اللعب هي الوسيلة المجسمة التي يستخدمها الطفل للعب وتكون في أشكال مختلفة تتناسب مع هؤلاء الأطفال سواء في شكل الشخصيات أو الحيوانات التي يحبونها والأسلحة وسواء كانت هذه أو غيرها، فإن الذي يلفت نظر الطفل شكل اللعبة ومدى بريقها وتعتمد صناعتها في أغلب الأحيان على دخول بعض المعادن مثل النحاس والرصاص، بالإضافة إلى البلاستيك وبعض أنواع الحديد والصوف المصنع.. آخر لحظة حاولت الوقوف على بعض هذه الألعاب ومدى خطورتها على صحة الأطفال وكيف يمكن أن تؤثر على سلوكيات الأطفال ومدى تأثير بعض الأشكال التي يعتبرها الأطفال لعباً.. كل هذه المحاور وغيرها طرحتها آخر لحظة على ذوي الاختصاص للوقوف على مدى خطورتها. بدائل لعب الأطفال وشبائهها تحدث عنها الدكتور عصام الجيلاني الخبير الذي أرجع خطورة لعب الأطفال إلى المواد الأساسية والإضافات المستخدمة فيها مثل البلاستيك والفلزات والخشب، وقال في ورقة قدمها في الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس إن دراسة طبية نشرت حديثاً حذرت من أن المواد البلاستيكية المستخدمة قد تضع الصغار في خطر متزامن مع الإصابة بمشكلات تنفسية بالربو والالتهاب الرئوي ومشكلات القناة التنفسية كالسعال والصفير والبلغم وانسداد القصبة، وحذر من أن وجود الرصاص في بعض الألعاب يمكن أن يخفض مستوى الذكاء عند الأطفال ويؤدي إلى تأخر نموهم الذهني والجسدي وقد يؤدي أيضاً إلى الموت، وهناك نوع من البلاستيك المستخدم يسبب البلوغ المتقدم عند الفتيات وتغيرات في السلوك، كما يؤدي إلى اضطرابات توازن عمل الغدد الصماء في الجسم، إضافة إلى تأثيراته على خصائص الأنوثة والذكورة لدى الناس، وتأثيراته على رفع احتمالات الإصابة بأنواع من السرطان لدى الجنسين، وله تأثير سلبي على الدماغ، وأنواع البلاستيك هذه تصنع منها إطارات السيارات التي يستخدمها الأطفال لعباً وأدوات السباحة والوسائل التعليمية المدرسية والمعدات الرياضية والمدرجات والدمي والمجسمات الدعائية. وبعض هذه اللعب تكون مصنوعة من النسيج والذي غالباً ما يكون من القطن الملوث بحبيبات الحشائش والحشرات والأسمدة وأصباغ الأزو السامة المسرطنة، كما أن بعض مكونات القطن قد تتطاير بشكل كبير ويمكن نزع الشعر بسهولة مما يترتب عليه مخاطر كبيرة تتمثل في استنشاق تلك المكونات المتطايرة في الجو أو ابتلاع بعضها مما يؤدي إلى تعرض الطفل إلى خطر الإصابة بالأمراض، وحذر من المسدسات البلاستيكية التي تشبه الحقيقية والتي يوجد بها رصاصات بلاستيكية. دكتور أحمد عمر عبد الله استشاري الأورام والغدد والكشف المبكر بمستشفى الذرة للأورام قال إن هناك لعب أطفال كثيرة تدخل في صناعتها مادة الرصاص، حيث تعطى هذه المادة الألوان اللامعة والمحببة للأطفال والملمس ولكن في كثير من الأحيان الكمية الموجودة هي أكثر من المعدل المسموح به عالمياً، حيث وجد أن تعامل الأطفال مع هذه الألعاب يسبب مشاكل صحية متعددة متمثلة في عدم النمو الذهني والتخلف العقلي والإصابة بفقر الدم ويؤدي إلى سرطان الكبد، لذلك نجد أن كثيراً من الدول اشترطت أن تطابق هذه الألعاب المواصفات قبل السماح لها بالدخول إلى بلادها. وعن شبائه لعب الأطفال تحدث الدكتور زكريا مبارك الذي قال إن الشبائه هي ليست لعباً لكن يتعامل معها الأطفال على أنها لعب لسبب أو لآخر، حيث إن صانعيها لم يضعوا في صناعتها حساب تعامل الأطفال معها، لأن بعضها يصنع من الحديد الذي يؤدي للإصابات الجسدية والخدوش لأن لها أطراف حادة، وبعضها يصنع من البلاستيك الذي هو قابل للتلوث ونقل الأمراض المعدية خاصة إذا استعمل في البزازات واللهايات (الغشاشة)، وبالتالي فإن كل شبائه اللعب يدخل فيها بلاستيك، وهناك ألعاب الكمبيوتر والأتاري لها مخاطر كبيرة على عيون الطفل، حيث تؤدي إلى تعرض الطفل للمجال المغناطيسي لفترات طويلة، وقد تأكد أن التعرض للمجال المغناطيسي لأكثر من ساعة واحدة يؤدي إلى مخاطر وله أثر حراري يؤدي إلى فقدان البصر والعقم، والأثر غير الحراري يؤدي إلى الإصابة بسرطان الدم عند الأطفال والدماغ والغدد اللمفاوية والكُلى. وقال إن هناك عوامل كثيرة ومتداخلة في تحديد سلامة لعب الأطفال أهمها وعي الأسرة خاصة الأم بمتطلبات عمر الطفل، وهذا عامل مهم، وتحديد أثر شبائه اللعب، عليه ابتداء من الشهر الخامس يستطيع الطفل أن يبتلع مادة سامة أو مسماراً، والسنة الأولى يمكنه معالجة غطاء قنينة وفتحها وابتلاع محتوياتها، ويمكن للطفل أن يمشي في عمر يمكنه من مغادرة المنزل، مما يعرضه لشتى المخاطر، ودعا إلى التدقيق في المواد التي تصنع منها شبائه الألعاب وطريقة تشغيلها وهل يتم تشغيلها بالتيار الكهربائي وما قوته وطرق توصيله والمواد التي تطلى بها والتأكد من سلامة التصميم حتى لا يؤثر على الأطفال وتوعية المجتمع بهذه المخاطر. وقد أوصى خبير فضّل حجب اسمه، بتجنب شراء شبائه وبدائل لعب الأطفال وتجنب استخدام المتفجرات والمقذوفات كبدائل للعب الأطفال التي تتحول تحت تأثير المؤثر الخارجي إلى انفجارات بسرعة كبيرة يتولد عنها ضغط كبير ولها قوة تدميرية. بعض الأطفال يستخدمون (سلك اللماع) الذي يستخدم في غسل الأواني المعدنية كألعاب نارية، وهو يحتوي على عناصر كيميائية ضارة بالصحة كعنصر الرصاص وغيره والتي تنبعث نتيجة لعملية الحرق، وكذلك المادة الموجودة في البطاريات الجافة فهي تسبب مخاطر، حيث يدخل فيها الزنك والكربون والمدخلات القلوية.