السودان شهد 6 آلاف معركة.. و17 ألف مدني فقدوا حياتهم    شاهد بالفيديو.. مذيعة تلفزيون السودان تبكي أمام والي الخرطوم "الرجل الذي صمد في حرب السودان ودافع عن مواطني ولايته"    مسيرات تابعة للجيش تستهدف محيط سلاح المدرعات    مصر: لا تخرجوا من المنزل إلا لضرورة    الملك سلمان يخضع لفحوصات طبية بسبب ارتفاع درجة الحرارة    واصل برنامجه الإعدادي بالمغرب.. منتخب الشباب يتدرب على فترتين وحماس كبير وسط اللاعبين    عصر اليوم بمدينة الملك فهد ..صقور الجديان وتنزانيا كلاكيت للمرة الثانية    الطيب علي فرح يكتب: *كيف خاضت المليشيا حربها اسفيرياً*    عبد الواحد، سافر إلى نيروبي عشان يصرف شيك من مليشيا حميدتي    المريخ يستانف تدريباته بعد راحة سلبية وتألق لافت للجدد    هنري يكشف عن توقعاته لسباق البريميرليج    تعادل سلبي بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا في تونس    باير ليفركوزن يكتب التاريخ ويصبح أول فريق يتوج بالدوري الألماني دون هزيمة    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    تمبور يثمن دور جهاز المخابرات ويرحب بعودة صلاحياته    مقتل مواطن بالجيلي أمام أسرته علي ايدي مليشيا الدعم السريع    محمد وداعة يكتب: معركة الفاشر ..قاصمة ظهر المليشيا    مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القيادي المشاكس بحزب الأمة يفتح النار في كل الاتجاهات
نشر في آخر لحظة يوم 08 - 04 - 2012


حوار: أميمة عبد الوهاب - تصوير: دعاء محمد محمود :
فجر القيادي بحزب الأمة القومي مبارك الفاضل في حديثه ل«آخر لحظة» مفاجآت لا تحصى، وكشف أن رئيس الحزب الإمام الصادق المهدي قد اعترف له بأن وجود الفريق صديق في الأمانة العامة أوجد مواجهات بينه وبين الكوادر لتقديراته الخاطئة، وأن صديق غير متمرس وليس كادراً سياسياً ولم يتربَ في التنظيم، متهماً المهدي بأنه يتعامل مع قيادات الحزب وفق المرحلة ويقدم ويؤخر حسب المصلحة التي يحتاجهم فيها وليس حسب خبراتهم، وقال إن المهدي احتفظ بصديق لأنه غير مشاكس وأن خلفيته الأمنية وتوافقه مع المهدي في التعامل مع المؤتمر الوطني جعله يقربه منه كثيراً.
وحمّل مبارك الصادق المهدي مسؤولية الأزمة الصحية التي يعاني منها الأمير نقد الله الذي أبعده في ظروف خلاف خوفاً من مشاكسته.. فإلى مضابط الحوار:
أنت متهم بأن خلافاتك مع الحزب شخصية وليست موضوعية؟
- هذا أبعد ما يكون من الحقيقة، فأنا منذ «5» أعوام قررت عدم الدخول في خصومة سياسية وهناك قضايا موضوعية جداً للخلاف، وإلا لما تركنا حزبنا السياسي وجئنا لهم، وأول هذه القضايا المصالحة مع الجميع ولم الشمل، وهذا موقف مبدئي.
لماذا لا تنتظر المؤتمر العام وتكفي المؤمنين شر القتال؟
- الأوضاع في البلد لا تتحمل شهراً ناهيك عن عام، والحزب لابد أن يواجه مسؤولياته وبالتالي لا يمكن أن نؤجل القضايا الوطنية لانعقاد المؤتمر، المؤتمر يمكن أن تؤجل له قضايا تنظيمية، والآن في حالة طواريء وفي هذه الظروف ترفع اللوائح والدساتير ويتنادى الجميع ويتناسوا خلافاتهم ومراراتهم ويلتفوا حول المصلحة العامة، وقد حدث خلاف في المهدية بين الخليفة عبد الله والخليفة شريف أدى إلى سجن الخليفة عبد الله لشريف، وعندما جاء الهجوم الاستعماري على كرري أطلق سراح جميع الأشراف وصالحهم وقال لهم «الآن مصلحتنا بقت واحدة لحماية الوطن» والخليفة شريف لم يتخاذل حيث حارب واستشهد، باعتبار أن الواجب الوطني يتجاوز الخلاف.
