انحنا ناقصين «راقصات»..!! والزول الاداها الترخيص لازم يجينا هنا ولو ما عارف شغلو احسن «يطير» باقالته فوراً..!!؟.. هكذا طالب النائب البرلماني دفع الله حسب الرسول بالغاء حفل الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب في جلسة النواب الأخيرة للتداول حول خطاب الرئيس، ولكن النائب الهمام حمل معه بوستر الحفل، ولخص كل مشاكل السودان فيه.. فقد عرف النائب البرلماني بإثارة الجدل في كثير من القضايا الاجتماعية والفنية، بهدف لفت الأنظار اليه عبر وسائل الإعلام، ووافقه بعض رفاقه البرلمانيين في حديثه، وارتسمت الابتسامة على شفاههم. استغربت كثيراً لقول النائب بأن دخول شيرين للبلاد يمثل هزيمة للقوات المسلحة «حاجة تحير».. عزيزي دفع الله كل السودان يتابع اخبار قواتنا المسلحة الباسلة، وهي تسد الثغور بعد الهجوم الغاشم من قبل الجيش الشعبي وبعض المرتزقة، ويقف خلف قواتنا المسلحة لرد الصاع صاعين للجيش الشعبي، وحكومته الغادرة.. ولكن يا سيد دفع الله أليس هناك مشكلة في البلاد تستحق الطرح في بلاط البرلمان سوى التصديق لإحياء حفل الفنانة شيرين، حتى تشن عليه كل هذا الهجوم العنيف..!!.. فهل الغاء إقامة الحفل يحل مشاكل السودان..!!.. ولماذا لا تهتم بالقضايا الكبيرة التي تحاصر وتهدد البلاد، أو تطالب بحقوق ورفع المعاناة عن كاهل محمد احمد الهلكان، بدلاً عن الانصراف لالغاء حفل شيرين عبد الوهاب «الناس في شنو وانت في شنو». فأولاً عزيزي دفع الله أخبرك إن كنت لا تعلم بأن شيرين فنانة محترمة وليست «راقصة»- كما قلت- لذلك لا ترفع صوتك فيما تجهله، وتقذف الناس بما ليس فيهم، فهذه حرمة حذرنا منها ديننا الحنيف، وأزيدك علماً بأنك رفعت سيف الجحود ونكران الجميل بصورة لا تشبه المجتمع السوداني على الاطلاق، فشيرين التي ساهمت بالغاء حفلها في الخرطوم ووصفتها «بالراقصة»، أقامت حفل بالبلاد من قبل وتبرعت بأكثر من «20» ألف دولار لصالح حفر آبار بمعسكرات النازحين بدارفور، ولا اظنك تعلم ذلك، لتنعتها بالراقصة، ولكن رغم ذلك احرجتك شيرين كثيراً وتحملت كل هذه الضوضاء والهجوم عليها، بعد الغاء حفلها بقولها «إنها تحب السودان وشعبه لما يحمله من صفات لا توجد في البلدان الأخرى»، ولكن السيد دفع الله يخرج عن تعاليم مجتمعنا السوداني ويقول «الحكاية دي لازم تحسم، والوليه دي ما تجينا وترجع من الطائرة طوالي».. فأين الكرم الفياض الذي اشتهر به شعبنا ومسحته تماماً بقولك هذا، ولكن هناك سؤال مهم جداً.. هل يعاني البرلمان من مشكلة في اللغة واستخدام المفردات بحديث دفع الله المبتور مثل «احسن يطير- الوليه» سبحان الله لا أريد أن أحدثك بمستوى العلاقات الطيبة والطويلة بيننا وبين اخوتنا في شمال الوادي، والحريات الاربع الموقعة بيننا، وأنت اعلم بها مني، ولكنك للأسف الشديد تنكرت لكل ذلك. ولكن مع كل ذلك اوافقك الرأي في مطالبتك باحضار من منحها الترخيص لإحياء الحفل، ومساءلته واستدعائه للبرلمان فوراً ومحاسبته لدرجة «الإقالة» فأنت تقصد بحديثك هذا وزير الثقافة الاتحادي السموأل خلف الله والوزير الولائي البارودي، فهما من وافقا على إقامة الحفل ومنحاها التصديق لذلك.. ولكن أنا هنا لا اريد محاسبتهما واقالتهما على تصديقهما للحفل، ولكن لأنهما التزما الصمت لقرار الالغاء، ولم يستنكر احدهما هذا الفعل، ووقفا متفرجين وتناسيا مهمتهما في ذلك - ولم ينعم عليهما الله بأي كلمة في هذا الخصوص، وكما قال الزميل الحبيب هيثم كابو.. عليهما ألا يخرجا مرة أخرى لازعاج الناس بالحديث عن مهرجان الموسيقى وأماسي أم در والبوردين «والحال المايل دا يا ناس لمتين» وازيدك على حديث كابو واطالب النائب البرلماني بالمعاملة بالمثل، وإيقاف ملتقى النيلين للشعر العربي الذي يقيمه البارودي هذه الأيام. وهناك سؤال مهم جداً متى يكون لاتحاد المهن الموسيقية قرار وموقف مشرف، ويحتج على قرار الغاء الحفل الذي خصص لمشاريع الاتحاد، ويتوقف رئيس الاتحاد عن سلبيته، ولكن كيف يتم ذلك وهو حتى الآن يرفض التعليق على قرار الالغاء...!! ولكن بهذا الفعل علمنا مدى سيطرة المتشددين المحاربين للفنون، كان الله في عون الفن في بلادي. ولا حول ولا قوة إلا بالله