لم يكن الفنان محمد وردي فناناً عادياً.. بل كان استثنائياً يعشق الفن ويحول الكلمات والحروف لمشاهد حقيقية.. سادتي لقد كان وردي يمسك بأوتار القلوب ويلمس دواخل الجميع حتى أنني كنت أتحدث في يوم مع بعض الأشخاص وقلت إنني من الذين يحسون بأن أغاني وردي تقال فيه.. وقد أكدوا أنهم يشعرون بنفس الشيء خاصة أغنية ما تخجلي.. وقد ذكرت في لقاء إذاعي قبل الآن أنني كنت انتظر بفارق الصبر عمر ال(19) سنة ويأخذني مطلعها: صبرت واستنيت كتير بتمنى أمني نفسي وأقول بكره الجنة ومن بعيد ياما من جوا قلبي بدعيلك معاي تتهنى ثم كلماته الجريئة لأبو آمنة حامد وهو يقول: بنحب من بلدنا ما بره البلد سودانية تهوى عاشق ود بلد في عيونا المفاتن شي ما ليهو حد ولن أنسى بالطبع.. أنا عارفك يا فؤادي طال عذاك واسهادي واشقاي أنا واعذابي سادتي لقد وضع الفنان محمد وردي خارطة للفن الجميل.. وغنى كل أنواع الأغنية السودانية بالدراجة والفصحى والرطانة وغنى الأغنية الوطنية.. وأرّخ للاستقلال.. وقدم مدرسة جديدة في الموسيقى والمقدمات الموسيقية. ولقد سعدت جداً عندما قام الراحل المقيم الأستاذ الرائع حسن ساتي رحمه الله.. بتكريمه أولاً.. ولم ينتظر التأبين.. ثانياً وضع لبنة جديدة. سادتي لقد رحل وردي عن دنيانا لكنه باقٍ فينا.. فهو رقم فني لا يمكن تجاوزه.. ألا رحم الله الفنان محمد وردي وأسكنه فسيح جناته.