غاب بالأمس عن دنيانا أخ صديق ودود عزيز، غاب وغيبه الموت في قاهرة المعز التي غادر إليها قبل أيام قليلة مستشفياً من المرض اللعين الذي ألم به وأخذ يفتك به فتكاً سريعاً لم يوقفه علاج أو دواء أو مشرط «جرّاح».. مات محمد عبد المطلب خالد منصور، صديق العمر والطفولة وسنوات الدراسة، مات من حمل كل صفات أهله ملوك العبدلاب، إلى لدن المك ناصر والمك عجيب.. مات من كان أتقانا وأنقانا والذي ما كان هناك خير إلا كان هو أمامنا وإمامنا.. لا نعرف من نعزي..؟.. هل نعزي أبناءه وبناته وزوجته، وأهله وأشقاءه وشقيقاته وجيرانه.. أم نعزي أنفسنا..؟.. لا نملك إلا أن نقول ما قالت به السيدة أم سلمة رضى الله عنها عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، إذ قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمر الله: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيراً منها.. إلا أخلف الله له خيراً منها.. مات الأخ الكريم والصديق الحميم، وغادر دنيانا بعد معركة خاسرة وطويلة ومؤلمة مع المرض، نسأل الله أن تكون كفارة ذنب ومدخلاً لرحمة الله الواسعة وجنته التي عرضها السموات والأرض.. غادر محمد عبد المطلب خالد منصور، دنيانا، وغادرت معه الضحكة والابتسامة وغاب ذلك الصوت الذاكر وانطلقت الروح الشفيفة إلى رحمة الله الذي نسأله عابدين خانعين طائعين أن يقيه فتنة القبر وعذاب النار.. اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله، وأغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراًخيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار. ونسأل الله أن يتقبل من كل الذين ساندوه ووقفوا إلى جانبه أيام محنته الصعبة، مجموعة أصدقائه وأصحابه وجيرانه، والبروفيسور عبد الباقي كرار، والبروفيسور حسن عبد الكريم وأسرة مدينة البراحة الطبية، والدكتور أنيل كومار وأسرة مستشفى أم درمان والمستر علاء الدين يس وأسرة مستشفى الصداقة الصيني بأم درمان وأسرة الجناح الخاص. ولا نملك ختاماً إلا أن نقول ما يرضي الله: إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا لفراقك يا صديق العمر لمحزونون.