أذكر تلك الأيام «طشاشاً».. لم يكن لنا فيها دور لكننا تابعناها بعين المتفرج وعين الخائف مما يحدث وخاصة أن عجلة الحياة توقفت.. ولعل خوفنا كان بسبب ارتباك أهلنا.. والشوارع الممتلئة بالبشر والحديث عن الشماسة الذين ثاروا في الأسواق وبدأوا يهددون ممتلكات الناس.. والعسكر الذين كانوا يهرولون وراء المتظاهرين وقبلها كنا نخرج من المدرسة بعد أن يخرجنا المتظاهرون من الطلاب في شارع المدارس بالثورة بأم درمان وقد كنا نقول.. «يا بوليس ماهيتك كم.. رطل السكر بقى بكم» وغيرها من الهتافات الأخرى.. المهم سادتي بعد سقوط النظام كنا نسمع الأغنيات الوطنية خاصة الفنان محمد ميرغني الذي يقول: لا هماك وعيد ولا خشيت الزمن يا شعباً غناهو نفديك يا وطن تسلم يا وطن عرقك صابي ينزل ممزوج بالغبار كاسيك فال وهيبة زي كسوة ضريرة وأنت تموج وتهتف وكانت هناك موسيقى يقول فيها الناس للفنان وينو السفاح شرد.. بعد أن آثر الرئيس جعفر نميري رحمه الله البقاء في القاهرة.. والتي عاد منها بعد حين. وبنفس ذلك الوعي غير الكامل عاهدت الحكومة الديمقراطية وقبلها المشير سوار الدهب رئيس الفترة الانتقالية واتذكر حتى الآن كيف أن الشعب كان يقدره وقد سلم بعد نهاية فترته الحكومة للأحزاب التي لم يذكرها الشعب بخير.. فقد مارست التخبط بكل فنونه.. سادتي ..كل عام وأنتم بخير..