الآن الوضع في البلد ينذر بانقسام ثانٍ وهناك حرب أهلية وعضويتنا كحزب أمة متعرضة للحرب والبلد مقبلة على انهيار اقتصادي وكلها قضايا تتطلب أن تنتجاوز الخلاف، فكما علمتِ عندما انقسم البلد السيد الصادق قال إما حكومة قومية أو مواجهة أو يقدم استقالته، فذهبنا وقلنا له نحن لنا زمن مختلفون في الوظائف الدخول في الهيئة المركزية أو وظائف تشريفية، والآن البلد انقسمت، وبعد أن أعلنت عن هذا الموقف، مستعدون للقتال معك وما «عايزين» وظائف، وسألناه «انت قبلان؟»، قال (قبلان)، فحلينا حزبنا وجئناه،لكنه رجع وقال لنا سأمنحكم الوظائف التشريفية، فقلنا له لكي لا نفسد الجو خير، وقدمنا ترشيحاتنا في مارس 2011، وأجازها المكتب السياسي، وقام الصادق بتجميدها وغيّر رأيه ولم نؤاخذه لأن موقفنا هو أننا لسنا طلاب مواقع، بل نبحث عن شرف الالتحام مع بعض وترتيب البيت لمواجهة الطاريء الوطني، ولنجعل من الهيئة المركزية مناسبة لتتويج الوفاق وجمع الشمل، ولذا نحن غاضبون، لأن ذلك لم يحدث ولأن البلد بهذه الصورة سوف تزيد عليها المخاطر والدماء يزداد سيلها والعالم كله يتدخل في قضايانا، إلا أننا غير قادرين على أن نقف عليها، وحزب الأمة الحزب الأكبر يجب أن يتقدم الصفوف وليس أن يكون تابعاً.
ولكنهم يرون أنهم ليسوا في حالة طواريء حتى يرفعوا الدستور؟
- الخلاف بينهم وبين التيار العام أنهم أضافوا للهيئة المركزية «250» عضواً بعد انتهاء المؤتمر العام السابع، والدستور محدد «600» عضو، وجاء فضل الله برمة يفسر في ملتقى الشباب وقال إن ذلك تم لأنه جاء بمناداة من الفئات والمرأة تطالب بتوسيع المشاركة في الهيئة المركزية، وتم ذلك بالتراضي، طيب إذا تمت المناداة في ظروف طبيعية وخرق لها الدستور وأضيف ال«250» ولم ترمش لك عين، فكيف تجيء الآن وتقول إن الدستور خرقته قبل أن يصل الناس بيوتهم والدستور سمح له، لأن المادة «16-أ» فيه تقول الهيئة المركزية يمكن أن تقوم مقام المؤتمر العام بين دورتي الانعقاد، وبالتالي قلت لهم دعوها تنعقد في هيئة مؤتمر، وتقبل عضويتنا في المؤتمر ثم ينشيء المؤتمر كلية من أجل الوفاق ويصعدوننا للهيئة المركزية، وبالتالي تكونوا متوافقين مع الدستور، أنتم هذه الإجراءات لم تنفذوها، بل «عملتوها ساي كدة كيري»، وبالتراضي حتى أنكم لم تقولوا إن الهيئة الآن منعقدة في هيئة مؤتمر، والآن قبلت بتعديل الدستور من «600» إلى «850»، وإضافة العضوية ال«250» الزائدة، فإذن منطقهم ضعيف ويوضح لكِ أنهم متسترين حول الدستور في رفض المبدأ، ليس لأنهم حريصون على المبدأ، فالهيئة المركزية من المفترض أن تنعقد كل عام، الآن لم تنعقد لمدة «3» أعوام، ألم يخرقوا الدستور بذلك وتحججوا بالإمكانات المادية، إذا أنت تفسر الدستور وتسخره لمصالحك ولرؤاك، فهذا يعني أنك أنت رافض للمبدأ وليس الدستور، وبعدين أصلاً في حالة الطواريء الناس عادة تقوم برفع الدساتير واللوائح، ويخطيء من يقول إنه ليس هناك طاريء في البلد، فهناك حرب أهلية وانقسام في حزب الأمة ثم أحضرنا لهم فتوى من البروفيسور أحمد إبراهيم خليل بأن الدستور يسمح بذلك، وكذلك فتوى من أستاذ قانون دستوري والرجل كان رئيس البرلمان ووزير خارجية ووضع دستور دولة تايلاند والصومال، فهو علامة ويجب أن يؤخذ بكلامه، هذا هو موقف السيد الصادق المهدي وأنا اجتمعت معه «3» اجتماعات وقال لي هذا لن يحدث، وسألته لماذا.. فرد أنا رئيس الحزب وقلت كده، فاللجنة للأسف أتتنا بموقفه ولم تأتِ وهي مفتوحة الذهن بأن تتقبل وتأخذ وتعطي، فقد أتت لتخرج موقف رئيس الحزب في شكل يؤسس الموقف الرافض والمسائل ما «مدسية»، هو واقف معنا ولكن في المواقع التشريفية فقط، والآن جاءت ظروف مختلفة، ونحن نريد جمع الشمل، ونريد مصالحة ونناقش الخط السياسي، لأننا عندما أتيناك كان موقفك مختلفاً، والآن اختلف، وبعدين نحن لو كنا نريد تفجير الموقف أو نوايانا سيئة كان من الممكن أن نقبل بالمواقع ونجيء نعمل موقفاً من الداخل، لكن استشعاراً بالمسؤولية نحن لا نسعي لإحداث مشاكل، لذا آثرنا أن نبتعد لحين أن نتفق على كل شيء، بدلاً من نبقى خميرة عكننة وأزمة.
