مولد المصطفى أتى من جديد فزها النور في جبين الوجود وكسا الكون حلة من ضياء عبقري كما الصباح الجديد وهفت للربى طيور البوادي صادحات على عتي النجود شاقها السمح من رؤاك فغنت في مغانيك ألف معنى فريد تحل بنا هذه الأيام ذكرى مولد النور الكامل سيدنا وحبيبنا محمد عليه أزكى الصلاة وأتم التسليم، فتزدان أركان الوجود بالنور والضياء، ويسترجع العالم عبر قرون طوال إشراقات وملامح السيرة العطرة للرسالة الخالدة التي بشر بها الحبيب فغيرت من معالم تاريخ الإنسانية إلى آفاق أسمح وأرحب، وانتقلت بالإنسان إلى نواميس وآداب ونظم وأحكام وشرائع، انتقلت به من أحوال ومراحل إلى سدة عوالم سامية لم يكن بالغها إلا بنور الإسلام.. ولا سبيل له إلى ولوج آفاق المستقبل إلا عن هذا الطريق.. طريق محمد.. ولن تتقدم البشرية إلا إذا تمسكت بما جاء به في سنته القولية والعملية.. وما بلغه من رسالة بين دفتي كتاب مجيد.. وصدق الصادق المصدوق إذ يقول: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً كتاب الله وسنتي). فالذين يسيرون على المحجة البيضاء بالغون هذه الرسالة- والذين ينهون النفس عن الهوى بالغون هذه الرسالة. أما الذين لا يؤمنون بالله أساساً، ولا يحسبون حساب لقائه، وتغفل أعينهم عن أنه مطلع عليهم آناء الليل وأطراف النهار، فلهم أن يفعلوا ما يشاءون ولكنهم سيدفعون الحساب عسيراً، فمتاع قليل وإلى حين ولسوف توفى كل نفس ما فعلت، فالسعيد السعيد من ثقلت موازينه، اللهم اجعلنا من الذين أحسنوا والذين أنابوا، والذين يخشون ربهم بالغيب ولهم مغفرة وأجر كبير. ü وفي هذه الأيام ونحن نحتفل بذكرى ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم، علينا أن ندرك أن الإسلام أحوج ما يكون لجهود أبنائه لتنقية ثوبه من الشوائب التي ألحقها بعضهم بديباجته الناصعة، من الذين يوغلون بالغرض والهوى في نبعه الرائق بحب الدنيا والمال والسلطان والقناطير المقنطرة، فيعكرون صفو المنبع، ويلصقون بالمسيرة القاصدة ما ليس فيها، ويتخذون النهج سُلَّماً إلى أغراض زائلة، كل هؤلاء سوف تكنسهم مزبلة التاريخ ويبقى الإسلام قوياً كما كان، وتبقى الرسالة الخالدة ناصعة وضاءة: (والله متم نوره ولو كره الكافرون) صدق الله العظيم. ü وبعد، يا له من شرف عظيم أن أحييك يا حبيبي يا رسول الله في ذكراك فأقول: يا نبي السلام هذا نشيدي محض حب على بحور النشيد وغنائي إليك شوق فؤاد هام حباً على بحور القصيد تتغنى الأكوان أحلى لحون يوم عيد المدثر المحمود أنت نور وعيدك السمح نور يملأ الكون بالسنا والسعود