قدم المحرر الفني لصحيفة آخر لحظة «عبدالرحمن جبر» يوم السبت مرافعة طويلة يدافع فيها عن الانجازات غير المرئية للدكتور محمد عوض البارودي، رئيس مجلس الثقافة والإعلام والسياحة الأعلى بولاية الخرطوم.. المرافعة أبرزت دوره الثقافي ولم تشر الى دوره في التنسيق.. الإعلام والسياحة.. ربما يعني هذا ترهلاً في المجلس، بإضافة أدوار لا يستطيع أن يلعبها كلها.. فلم يشر التقرير الى دور الرئيس في تطوير الإعلام أو في النهوض بالسياحة- على كل حال- قدم التقرير اضاءة للأدوارالثقافية التي يلعبها المجلس، والأمانى والأحلام التي تراود الرئيس.. وقد تضمن التقرير مقارنة بين الوزير الولائي والوزير الاتحادي، وأشار الى أن الأول يعمل بصمت ولا يجيد تسويق مشاريعه، بينما الثاني يعمل بضجيج يعلي من أدواره، ويراها كاتب التقرير هامشية، تهدف الى استدرار التصفيق، فهي شكلية وبلا مضمون.. وأتمنى أن يكون النقد صادقاً ونزيهاً، وأن لا يكون ضمن منظومة «جماعة هذا وجماعة ذاك» ودعوني أولاً أتساءل هل يصح ذلك؟.. هل يمكن أن نحقق هالة إعلامية، ونستطيع سرقة الكاميرا من الآخرين بمظاهر شكلية وبتعبئة مريدين وحاشية من حارقي البخور والمطبلين.. لا اعتقد ذلك.. فإن التجارب أكدت أنك لا يمكن أن تخدع كل الناس كل الوقت.. كما أود أن أشير الى المنافسة بين التنفيذييين والى أي حد هي مفيدة، حتى تتحول من خانة المنافسة الى خانة الصراع، عندئذٍ لا تخدم غرضاً بل تكون مضرة بكل مشروع. أما ما لفت نظري فعلاً هو برنامج دكتور البارودي في أمرين، قد لا يعيرهم البعض اهتماماً يذكر.. فقد أوضح«جبر» مساعي وأحلام البارودي بإعادة دُور السينما ودورها.. كما أشار إلى دأبه في إعادة المقاهي بسمتها القديم.. هذان الأمران يستحقان الدعم والتأييد.. فالسينما كدور اضمحلت حقاً، وأصبحت مرتعاً للشماسة وتجار الخردة، بما تقدمه من أفلام تافهة، تنزل إلى رغبات العامة، ولا تحاول النهوض بها.. بجانب الأمر الأخطر وهو صناعة سينما سودانية.. والمؤسف إننا نرى دولاً عربية وافريقيا وآسيوية انتجنا أفلاماً سينمائية قبلها بكثير، استطاعت أن تحقق مجداً كبيراً.. مثل «ايران» التي استطاعت أن تصنع سينما لا تتناقض مع ثوبها الإسلامي الصارم . أما المقاهي فبصفتي من روادها لأنني من عشاقها- منذ أن كنت طفلاً- أنظر الى مقاهي أم درمان وهي تعج بسحنات مختلفة من البشر، وفيها شخصيات ذات كاريزما في المرح، أو في الفتونة، أو في المهارة في العاب التسلية، التي تنتشر في المقاهي، لكن كان أهلنا يمنعوننا حينذاك من الجلوس في المقاهي.. الشاهد إن ضرورة المقاهي تتمثل في الكم الهائل من ستات الشاي ومن روادهم، وهم يجلسون على قارعة الطريق وفي نواصي المؤسسات، بطريقة مزرية وغير حضارية، يجلسون على بنابر أوقطع من الطوب، أو أوانى فارغة، لكنها تجذب أعداداً منهم.. حقاً نحن بحاجة الى مقاهٍ ، فهي ليست مؤلاً للعاطلين، وليست بلا وظيفة تذكر، فمجدنا السياسي والفني والأدبي والثقافي حتى منتصف القرن الماضي كان يخرج من تلك المقاهي.. وقد حدثني أستاذي الجميل الراحل«قرشي محمد حسن» عن كيف كانت المقاهي تجمعاً أدبياً راقياً، تلاقى فيه هو مع حسين بازرعة- الطالب آنذاك- وصلاح أحمد محمد صالح، وهؤلاء كان لهم دور كبير لعبوه عبر هذه المقاهي.. ربما تحدثنا عنه في فرصة قادمة. إذن فإن استطاع البارودي أن يعيد دور السينما الى مجدها، وأن يعيد صناعة السينما الضائعة.. وأن يعيد أمجاد المقاهي ودورها.. فإن ذلك وحده يكفيه، وأنا على استعداد للمساهمة في دعم هذا المشروع بالترويج له، وبالمشاركة في لجانه.. لأننا سنجني منه الكثير. دكتور البارودي حقاً «الما بعرفك بجهلك». قدم المحرر الفني لصحيفة آخر لحظة «عبدالرحمن جبر» يوم السبت مرافعة طويلة يدافع فيها عن الانجازات غير المرئية للدكتور محمد عوض البارودي، رئيس مجلس الثقافة والإعلام والسياحة الأعلى بولاية الخرطوم.. المرافعة أبرزت دوره الثقافي ولم تشر الى دوره في التنسيق.. الإعلام والسياحة.. ربما يعني هذا ترهلاً في المجلس، بإضافة أدوار لا يستطيع أن يلعبها كلها.. فلم يشر التقرير الى دور الرئيس في تطوير الإعلام أو في النهوض بالسياحة- على كل حال- قدم التقرير اضاءة للأدوارالثقافية التي يلعبها المجلس، والأمانى والأحلام التي تراود الرئيس.. وقد تضمن التقرير مقارنة بين الوزير الولائي والوزير الاتحادي، وأشار الى أن الأول يعمل بصمت ولا يجيد تسويق