اتخذت الجمعية العمومية للاتحاد المركزي لكرة القدم قراراً تاريخياً باعادة دوري الأشبال بعد توقف دام لسنوات طويلة بعد قرار تعسفي شدادي بايقافه. لقد كان مشروع الأشبال ناجحاً ايما نجاح وظل الشريان المغذي للأندية من اللاعبين المتميزين الذين كانوا الأكثر كفاءة والأكثر تشبعاً بالولاء لانهم تربوا في أحضان هذه الأندية فتم ترفيعهم من فرق الأشبال بما يشبه المجان ثم عدنا بعد ذلك لسوق النخاسة ونجوم الملايين الذين لا يستحقون حتى الملاليين! لقد أحدث قرار إعادة الأشبال موجة من الارتياح وسط الأندية لأنها جنت ثمار الأشبال الذين كان لهم دورهم المحسوس والمحسوب والمؤثر على مستوى نتائج الكرة السودانية ويكفي معدلات النمو الكروي التي تحققت لنا بسبب الأشبال عندما صعد السودان لنهائيات كأس العالم للناشئين في إيطاليا عام 90 وقد كان أكثر من 98 بالمائة من قوام ذلك المنتخب من أشبال الأندية خاصة الهلال والمريخ ومنذ ذلك التاريخ لم تشم منتخباتنا العافية وظلت منتخبات الناشئين والشباب تتلقي الصفعات تلو الصفعات وآخرها صفعة كينيا. وكانت الاتحادات السابقة (الشدادية) بصفة خاصة تدرك ما حققه الأشبال للكرة السودانية ومع ذلك كان قرار حل الأشبال وايقاف المشروع وكان هذا القرار بمثابة التدمير النفسي للعبة وللصغار ولم تفلح كل المحاولات المبذولة لاعادة الأشبال لأن الاتحادات كانت تتعامل مع هذه الرغبة بالرفض والتحجر والعناد حتى جاءت هذه الاستجابة المتأخرة بعد ان أدرك الجميع ان اعادة مشروع الأشبال هو الخطوة الأهم وبغيرها لن نتقدم خطوة واحدة وسنظل نحرث في البحر. ü والمهم ان الاتحاد الجديد على قناعة تامة بجدوى المشروع ولكن يجب ان نستبعد قيامه على مستوى أندية الممتاز لأن النواحي المادية والمدرسية سوف تشكل عائقاً أمام التنفيذ ويجب ان يتم على مستوى فرق أشبال بأندية الأولى والممتاز في كل الاتحادات المحلية ويجب الا تستعجل قيام التنافس بصورة فورية وان تجيء الانطلاقة في الموسم القادم بعد ان نخضع المشروع للدراسة من خلال ورشة ترسم خارطة الطريق له تحدد الرؤية وقواعد اللعبة وضوابطها وان تصطحب الورشة التجربة السابقة للأخذ بايجابياتها وتفادي السلبيات وان نجد للمنافسة الرعاية التي لم تكن تتوفر لها في السابق والمهم ان ناخذ رغبة الاتحاد بتنفيذ التوصية على جناح التفاؤل بعد ان شعرنا بجدية الاتحاد بتنفيذ هذا القرار التاريخي.