التقيت صدفة بطبيب شاب على وشك التخرج ، الدكتور حديث العهد قال أنه يخطط للتخصص في طب التجميل ولا غيره . لأن مثل هذا التخصص حسب قوله نادر في السودان ، فضلا عن أن اطباء التجميل من أكثر الدكاترة دخلا في الدول المتقدمة . طبعا الطبيب الشاب يفكر في المستقبل بصوت قوي جدا ، فإذا كانت 99 في المائة من النساء السودانيات يركضن في الراهن بحثا عن « البياض » وأبيض يا قشطة -فإن عمليات التجميل في حالة إقتحامها الوسط السوداني ستكون بمثابة قنبلة وإنفجرت ، ولن يكون لديها مثيل في العالم أجمع ، أما التدعيات المرتبطة بها فالزمن كفيل بكشفها وفضحها على الملا . ومن عندياتي أقول وأمري إلى الله أن المرأة في السودان ستكون من أكثر نساء العالم هوسا بعمليات التجميل وربما تفوق المرأة الفنزويلية في هذا الصدد ، وربما نجد مئات الألوف من النساء لدينا يخضعن لأكثر من 50 عملية تجميل فائقة النكهة تماما مثل نانسي عجرم ، ومقصوفة الرقبة هيفاء وهبي وبطلات النيولوك على سن ورمح . ووفقا لآخر الإحصائيات الطبية فإن لبنان به أكثر من 200 عيادة مخصصة لإجراء عمليات شد الوجه ، الصدر ، الجفون ، وإزالة التجاعيد من العنق والترهلات تحت العيون ، و« آه يا عيوني » ، بينما أشارت إحصائية إلى أن عمليات التجميل في الوطن العربي سنويا تفوق ال700 ألف عملية . ويعزي علماء النفس أن زيادة عمليات التجميل تفرضها ظروف الواقع ، وهوجة الفضائيات العربية التي تظهر النجمات بمشاهد تجعل أتعس إمرأة تفكر ان تكون صورة مستنسخة من النجمة الفلانية أو العلانية ، وياما بكره نشوف بلاوي . لكن أسمعوني يا جماعة الخير نحن لسنا في حاجة إلي منظومة من عيادات التجميل لتحسين وجوه النساء ولا الرجال «اللي بالي بالكم» ، ولا إلى أطباء شاطرين في إجراء مثل هذه العمليات العمليات التي تعد الأكثر كلفة في العالم ، نحن في حاجة إلى عمليات لتجميل الوجه السياسي في السودان ، لأن وجهنا ما شاء الله علينا ، جميل جدا ، وما زلنا نعاني من عدم الإستقرار في الكثير من المناطق ، فبدون إستقرار لن يكون هناك حراك تنموي ، إذن ينبغي تجميل وجه الوطن بملايين العمليات الجراحية ، حتى نتخلص من البثور والندوب التي ظهرت بالتحديد مع إعتلاء ناس الإنقاذ دسك الحكم .وبطبيعة الحال فإن مثل هذه العمليات سهلة وغير مكلفة ، لأنها تحتاج إلى الضمير الحي لإستئصال أصحاب الوجوه الغبرة التي تشوه وجه وطن كان في الماضي جميلا ، وفي السياق العامي يقال «الماضي لا يعود» فهل يعود وجه السودان المشرق أم أننا سنواصل المسير في متاهة طويلة الله أعلم إلى أين ستنتهي .