متوقع إذاً أن تتفقوا من جديد؟
- هم قالوا الحوار مستمر ونحن لم نقفل باب الحوار، خطابنا وبياننا هاديء وفيه تبصرة ونصيحة وأبوابنا مفتوحة ومشرعة، قررنا توحيد كل التيارات حول هذه القضايا وسنظل نسعى لتوافق الجميع حولها.
قلتم إنكم حزب الأمة الأصل، ماذا يفهم من ذلك بغير انشقاق وانقسام جديد، وتعاملتم بردة الفعل، فهم يقولون لا نسمح بحزب موازٍ وأنتم ترفعون شعاراً ولافتة جديدة؟
- رفضهم هذا يعبر عن جهل سياسي، لأن حزب الأمة مجموعة بشر وتحالفات وعشائر وآراء مختلفة، فإذا فشلت في فتح وعائك التنظيمي لكي تتفاعل وتتصارع وتتحاور هذه الرؤى في وعاء واحد، فسوف تحدث تفرعات كما تحبس الماء ولابد أن توسع مواعين الحوار والديموقراطية وإذا لم تفعل ذلك، ستأتي رؤى من خارج المجرى الموجود الآن، وبعدين من الذي يقول هو حزب الأمة، ممكن تقول الصادق المهدي لأنه كان رئيساً منذ سنة 1964 وعنده أقدمية كرئيس، وعندما تأتي للأمين العام جاء سنة 2000، وفضل الله برمة ناصر أتى سنة 1986 كان ضابطاً في القوات المسلحة إلى أن وصل قائد الاستخبارات العسكرية في عهد نميري، ثم كان عضواً للمجلس العسكري الانتقالي في الفترة الانتقالية وانضم لحزب الأمة بعد الفترة الانتقالية، فضل الله وصديق كانا عساكر ولم يكونا كوادر بالحزب، والفريق صديق كان ضابط أمن في نظام نميري وضابط شرطة وعين محافظاً في كُلبس بدارفور في الإنقاذ وبعد ذلك انضم إلى حزب الأمة عبر هيئة شؤون الأنصار، وفضل الله انضم لحزب الأمة بعد أن نزل للمعاش في 1986، صحيح أن أسرته أنصارية وزوجته كذلك، وليست إساءة له أنه كان عسكرياً، ولكن كل الأجيال التي كانت في المنصة أقدم منه، مثلاً أنا ناشط في حزب الأمة منذ أن كان عمري «18» عاماً، وكادراً منذ عام 1969 فلا يستطيع أن يقول هو يمثل حزب الأمة وأنا لا أمثله، وعليّ حكمان بالمؤبد ومعتقل، ونفيت مرتين، وحملت السلاح مرتين، فهم لم يفعلوا ما فعلته، لذا لا يستطيعوا أن يضعوا أنفسهم أمام صلاح إبراهيم أحمد أو محمد إبراهيم خليل، خليل يمكن أن ينافس الصادق المهدي ويقول له أنا جئت وزيراً في حزب الأمة مع محمد أحمد محجوب قبل ما تدخل أنت الجمعية التأسيسية ولم تكمل السن القانونية عندما كنت نائب دائرة القضارف وبقيت وزيراً للخارجية مع محمد أحمد محجوب في حزب الأمة ويقول له أنت دخلت البرلمان في سنة 1966 واستقال لك عضواً، من حزب الأمة عندما أكملت ال«30» سنة، ثم أصبحت رئيس وزراء بعد ذلك فأنا أمامك في الحزب، كتمثيل وقيادي لذا لا يستطيع أحد أن يقول للآخر أنت لست حزب أمة أو أنت لا تعبر عنه وهو يعبر عن الحزب عبر جهازه، ده. وأنا قلت بعبر عن ناس حزب الأمة الحاجة العريضة الكبيرة وأمثل فيها تيارات من الرأي وبعبر عنها وأنا لا أعبر عن مجموعته القاعدة دي. وهو يعبر عنها وأنا أختلف معه، في أن أعبر عنها. وتنظيم حزب الأمة يجب أن يكون، بوزن حزب الأمة الكبير ما يكون بيزول أتى الحزب سنة 2000 أو 1986 ومختلف عليه وسياساته مختلف عليها. والكادر الموجود بسبب النزيف الذي حدث بخروج الناس والاختلافات بقت موجودة في الصف الرابع والخامس من مكاتبهم والصف الأول والثاني والثالث موجود أفسح ليه المجال عشان يدخل وبغيابه أنت فقدت الخبرة التراكمية بتاعة الكادر ده.
