- قبل أيام في برنامج قناة النيل الأزرق التفاعلي الصباحي قالت متداخلة للمذيع محمد محمود أنت تشبه ولدي لذلك أعجب بك.. فما كان منه إلا أن قال: إعتبريني ولدك.. وأمس الأول قالت متداخلة للمذيعة إسراء أنا معجبة بك وبجمالك دايرة أخطبك لي ولدي.. فلم تقل شيئاً وغمرها الحياء.. - البرامج المباشرة أصبحت ضرورة بسبب تفاعلها مع الجمهور والناس يتابعونها.. لكن تحتاج إلى مقدم قادر على التصرف وتوقع المواقف المحرجة.. لذلك تحتاج الأفكار المطروحة للنقاش إلى إحكام.. وتحتاج المداخلات إلى تنسيق بحيث يستشف المنسق قدرات المتحدث ووجاهة موضوعه حتى يسمح له بالتداخل.. وبعض البرامج تلجأ إلى (الفبركة) بتجهيز المتداخلين لاتقاء الحرج. - الموقفان الفائتان ليس فيهما ما يخدش الحياء.. وقد تبدو المداخلة ظريفة وإنسانية.. لكن المشكلة أن تشجع هذه الجرأة (ورفع الكلفة) من قبل المتداخلين.. فتكون النتيجة كارثية أو يخرج إلى الهواء ما لا يستحب.. وطبعاً لا يمكن تصحيحه أو مونتاجه.. فلابد من سمات وصفات للمذيع أو المذيعة التي يوكل إليها تقديم البرنامج. بالعودة إلى المتداخلة الأولى التي يشبه المذيع ابنها تدل على سيكلوجية الإنسان السوداني وتعاطفه مع من يشبه أحد أحبائه.. وهذا يحتاج إلى وقفة.. فليس المهم التطابق الشكلي مع من نحب للإعجاب به دون النظر إلى سلوكه وبيئته وبقية العوامل المهمة فى محبة الآخرين أو الإعجاب بهم.. لكن درجنا على مثل هذه المشاعر العاطفية كأن تقول: ده من شكلو ارتحت ليهو.. والعكس أيضاً ده من شكلو ما ارتحت ليهو.. وهى قرارات لم تنبنِ على واقع وفيها ظلم.. فالشكل ليس مقياساً.. بل المضمون.. ذكرني هذا بالقدماء الذين كانوا يصنعون سمات وملامح فيزيائية للمجرمين حتى تطور علم الإجرام وأثبت أنه رب وجه كصافي النمير تشابه حامله والنمر.. وأذكر أن ضبط شاب آخر ينشله فأمسك به لاقتياده للشرطة.. وكان شكل النشال أكثر أناقة من المنشول.. فجاء مواطن (متشبر) وما كان منه إلا أن صفع المنشول قائلاً: انتو بيجيبوكم من وين يا حرامية.. ولما أوضحوا له أن الناشل هو الآخر هم بصفعه قائلاً: عاملين فيها أولاد ناس ونشالين!! أما الأم التي أعجبت بالمذيعة وأرادت أن تخطبها لابنها.. فتشير إلى أن الأسر ما زالت تخطب لأولادها وبالتالي بناتها.. وهذا لا يستقيم مع روح العصر.. فينبغي أن يختار الشاب زوجته والشابة زوجها.. فيمكن لأسباب مزاجية أن لا يعجب الابن ما أعجب الأب.. ولا يعجب الابنة ما يعجب الأم.. وقد قدمت قناة الجزيرة في اليومين الفائتين حلقة على الهواء مباشرة عن احتمال قيام ربيع عربي سوداني.. وكعادة فيصل قاسم في برنامجه الاتجاه المعاكس يعمل المديدة حرقتني ليسخن الحلقة.. وقد تشاتم الضيفان في موضوعات شخصية.. اتهم (سوار) (علي محمود) بالعمالة لأمريكا الذي بدوره اتهم سوار بأنه باع قضيته بتحوله من شعبي إلى وطني.. لكن السؤال هل كانت الحلقة مثيرة وجديدة.. ما قاله علي محمود لم يعد مثيراً فهو يكتب في الصحف السودانية والحلقة بنفس الضيوف بذات الكلام كان يمكن أن يقدمها الطاهر حسن التوم في برامجه الحوارية بقناة النيل الأزرق.. لم يقل المعارض علي محمود ما يدهش المتابع السوداني.. فما قاله يقوله الترابي والصادق والبوشي بأكثر حدة.. ولم نخرج بشيء من الموضوع.. ولم تستحق الحلقة هذا الاهتمام.. وقد أثبت الأستاذ علي محمود فعلاً (إنو عايش بره السودان).. فالمعلومات التي قالها قديمة.. ولم يتحدث عن المعاصر من الأشياء.. ولو حسب أن كلامه هذا سيسقط الحكومة لكانت أسقطتها الأعمدة والحوارات الصحفية مع رموز المعارضة بالداخل.. كان الأستاذ علي محمود مثل شيوعي قام بالليل وكتب على الحوائط: عاش نضال الحزب الشيوعي وتسقط الحكومة.. فهل يقرأه أحد. على الهواء مباشرة خدمة فضاحة!