هموم ومعاناة المعاشيين من اكثر القضايا التي أثير الجدل حولها خاصة وأن المعاشي يتقاضى معاشاً لا يتجاوز ال(250) جنيه بالكاد تسد رمقه ولا تساوي جزءاً يسيراً من عطائه الممتد والذي استفادت منه أجيال وراء أجيال.. هل يعقل أن يتقاضى المعاشي هذا الأجر الزهيد والذي لا يغطي حركة المواصلات جيئة وذهاباً، والذي لا يتعدى مصروفات علاجه. شكاوي كثيرة وصلت الى مقر الصحيفة من المعاناة التي يجدونها اثناء استلامهم لمعاشهم خاصة وان منهم عجزة لا يستطيعون الانتظار في الصفوف إضافة إلى معاناة كثير منهم من أمراض مزمنة يصعب فيها الانتظار في أجواء السخانة والبرودة. رصدت «آخر لحظة» معاناة المعاشيين وحملت همومهم إلى اهل الاختصاص فماذا قالوا.. يروي المعاشي محمد حسن معاناته ل(آخر لحظة) قائلاً.. أنا كنت عامل في هيئة المياه لمدة 25 عاماً واستحقاقي المعاشي 185ج واسكن السلمة وعشان أصل الصندوق استأجر «تاكسي» ب25ج واسرتي كبيرة واولادي في الجامعات والمدارس ولا اجد من يساعدني فبربكم هل هذا المعاش يكفي كل ذلك بالاضافة الى الصرف اليومي واضاف بالرغم من توجيهات الرئيس بزيادة الحد الادنى للمعاش ولكن لا حياة لمن تنادي.. مناشداً الرئيس بالنظر بتمعن في أمر المعاش. ومازال مسلسل معاناة المعاشيين مستمرة بعدها دلفنا بالحديث مع الحاجة سيدة التي طرحت علينا سؤالاً قبل ان نسألها قائلة «إنتي شايفة 190ج تكفي ليوم واحد بعدما اشيل منها 15 أو 20ج مواصلات.. انا شايفة حلة ملاح ليوم واحد ما تشدها، مع المعيشة البقت غالية دي يكون استحقاقي 190ج وانا عملت بمدرسة اكثر من 30 سنة». أما المعاشي محمد بشير الذي ابتدر حديثه قائلاً: كنت أعمل مدير عام الهيئة النقابية بالسكة حديد وانا شايف المعاش ليس مواكباً ولا يغطي تكاليف المعيشة والسكن والعلاج واضاف عشان نستخرج المعاش نواجه كمية من المعاناة منها صعوبة الاستخراج وسوء الإدارات إضافة إلى مشاكل الاستقطاعات.. مناشداً الدولة بزيادة المعاش. أما المواطن «ف.ه» قال ان معاشي منذ عشرة سنوات ومعاشي لا يسمن ولا يغني من جوع ولا يكفي ثمن ادوية الضغط والسكري بل لو اصبت بملاريا لن استطيع علاج نفسي ناهيك عن المواصلات والأكل وديون الدكان.. مضيفاً حاولت الحصول على ركشة مقابل المعاش إلا أن الماعندو ضهر ينضرب على بطنو» ولعدم الواسطة حتى في المعاش تعبت وتركت الامر لله بعد ذلك. الحاجة سمية التي تبدو عليها مظاهر الشيخوخة أتت إلى الصندوق وهي تمشي على عصا وعندما سألتها من اين جئت اجابتني من الحاج يوسف وياريت بعد ده المعاش فيهو عمار كلو 200ج رايحة مواصلات وما بكفي الايتام في البيت في الاكل والشراب ولبس والدولة مازادت لينا المعاش والمعيشة بقت صعبة والكلام بقى ما بجيب فايدة مع الدولة بس نشيلو ونسكت نعمل شنو. أخذنا هموم ومعاناة المعاشيين وطرحناها على منضدة الامين العام للمعاشيين تاج السر شكر الله الذي اقر بوجود معاناة لدى المعاشيين الا انه تعهد بوضع كافة الحلول التي تعترض هموم المعاشي منها زيادة المعاش إلى 300ج بدلاً عن 250ج بالاضافة الى انشاء عدد من المنافذ في مناطق الخرطومجنوب والازهري والشجرة وقال إن الزيادة جاءت لشعورنا بأن هناك شريحة من المعاشيين تأخذ استحقاقاً معاشياً مخجل .. كاشفاً عن اتفاق الصندوق مع شركة «سودابست» لتوصيل المعاشات الشهرية للمقعدين الذين لا يستطيعون الذهاب الى منافذ الصرف مشيراً إلى طرح الصندوق عدد من المشاريع الاستثمارية على المحليات وبنك الاسرة الذي وعد بتمويلها واضاف نحن نرحب بأي معاشي لديه أفكار استثمارية وسنقوم بتنفيذها .