حذر تحالف القوى السياسية المعارض الحكومة من خطورة الانسياق وراء المخطط الأمريكي الرامي لتوتير العلاقات بين الشمال والجنوب من أجل إنفاذ ترتيبات إستراتيجية ذات علاقة بإبعاد الوجود الاقتصادي للصين من أفريقيا، وشدد على أهمية إعادة ترتيب البيت الداخلي الشمالي وقلب الطاولة على دولة الجنوب بالإسراع في إجراء تسوية سياسية مع الحركة الشعبية قطاع الشمال لخطف أوراق الضغط من الجنوب والإسراع في تشكيل حكومة انتقالية بمشاركة كافة القوى السياسية والاتفاق على قيام انتخابات مبكرة باعتبارها خارطة الطريق لحل أزمات البلاد، وأشارت المعارضة إلى أن دق طبول الحرب وإعلان الاستنفار سيعقد مسارات الحل ويقود منطقة القرن الأفريقي لمنزلق خطير يضر أولاً بالشمال والجنوب. وقطع محمد ضياء الدين عضو التحالف والناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي في تصريح ل (آخر لحظة) أمس، بأن واشنطن تسعى لتوتير الأوضاع بين الخرطوم وجوبا من أجل طرح تسوية للنزاع من قبلها تحمل مصالحها وأجندتها، منوهاً إلى أن التسوية لا تراعي مصالح الدولتين، وأبان ضياء الدين أن خطاب رئيس الجمهورية الذي أعلن خلاله بالأمس الاستنفار، يؤكد بأن الإنقاذ ترتب للعودة إلى المربع الأول للاستنفار والتعبئة الجهادية، نافياً أن تكون الخطوات إيجابية خاصة في هذا التوقيت، منوهاً إلى أن المطلوب حالياً ترتيب البيت الداخلي في الشمال والابتعاد عن ما أسماه بالنظرة الإقصائية من قبل المؤتمر الوطني، والاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية تضم كافة القوى السياسية وحل النزاع مع الحركة الشعبية قطاع الشمال لقطع الطريق أمام دولة الجنوب والإدارة الأمريكية التي اتهمها بأنها تسعى لتوتير الأوضاع بين الشمال والجنوب لطرح تسوية تضمن مصالحها الاقتصادية في أفريقيا.لكن القيادي بالحزب الاتحادي الأصل علي نايل أكد وقوفه قلباً وقالباً مع تصريحات رئيس الجمهورية الداعية للاستعداد للدفاع عن السودان، مشيراً إلى أن البلاد تمر بمنعطف خطير يتطلب الاستعداد والخطاب الحاد الذي وصفه بالقوي والمعبر.ومن جهته طالب ياسر جلال مساعد الأمين العام لحزب الأمة القومي، الحكومة بالبحث عن حلول موضوعية مع دولة الجنوب لتجنيب الطرفين مخاطر الدخول في حرب مباشرة، مبيناً أن الخطوة ليست في صالح الطرفين.وأكد ياسر أن حمل السلاح لن يحل القضية، بل سيعقدها، لافتاً النظر إلى وجود بعض المطالب التي قال إنها تعتبر قضايا عادلة في طرف الحركة الشعبية قطاع الشمال، مناشداً بضرورة الجلوس في طاولة المفاوضات واتباع نهج الحوار لحل القضايا العالقة بين الشمال والجنوب.