يبدو أن أسرار الحيوانات لم تكتشف كلها رغم ما خضعت له من دراسة وفحص طيلة القرون الأخيرة، فقد كشف كتاب جديد أن الخفافيش ترفع صوتها بأغان خاصة لجذب إناثها، وأن الفيلة تستخدم أرجلها للإستماع، وأن بعض الفئران تستخدم شكلاً من أشكال «شفرة مورس» للإتصال، كما أنها تصدر صوتاً أثناء فترات اللعب والمرح وفى حالة المداعبة الجسدية. ووُصف الصوت الذي تصدره الفئران ب «السقسقة» - القهقهة - وهو صوت ضعيف جداً لا يستطيع الإنسان سماعه إلا بأدوات خاصة، كما أن الفأر مثل الإنسان يستثأر بالمداعبة الجسدية من خلال جلده في مناطق معينة من جسده، وهذا الضحك مرتبط بوجود مشاعر وعواطف وروابط إيجابية بين الحيوان وبين الإنسان الذي يقوم بمداعبته مما يؤدى إلى بحث الفأر عن مزيد من هذه المداعبة. وإكتشف الباحثون أن الخفافيش تخزن الأصوات التي تسمعها داخل أدمغتها من أجل مساعدتها على التخاطب مع غيرها من هذه الحيوانات الثديية وللتعبير عن حاجاتها الخاصة. وهناك أبحاث جارية حاليا لمعرفة المناطق التي يستخدمها الخفاش في دماغه من أجل تنسيق الأصوات وتحويلها إلى أغان، كما تمكن العلماء من حلّ شفرة الأصوات التي تصدرها الخفافيش، والتي تعبّر فيها عن الحبّ بعد تكريس ثلاث سنوات للإستماع إلى الآلاف من التسجيلات لأصوات الخفافيش، وقالوا إن الخفافيش الذكور تطلق أغانيَ رومانسية لإغواء الإناث وجذبها. ويجرى العلماء حالياً دراسة واسعة على أدمغة الخفافيش لصنع أجهزة سمع متطورة وللتوصل إلى علاجات جديدة للذين يعانون من التأتأة عند الكلام ومساعدتهم على التخلص منها. ويحاول باحث آخر معرفة الكيفية التي تجعل الخفافيش تفهم الأصوات التي تسمعها والتمييز بين النداءات المختلفة التي تتلقاها، معربا عن الأمل في أن يؤدي ذلك إلى تطوير أجهزة السمع في المستقبل. ومع تطور التقنيات والتكنولوجيا بدأ العلماء يكشفون عن العديد من المهارات السرية أو المخفية التي نجحت الحيوانات في تطويرها كي تتمكن من البقاء على قيد الحياة. وقد دفعت هذه الكشوف الجديدة علماء الأحياء إلى النظر إلى الحيوانات بطرق أخرى والتعبير عن إعتقادهم بأن عدداً كبيراً من أجناس الحيوانات أكثر تعقيداً بشكل كبير عما كان معتقداً في السابق. وقامت أخصائية فى الأعصاب وعلم النفس بجمع أدلة من مختلف أنحاء العالم تُظهر مدى غرابة المهارات الكامنة لدى بعض الحيوانات. وتقول الأخصائية أن الإنسان أساء سوء تقدير مهارات الحيوانات لمدة طويلة، مشيرة إلى أن للعديد من الحيوانات قدرات مدهشة لم تتكشف إلا في ظل إستخدامنا للتقنيات الحديثة لدراستها. وقد كشفت في كتابها "الخفافيش تغني والفئران تقهقه" أن الفيلة تستطيع إكتشاف الترددات الزلزالية عبر عظام وأعصاب خراطيمها. أما العنكبوت القزم فقد تمكنت البحوث من إكتشاف الكيفية التي يستخدمها للسفر مئات الأميال عبر البحر والإقامة بجزر بركانية آنية، إذ تبين أن العنكبوت يتحرك عبر الإلتصاق بأسلاك حرير يطلقها في الجو فتحملها التيارات الهوائية المضطربة لمسافات بعيدة جداً. وإكتشفت الدراسات كذلك أن بإمكان الصراصير البقاء على قيد الحياة مدة شهر كامل دون غذاء ولمدة أسبوع دون ماء، وأنها تتحمل 15 ضعفاً مما يتحمله الإنسان من الإشعاع، كما أن بإمكانها أن تعيش لأسبوع دون رأس!!، وبعض الأسماك تتسبب في إنتاج مجالات كهربائية يمكنها أن تمثل أفخاخاً تصعق بها بل تقتل بها أحيانا فريستها, كما إكتشف العلماء أن الطيور المهاجرة التي تسافر آلاف الأميال خلال الشتاء عبر مناطق شاسعة ربما يرجع سبب تمكنها من توجيه نفسها بطريقة صحيحة إلى «تحديقها» في المجال المغناطيسي.