ü نحن نعيش عصر التغيير.. كل شيء يتحول وهذه سنة الله في الكون.. الحراك يطال كل شيء عدا الخطاب السياسي الحاكم.. اتأمل دائماً خطاب النخبة.. لا زالت تتسيد كلماتهم عبارات مثل «المؤامرة» و«الاستهداف» و«العدو الخارجي» وسرقة الثروات والمقدرات.. صحيح أن جزءاً من هذا الكلام صحيح!!.. وأن العالم ليس على قلب رجل واحد ولكن إلى متى الاستغراق في هذه الحالة «الوجدانية» من إلقاء اللوم على الآخر!! عالم اليوم تغير وقائم على لغة وآليات غير التي يستخدمها خطاب النخبة السياسية الحاكمة للتأثير على الرأي العام سواء كان محلياً أو عالمياً! هي «دقة» قديمة أن تعلق الأخطاء كل يوم على شماعة «المؤامرة» والمجتمع الدولي والعدو الغامض الذي لا يراه أحد.. هي «دقة» قديمة لن تقنع أحداً وغير قابلة للتصديق بالمرة!! أنا شخصياً لا أرى سبباً وجيهاً يجعلني أضع كل البيض في سلة المؤامرة الخارجية.. وأنها وراء كل هذه البلاوي المحبطة والمحدقة بالبلد.. «ما هو السبب الظاهري الذي يجعل الأعداء يكيلون المؤامرات تلو المؤامرات.. والدسائس وراء الدسائس؟».. لا يوجد سبب واحد ومنطقي.. إذن ما هو المطلوب في مثل هذه الحالة من هذه النخب؟.. المطلوب دراسة وتحليل كل خطابات النخب العربية التي تهاوت وسقطت تحت رياح ثورات الربيع العربي الداوية والكاسحة!! كانوا كلهم يتحدثون عن المؤامرة الخارجية والأعداء والاستهداف!!.. الغريب في الأمر إن ذات النهج في الخطابة يشبه طريقة النخب الاسرائيلية الحاكمة. هناك يتحدثون عن استهداف خارجي قادم من المحيط العربي الخارجي. لكنه لا يكتفون بالكلام بل يستعدون لهذا الاستهداف بنظام حكم ديمقراطي يضع الجميع تحت سطوة القانون والعدالة. اذن المؤامرة الحقيقية تكمن في غياب نظام الحكم الرشيد القائم على التداول السلمي للسلطة.. وأن من حق الناس أن يحاكوا أنفسهم بلا وصاية أو «أبوية».. أو ديكتاتورية من أي نوع! المؤامرة على أي وطن وشعب هي أن يمارس حكامه الظلم على شعوبهم.. وأن يغضوا الطرف عن قصص وحكايات الفساد وأكل أموال الناس بالباطل وإفقارهم بقصد وبدون قصد!! نعم هناك مؤامرات خارجية لكنها ليست أكبر حجماً وتدميراً من مؤامرات الداخل.. إنها «السوس» في الخشب!