والناعي ينعي إليّ أمس الأول «خبر الشوم» رحيل الشاعر الوطن حُميد احسست تماماً كأنني قلم جف مداده وانكسرت سنته! شعرت وكأنني جسد جائع ومنهك يشتهي اللقمة لكنه بلا شهية ولا نفس!! احسست انني صرخة في حنجرة بلا حبال تخرجها إلى الوجود! شعرت اني ضائعة بلا وجود ولا هدف ولا قيمة ولا وزن حزني على حُميد جسدته ثلاث صلات الأولى صلتي بالابداع وحميد كان مبدعاً بلا حدود وصلتي بالوطن الهموم والأحلام وحُميد جسد الاحلام والهموم قصائد تمشي بين الناس وصلتي به رحماً وقبيلة وكلانا من غرب كريمة هو من نوري وأنا من مروي لذلك كانت فجعتي وصدمتي في رحيل حُميد بلا حدود. اعذروني ان كانت زاويتي هذا الصباح قفزاً على الكلمات دون ترتيب ولا تنسيق لانها تشبه دواخلي غير المرتبة وغير المنسقة فمن منا لا يهزه ان يجف النيل في مجراه؟ ومن منا لا يحرق جوفه ان تذبل سبائط التمر في علياء النخيل؟ ومن منا تلسعه حرارة الشمس ان بكت عينها جمراً ولهيب؟ وأنا اسمع الخبر الفجيعة لم افق الا ووجدت لساني يردد كمن فُطم على كلمتين ولم تسمع اذناه بعدها سواهما ظللت اقول يا حزن مالك علينا ومالك علينا يا جراح؟ هذا العام عام الحزن وعام الرحيل عام الالم البعصر جوه وينشف الريق ويحجر الدمعة!! رحل حُميد ونحن احوج ما نكون له رحل حميد وآخر دواوينه يحكي مشاعر الناس وأمانيهم تضع عن كواهلها ثقل الهم والفم ولسانه يقول «ينفتح باب الصلاح وينفرج هم القلوب تتندي بالأمل المباح أرضاً سلاحاً». ليت الاقدار اهملتك لتشهد انفراج هم القلوب وهي وين القلوب العندها نفس تفرح أو تضوق للفرج طعم؟ ألم أقل لكم ان زاويتي قد تكون بلا ترتيب ولا تنسيق لانني اكتب بقلبي وليس قلمي جعلت من الورق كتفاً امسح عليه دموعي فانتثرت بلا ترتيب وانتشرت بلا تنظيم وعزائي لحميد اخص به رفيق دربه الشاعر السر عثمان الطيب الذي جاءه الراحل ليحتفل معه ب«بحر المودة» وما كنا ندري أن بحر المودة سيصيبه المحق والجفاف! ولا حول ولا قوة إلا بالله.. ٭ كلمة عزيزة حراك فاعل وملحوظ قامت به منظمة شباب البلد احتفاءً بعيد الأم ولا استبعد على المنظمة وشبابها هذا الحس الانساني العالي وعلى رأسها الفنان الانسان وليد زاكي الدين. ٭ كلمة أعز أمي الله يسلمك..