الصادق المهدي مرة في جلسة في أبريل العام الماضي سألته عن نتيجة مفاوضاته مع المؤتمر الوطني قال لي، لم نتوصل إلى شيء.. قلت له لكن الأمين العام قال وصلتم ل«80%».. قال لي طبعاً هو تقديراته خطأ لأنه ليس كادر سياسي ومشكلتنا جِبنا زول ما كادر رأسناه على الكوادر فخلق أزمة لأنه لا يعرف كيف يتحدث بلغتهم وغير متمرس مثلهم ولم يتربى في التنظيم مثلهم فاصبحت هناك مواجهة بينه وبينهم. وهذا اعترافه بنفسه، أنه أتى بشخص غير كادر رأسه على الكوادر فإذن في حالة الصفاء وبعيداً عن النزاع يعترفون لك بالأخطاء الموجودة.
لماذا لم تغتنم الفرصة وتطالبه بتصحيح هذا الخطأ؟
- الخطأ غير شخصي الخطأ منظومة ولوائح ودساتير وأسس لترقي وتبني المواقع في حزب الأمة، تلقائياً ما يتخطى وقلت في اللائحة أن من يأتي أمين عام يكون أمضى على الأقل «25» عام كادراً منذ أن كان طالب وترقى تلقائياً سوف يأتيك الشخص المناسب، ولكن لأنه ليس هناك لائحة ولا أسس يمكن تقول فلان ده بنفعنا يخلي يجي في لحظة صراع، مثلاً المنافس بتاعنا من دارفور وعشان ناس دارفور ينقسموا وما يصوتوا، كلهم نقوم نجيب واحد آخر من دارفور نرشحه بدون ما ننظر للشخص هذا هل مستوفي شروط هذا المنصب أم لا ويرجع ذلك لأنه مافي لائحة.
عفواً.. هل لا توجد لائحة للحزب أم هناك تجاوزات بها؟
- لا توجد لائحة، لأن شخصية الصادق طغت على التنظيم وتحول التنظيم لشخصه، ولأنه هو متقدم بصورة كبيرة فكرياً ونشط تقدم على أقرانه، وبالتالي اللوائح والدساتير لحزب الأمة قد أندثرت، بجانب ذلك فترة التباعد التي حكمت فيها الأنظمة العسكرية وبالتالي الارشيف والتواصل بين الأجيال «بيفقد» فنبدأ من جديد ولا يكون لديك المعينات القديمة المتوفرة حتى تبني عليها فهذه الأسباب أوجدت فراغات، فشخصية الصادق والانقطاع بسبب الأنظمة العسكرية وحل الأحزاب. وعمر نور الدائم كان يوجه لي انتقاد بعدم التطور الكافي، وعدم خبرة ويجيء نظام عسكري يدخلني السجن ويمنعنا أن نعمل لينا مايكروفون ونعمل لينا دار وبعد ما الناس، تبدأ تتكلم فجأة يجيء عسكري يشيل كل هذه الأشياء فكيف يمكن أن تستقيم قضايانا فتحدث لنا هذه الحالة من التخلف وهذا الوضع أيضاً مسؤولة عنه الأنظمة العسكرية وعدم الاستقرار في السودان حرم الأحزاب من النمو الطبيعي.. مما أوجد أزمة مجاملة داخل حزب الأمة لأنه حدث تراكم فهناك «5» أجيال قاعدة مع بعض يعني الجيل الثالث حتى الآن قاعد في سدة القيادة ولم يفسح المجال للجيل الرابع والخامس والسادس كي يرتقي واصبحت هناك حالة ازدحام في الحركة في ساعة الذروة. وهناك مشكلة لم يسببها الاشخاص وانما الظروف التي مر بها السودان.
