«56» ورقة ناقشها مؤتمر قضايا التعليم القومي بمشاركة «1050» من الخبراء التربويين لتقويم وإصلاح حال التعليم بالبلاد وفق تغييرات جذرية وشاملة حتى يسترد التعليم عافيته. فقد ظلت قضية تطوير التعليم وتحديثه حاضرة عبر مؤتمرات قومية بدأت منذ العام 1996 وحتى 2002م ويأتي مؤتمر هذا العام لإحداث التطور المطلوب للمرحلة القادمة ليشمل جميع المراحل للتعليم العام والعالي للخروج بسياسات إستراتيجية قومية للمرحلة القادمة. وبالرغم من أن الخبراء والمختصين بالمؤتمر خلصوا بتوصيات من أبرزها تعديل السلم التعليمي بإضافة عام للمرحلة الثانوية وتعديل وتنقيح المناهج إلا أن نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه وجه عقب تسلمه لتوصيات المؤتمر بإخضاع التوصيات المتعلقة بالسلم التعليمي لمزيد من النقاش والتمحيص للنظر بعين فاحصة عبر لجنة مختصة لاختيار الأنسب والأوفق سواء بإضافة العام لمرحلة الأساس أو الثانوي أو التعليم قبل المدرسي، وأكد نائب الرئيس أن الآلية سيتم تكوينها خلال الأيام القادمة لتنفيذ التوصيات على مراحل زمنية وأضاف (ما كان مكتمل الإعداد وواجب التنفيذ الفوري سيجد حظه من ذلك ومن حيث ما يحتاج إلى استكمال سيكون عبر اللجان المتخصصة لإعداد مصفوفة متكاملة. وخلص المؤتمر بمراجعة السلم التعليمي بإضافة عام للمرحلة الثانوية لتكون أربعة سنوات والابقاء على مرحلة الأساس على (8) سنوات في حلقتين بدلاً عن ثلاث حلقات مع فصل صفوف الحلقة الأولى بسور داخل المدرسة الواحدة وإعداد وتصميم منهج جديد لمادة اللغة الإنجليزية بدلاً من (spine) المعمول به حالياً على أن يدرس من الصف الثالث أساس ودمج تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة في المراحل الدراسية واعتماد شهاداتهم بجانب صياغة الأولويات القومية للدولة ليخصص لميزانية التعليم نسبة 8% من الناتج المحلي الإجمالي و20% من الانفاق العام السنوي لضمان إلزامية ومجانية تعليم الأساس فضلاً عن تبني رئاسة الجمهورية آلية لإصلاح التعليم وتطويره، وإصدار تشريع لإنشاء صندوق قومي لدعم التعليم وتمويل احتياجات مؤسسات التعليم العام والعالي، ودعم الجامعات الأهلية غير الربحية عن طريق الإعفاء من الضرائب والجمارك والعوائد المحلية والتأكيد على أن اللغة العربية لغة التدريس بالجامعات والمعاهد العليا الحكومية والأهلية والخاصة والأجنبية بجانب تحقيق عدالة القبول في الجامعات الحكومية. وأكد خبير تربوي ل (آخر لحظة) أن تعديل السلم التعليمي سيحدث نقلة إيجابية تتمثل في بقاء الأطفال لمدة أطول بالمدرسة وبالطبع أختفاء امتحان نهاية المرحلة، ولكن يرى الخبير خطورة جمع تلاميذ من شريحة عمرية طويلة في مدرسة واحدة بالرغم من وجود سور يفصل بين المدرستين واستبشير الخبير خيراً بتوجيه نائب الرئيس بدراسة وتمحيص إضافة العام الدراسي لأي مرحلة. ü خبراء ينتقدون: تباينت آراء الخبراء حول مقررات وتوصيات المؤتمر، حيث يرى البعض أن المؤتمر حمل مؤشرات إيجابية لمعظم القضايا فيما يرى آخرون أن التوصيات كانت غير حاسمة وواضحة واستدلوا على ذلك بتوصية نائب الرئيس بإحالة التوصيات المتعلقة بالسلم التعليمي للجنة متخصصة لمزيد من إعادة النظر والتمحيص بالرغم من مناقشة تلك التوصيات عبر لجان متخصصة على مدى أعوام في ورش متعددة إلى حين خروجها بتلك الرؤية، وانتقد الخبراء ماوصفوه بسوء الترتيب والتنظيم الذي صاحب جلسات المؤتمر على مدى ثلاثة أيام والمتمثل في ربكة عمل منظمي المؤتمر وعدم تجهيز وتوفير أوراق العمل للمشاركين في كثير من القاعات التي شهدت جلسات مجموعات العمل.