في حياتنا «حاجات» جميلة اختفت بفعل فاعل معروف مع سبق الإصرار و الترصد و النية « السوداء » و المبيتة !! اختفت الطبقة الوسطى!! وذابت المرحلة الوسطى!! وتلاشت المحطة «الوسطى».. وخرج عمنا «الأسطى» من سوق «العمل» والعمال!! ولم يعد حتى إشعار آخر!! المهم أين الطبقة الوسطى.. ؟ ومن المستفيد من هذا «التلاشي».. ؟ هي صنيعة الاستعمار ونتاج تخطيطه «الإستراتيجي» وأرادها قاعدة لبرنامجه السياسي والاقتصادي لحكم البلاد وتحقيق معدات التنمية والازدهار بشروطه و«عيونه» و«حساباته» وإ««ستراتيجياته» ونجح بامتياز!! وكانت هناك دولة قوية و إقتصاد نامي و خدمة مدنية لا مثيل لها في كل المنطقة لا تختلف في شيئ عن العالم المتقدم. وعندما جاءت أنظمتنا «غير الوطنية» شالت أصبعها وقدت عينه!! الطبقة الوسطى هي الموظف والعامل والجندي وغيرهم من أصحاب المرتبات!! و كذلك التاجر في دكانه يبيع «بسماحة» فيأتيه «ربحه» حلالاً طيباً لا «جشع» و لا «إحتكار» و لا« تشفي» ..! كارل ماركس قال بصراع الطبقات حتى تتحقق خطوات النماء والازدهار وفات عليه أن هناك «طريقاً ثالثاً» لبلوغ هذه الغاية «النبيلة»..! أنظمتنا «اللا وطنية » لا أخذت «هذا» ولا «ذاك» فأعملت سلاح «الخصخصة» والصالح العام «فصلاً» و«تشريداً» و«ضياعاً» للحقوق والمكتسبات تم تغييب و إبعاد أصحاب الوجعة و المدافعون عن «الحق العام»« فترنحت» الخدمة المدنية و«سقطت» في القاع و ذهبت معها الطبقة الوسطى الضامن الوحيد للإستقرار و الإعتدال و توازن المجتمع و المجتمعات .. فسادت قيم «الحزبية» و« القبلية» و«المناطقية» و «الشخصية» فانهار كل شيء «سمح» !! انهارت القيم والأخلاق الفاضلة!! وسادت روح الجشع والطمع والماديات.. تقتل من أجل دينار!! وتسرق من أجل دولار.. فقد المجتمع «اتزانه» وغابت معايير الحق والعدالة ونسيت الدولة واجبها «الأخلاقي» الذي يقوم على «الخدمة» مقابل «السلطة» !! و الناتج «هنا» إختلال التوازن الذي يحكم طبقات المجتمع الثلاثة!! في الغرب يعيش الناس في وئام لأن الدولة تتحمل عبء الأساسيات والضروريات التي يتساوى فيها الجميع.. حق الناس في الحصول على الحد الأدنى من المعيشة والحد المعقول في الرعاية الصحية والحد المتاح في السكن الذي يليق بالإنسان وبكرامته!! وهذه هي ببساطة الطبقة الوسطى التي نقصد!! هي نصف سكان العالم العربي . هي صاحبة الدخل الأقل.. وهي الطبقة المطحونة و« المغلوبة على أمرها ».. بوعزيزي ينتمي لها وعندما ضاق به الحال أدخل جسده النحيل في أتون النار «فأشعلت» الطبقة الوسطى ثورة ربيع عربي تتمدد و«تتمدد» وتتمدد..! يوجد مخرج وحيد للطوارئ .. إنصاف الطبقة الوسطى و إفساح الطريق أمامها للعودة لمكانها «الطبيعي» و« الطليعي».