع من 48 خطاً إلى 84 خطاً.. مشيراً لوصول المزيد من اسطول البصات التي في طريقها إلى الخرطوم، وأخرى في البحر في طريقها إلى مدينة بورتسودان، بجانب تقديم بطاقة ترحيل للطلاب، والتي عددها 1264 بطاقة في كل الخطوط والأوقات، وفي استطلاع (آخر لحظة) للمواطنين، وجهت الطالبة بإحدى الجامعات (سوسن) إتهاماً لأصحاب الحافلات.. وقالت: إن الأزمة متكررة، وأن أصحاب الحافلات دائماً يدخلون الموقف ويتعمدون تحويل خطوط حافلاتهم، فيما أكد أحد الموظفين- وفضل عدم ذكر اسمه- صعوبة التنقل في الصباح والمساء، رغم تدشين الولاية في كل فترة لعدد من البصات، وانعدام الرقابة على أصحاب الحافلات، وخلت مواقف المواصلات العامة في جاكسون والإستاد- أمس الأول- من أي مواصلات، مما جعل المواطنين يعودون إلى منازلهم على أرجلهم، والبعض في انتظار المواصلات حتى منتصف الليل، وكانت وزارة المياه والبنى التحتية ممثلة في هيئة الطرق والجسور ومصارف المياه والنقل، قد أعدت تقريراً ودارسات فنية، لمعالجة مواقف النقل العام والمرور.. وذلك لاجراء دراسة تقيمية لموقف كركر، واقتراح البدائل، ووضع تصور وترتيبات لإدارة النقل لإحكام السيطرة والرقابة على خطوط النقل العام.