والرسالة الأشمل من هذه المبادرات فحواها أن الحزب الذي أنشغل كثيراً ببناء السدود وتعبيد الطرق له دور أصيل في بناء الإنسان وقيادة مشروعات تعني بالتعمير المعنوي .. والكرة تنتقل إلى ملعب المختصين من أهل الشأن الذين حضروا اللقاء أو اللذين غيبتهم الظروف فالمهم جداً حضورهم بالإسهام والتدافع العملي.!! رسالة إلى كل المسلمين في كل العالم وخصوصاً المشايخ الذين يسارعون لتبني أيتام أهلنا في سوريا؟ أقول جزاكم الله خيراً على شعوركم الطيب وعلى تبرعاتكم لأهلنا في سوريا الشام. ولكن السؤال هل موت أهلنا في بلاد الشام وهم شبعانين أفضل من موتهم وهم جياع؟ هل الاعتداء على أعراضهم، نساءً وأطفالاً وحتى الرجال، هل التبرعات تنقذهم وتحميهم من هذا الذل والقهر والعار؟ هل تبني أبناء الشهداء (إن شاء الله) ممن قضى نحبه هل يرد كيد الطغاة عمن بقي حياً ينتظر؟ لا والله يا إخواني، ليس هذا هو الواجب وليس هذا هو المطلوب. فسيدنا أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وأرضاه قال لسيدنا الفاروق عمر رضي الله تعالى عنه وأرضاه موصياً:(إِنِّي مُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ إِنْ حَفِظْتَهَا: إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى حَقًّا بِالنَّهَارِ لَا يَقْبَلُهُ بِاللَّيْلِ، وَلِلَّهِ فِي اللَّيْلِ حَقًّا لَا يَقْبَلُهُ فِي النَّهَارِ، وَإِنَّهَا لَا تُقْبَلُ نَافِلَةٌ حَتَّى تُؤَدَّى الْفَرِيضَةُ،.....). إن ما تفعلونه يا مشايخنا يا أحبتنا يا قدوتنا، هو النافلة التي لا يقبلها الله حتى تُؤدى الفريضة. فما هي الفريضة في هذا الموقف؟ إن الفريضة المطلوبة من المسلمين، كل المسلمين، وخاصةً العلماء والمشايخ، الفريضة هي مطالبة الجيوش بالتدخل لحماية أهلنا في سوريا. فلا تظنوا بأفعالكم الخيرية هذه أنكم قمتم بالواجب ورفعتم عن أنفسكم الإثم والعياذ بالله. إن الله سبحانه وتعالى يقول: «وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ» «سورة الحجرات: 9» إن الله يطلب من المسلمين أن يصلحوا بين الفئتين المسلمتين، وإن بغت إحداهما على الأخرى «فقاتلوا»، «فقاتلوا»، «فقاتلوا» التي تبغي. هذا الحال إن كانت الطائفتين مؤمنتين، فكيف إن كانت إحداهما بعثية نصيرية علوية كافرة؟ مدججة بالسلاح والأخرى طائفة مسلمة عُزَّل ليس لديهم السلاح للدفاع عن أنفسهم وأعراضهم. هل يكفي أن نقف موقف المتفرج، وندعو لهم بالنصر ونرسل لهم المساعدات والتبرعات؟؟؟ لا والله لا يقبل الله منا هذا كله!!! بل الشيء الوحيد المقبول هو تحريك الجيوش لنصرة إخواننا المسلمين. وإن كان المانع هو حكامنا حكام الجور، فيجب الخروج عليهم كما خرج أهلنا في تونس ومصر وليبيا واليمن وشامنا الأبي. والله لا عذر لأحد من المسلمين في السكوت على ما يحدث. وما يحدث الآن في هذه البلاد التي تحركت ورفضت الذل الذي طال ليله، إنما هو ضريبة سكوتهم من قبل عن نصرة إخواننا في بلاد المسلمين المنكوبة مثل فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان وكشمير والصومال والبوسنة والهرسك وغيرها من تلك البلاد، وأخيراً إخواننا في الصومال!!! إنهم يموتون جوعاً ونحن ننعم في بلادنا بالخيرات والملذات، وما نرميه في صناديق القمامة يكفي لإشباع أهلنا في الصومال كلهم. عذراً أهلنا في الصومال، فليس هذا مقامكم، ولكن هذا هو حالنا في بلاد المسلمين، فلكم الله. ولا نستثني أهلنا في الشام من المسؤلية، فهم شاركوا في جريمة السكوت على ما يحدث للمسلمين من حولهم، وانظروا الضريبة التي يدفعوا الآن ثمنها وهم قد تحركوا الآن، فكيف يكون حال من بقي صامتاً راضياً بهذا الظلم والذي فاق كل إجرام، حتى إجرام اليهود والغرب مجتمعين. إخواني، رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (ما من امرئ ينصر مسلما في موطن ينتهك فيه من عرضه ، وتستحل حرمته ، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته ، وما من امرئ خذل مسلما في موطن ينتهك فيه حرمته ، إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته). أجارنا الله من مثل هذا الموقف والخذلان. ولكن هذا هو ما يحدث، فكل المسلمين كشعوب وليس كأفراد، خذلوا إخواننا في فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان وكشمير والصومال والبوسنة والهرسك وغيرهم. والآن هذه الشعوب التي خذلت تذوق نتيجة خذلانهم لغيرهم من المسلمين، لا أقول هذا شماتةً والعياذ بالله، بل تذكيراً لمن بقي إلى الآن ساكتا على من بقي من حكام الجور الذين لا يحركون جيوشهم إلا لقهر شعوبهم، فكل شعب من شعوب المسلمين لا يسعى لنصرة إخوانه النصرة الحقيقية التي طلبها الله والتي تحقق الغرض، لا إعطاهم مسكنات كمن يعطي مريض السرطان حبة أسبرين ويقول لقد قمت بالواجب، لا والله إن الله لا يرضى ذلك. إن الله قال « وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا » أي كل طائفة لديها السلاح لقتال الأخرى. فكيف الحال في شعب أعزل ليس له إلا الله، هل يكفي الإصلاح بينه وبين نظام كافر لديه ويستعمل جميع أنواع الأسلحة والتعذيب والاعتداء على الأرواح والأعراض والممتلكات. أيكفي أن نرسل لهم التبرعات والدعم الطبي والدعاء. لا والله إن الله لا يقبل هذا كله إن لم تتحرك الجيوش المسلمة لننصرة. وكل ما عدا ذلك فهو كحبة الأسبيرين لمريض السرطان. عادل دحشي من البداية: رسالة وجدتها في بريدي الإلكتروني،وهي ضمن عديد الرسائل التي ترد إلى من الأستاذ عادل دحشي - مهندس تكنولوجيا المعلومات و الخدمة الميدانية وهو يعمل كمحلل بإدارة كهرباء ومياه أبوظبي - وهو مدون وناشط وقد درس في الولاياتالمتحدةالأمريكية بجامعة ويسكونسن ميلووكي .. وفكرت في قرارة نفسي بعد قراءتها أن أنشرها كما هي لاتنقص حرفا أو «شولة»؛ونشرها حسب ظني واعتقادي البسيط فيه فائدة وهي رسالة لجميع المسلمين في الأرض .. علنا نفهم مغزاها ومكنوناتها،للتذكير و«التدوير» في «الرأس» ولن «تدوِّش».. فقط للتفكير فيما نراه كل يوم على شاشات الفضائيات ولهم ولنا الله وهو خير الناصرين.