تفسيرك لإحتفاظ الامام بالفريق؟
- دائماً الزعامات تميل للشخصيات غير المشاكسة، ممكن تسأليني لماذا وقف الصادق ضد الأمير نقد الله وكان واحد من الأسماء التي سببت له الأزمة الصحية التي يعاني منها الآن وهو قضى فترات طويلة في السجون فهو من حيث النضال رجل مناضل وكادر من مدرسة، ومن حيث المواقف والنسب والده احد مؤسسي حزب الامة ومعروف بيت نقد الله ما عنده باب فاتح كرم وانصارية، وعندما جاءت المعركة مع المرحوم عبد النبي، الصادق وقف مع عبد النبي ليه؟ لأن نقد الله مشاكس وعنده رأي وغير مرشح كأمين عام ولن يُسلم له، والآن الصادق يرى ان صديق رجل المرحلة بالنسبة له، اولاً لخلفيته الأمنية العسكرية وبالتالي لمزاجه في التعامل مع المؤتمر الوطني الذي يتوافق مع الصادق المهدي ولأنه لو أتى بسياسي سوف لن يريحه في التعامل مع الجهات الامنية ويعتبر عدوها الطبيعي لأنه لابد ان يكون سجنه أو اعتقله وعنده مرارات وحساسيات معه وذلك ما عند صديق لأنه ضابط أمن وما كادر وعنده حماسة في التعامل مع النظام الشمولي والتوافق معه، بالتالي الامام يرى ان ذلك الموقف، الانسب في هذه المرحلة. يعني مثلاً عندما خرجت وقدت المعارضة في عام 1989، السيد الصادق كان بعض معارضيه في الرأي داخل الحزب يذهبون له ويقول لهم، مبارك ده اتركوه يعمل في البيعمل فيه لانه صاح. لماذا لأنه في تلك المرحلة كانت الانقاذ كابسة على صدور الناس ومانعة كل شيء وليس هناك طريقة غير مقاومتها، اذن لانهم عايزين الزول البقاوم ليهم الانقاذ ده، عايزينو يتقدم في هذه المرحلة بالتالي لم يعارض في اية مواقف حتى عندما بدأت مناقشات مع الحركة الشعبية ارسلت له وأنا في السجن أن يرسل لي رأيهم بأن أمامنا «3» خيارات إما التنسيق وإما التحالف المرحلي وإما التحالف الاستراتيجي، وطلبت منهم رأياً مكتوباً لأنني ذاهب لأتفق مع ناس لازم تجيبو لي حاجة في يدي. وفعلاً وصلتني منه الرسالة بخط يده وكان اسمه الحركي، عبد الواحد.. أن اواصل الى اقصى درجة أي، يعني التحالف الاستراتيجي الآن الصادق يقول ان مبارك متحالف مع الحركة الشعبية لأنه زمان كان عايز الحكاية دي وموقعه الآن اختلف وبقى ما عايزها عايز العلاقة مع المؤتمر الوطني فاصبحت «الكعوبية» فينا وأنا الماشي مع الطرف الثاني وعندنا مستند بخط يده قاعد، والعلاقة دي عملتها أنا كمؤسسة وحزب وواصلتها كمؤسسة عندها جماهير وحزب عندها على الاقل ما يقارب «6» الى «7» مليون مواطن انصاري يعيشون في مناطق متاخمة للجنوب، والسياسة في النهاية خدمة المصالح وخدمة المواطن وأمنه ومعاشه وليست طلاسم. فالصادق أريح شخص له الآن صديق رجل المرحلة ولكن اذا غيره سيصبح «كخه» وسيلقي فيه كل «العبر».
نفس الشيء الترابي ديل أولاده وقادهم لهذا الخط والآن اعلن انه اخطأ لكن حملهم هم المسؤولية لأن المصالح اتغيرت، الآن يشوفهم شينين وزمان كانوا كويسين لولاءهم له.
فالزعماء يتلونون حسب مصالحهم وخطوطهم التي يأخذونها، الآن إذا انتهت مصلحة الصادق مع صديق سيرميه في الخور.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.